البصرة – بغداد – طوقت حكومة نوري المالكي تصاعد التظاهرات الإحتجاجية التي ينفذها المئات من أهالي محافظة البصرة منذ نحو أسبوع، المطالبة بتحسين تجهيز الطاقة الكهربائية في المحافظات، بجملة من الأجراءات السريعة لإمتصاص غضب الشارع البصري وعدم تطور التصعيد لإنتفاضة ثانية للكهرباء.
فقد سارع وزير الكهرباء كريم عفتان بالموافقة على رفد محافظة البصرة بمحطتين اضافيتين، اثر التظاهرات الليلية التي انطلقت في المدينة.
وقال رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني إن "وضع الكهرباء عاد الى الوضع الذي كان عليه قبل شهر رمضان حيث وصلت ساعات التجهيز الى ساعتين تجهيز مقابل اربع ساعات قطع في اسوأ الاحوال".
واكد البزوني، الحصول على "موافقة وزير الكهرباء على إضافة محطتين اضافيتين كهربائيتين تحويلية متنقلة الى مركز محافظة البصرة لفك الاختناقات".
وفي السياق أيضا قررت وزارة الكهرباء، اليوم السبت، اعفاء مديريها العام لنقل الطاقة في الجنوب وتوجه انذاراً لعدد من مسؤوليها، مبينةً أن هذا القرار جاء على خلفية توقف عدد من المحطات الثانوية عن العمل.
وقال المتحدث بأسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس إن "وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي قرر اعفاء مدير عام نقل الطاقة الكهربائية في الجنوب، وتوجيه عقوبة الانذار لمديري المشاريع، والشبكات في البصرة، لتسببهم بعطب ثلاثة خطوط مهمة لنقل الطاقة الكهربائية"، مشيراً إلى أن "الوزير امر بتشكيل لجنة تحقيقية، لمحاسبة المقصرين، كي لاتتكرر هكذا حالات مستقبلاً".
وأضاف المدرس أن "عطب تلك الخطوط المهمة كان جراء تحميلها أكثر من طاقتها، ما ادى الى توقف عدد من المحطات الثانوية عن العمل، وانخفاض معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية في مركز مدينة البصرة، وقضاء الفاو، وناحية السيبة، وقضاء ابي الخصيب، وقضاء شط العرب، في محافظة البصرة".
وتابع المدرس أن "الملاكات الهندسية والفنية في مديريات شبكات النقل، وتوزيع كهرباء الجنوب، ودائرة المشاريع، تمكنت من صيانة، وإعادة الخطوط الثلاثة الى الخدمة بزمن قياسي، وقد عادت ساعات التجهيز الى محافظة البصرة منذ مساء يوم الثلاثاء الماضي الى وضعها الطبيعي قبل الحادث، اي ثلاث ساعات تجهيز مقابل ثلاث ساعات اطفاء".
يذكر ان ثلاثة مغذيات رئيسية للطاقة الكهربائية انهارت بالكامل، تسببت بأنقطاع شبه تام للتيار الكهربائي عن محافظة البصرة وتقول الحكومة المحلية انه تمت اعادة خطين الى الخدمة ويجري العمل على إعادة المغذي الثالث خلال اليومين المقبلين.
وتعاني اغلب المحافظات العراقية من نقص كبير في الكهرباء يصل إلى أكثر من 16 ساعة قطع يوميا يتم تعويض جزء منها عبر تشغيل المولدات الاهلية، وسط درجات حرارة تتراوح بين 45 إلى 50 درجة مئوية، مما يثير استياء المواطنين واحتجاجهم.
وكانت محافظة البصرة، شهدت خروج تظاهرات ليلية متواصلة مع حلول شهر رمضان وما تزال الاحداث تتفاعل والمظاهرات مستمرة للمطالبة بتحسين وضع الكهرباء وبقية الخدمات، وقد واجه رجال الشرطة المتظاهرين بإطلاق عيارات نارية لتفريق التظاهرة واحرق المتظاهرون إطارات السيارات في أحد الشوارع وقطعوه لساعات واعتقلت الشرطة عددا من الشباب المتظاهرين جرى اطلاق سراحهم فيما بعد.
وتجددت المظاهرات والاحتجاجات الليلية في عموم محافظة البصرة في ظل معدلات قياسية في ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة، فيما اكدت شرطة البصرة ان القوات الامنية تعمل "بمهنية عالية ولم تعتقل أي من المتظاهرين".
وقال متظاهرون تجمعوا بالقرب من مبنى المحافظة ان "ما يتعرض له أهالي المحافظة يفوق الاحتمال من ظروف مناخية صعبة حيث بلغت درجات الحرارة معدلات قياسية وارتفعت معدلات الرطوبة لدرجات غير مسبوقة". واضافوا "يقابل ذلك تجاهل كامل من وزارة الكهرباء وتراجعها عن الوعود الكبيرة التي اطلقها المسؤولون بصيف اقل سخونة".
واوضحوا ان "هذه المظاهرات لن تتوقف الى ان تتم الاستجابة للمطالب المشروعة لابناء المحافظة وهي تمثل الحد الأدنى وسوف تتسع رقعة الاحتجاجات لتشمل كافة احياء مركز المحافظة".
من جانبهم جدد متظاهرون خرجوا من منطقة حي الحسين مطالبة وزارة الكهرباء بوضع حد لمعاناتهم، مبينين ان "انقطاع الكهرباء تسبب بقطع الماء وقطع ارزاق الكثير من العوائل التي تعتاش على المهن التي تحتاج الكهرباء" مهددين بـ"قطع الطرق واتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم تنفيذ المطاليب المشروعة بأسرع وقت".
وفي السياق طالبت كتلة الاحرار المنضوية في التحالف الوطني بمجلس النواب العراقي، السبت، باستجواب وزير الكهرباء لـ"تقاعس" وزارته في ايجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء على خلفية ما تعانيه محافظة البصرة من نقص الكهرباء في ظل موجة الحر الشديدة والرطوبة العالية. وقال النائب عن الكتلة عدي عواد في مؤتمر صحفي داخل مجلس النواب ان "كتلة الاحرار تطالب باستجواب وزير الكهرباء لتقاعس وزارته في ايجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء"، مؤكدا ان "محافظة البصرة تعاني من نقص الكهرباء في ظل موجة الحر الشديدة والرطوبة العالية".
واوضح عواد ان "محافظة البصرة تبقى لايام بدون كهرباء بسبب نقص المواد وقلة الكادر المكلف بصيانة وتوزيع الكهرباء فيها"، مضيفا ان "استجواب وزير الكهرباء سيكشف الكثير من المخالفات التي ارتكبتها الوزراة".
وطالب عواد بـ"توزيع فوري للمحطات الكهربائية الجديدة في مخازن حي الحسين في البصرة على المناطق المتضررة".
وكانت وزارة الكهرباء، أكدت في 28 أيار الماضي، على إنهاء أزمة الكهرباء بحلول عام 2013، مشيرة إلى أنها مستمرة في تنفيذ المشاريع على جميع مستويات الإنتاج والتوزيع والنقل ليصل إلى مرحلة تصدير الطاقة الكهربائية مستقبلا.
