Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الهيوا البصرية
الأحد, تموز 28, 2013
سعدون محسن ضمد

 

كتبت في عمودي السابق عن بعض الملاحظات التي تجمعت عندي أثناء زيارتي للبصرة، وأريد أن اكتب اليوم عن المزيد مما أجده جديراً بالاهتمام ولا يتناسب مع تاريخ هذه المدينة العريق ولا مع تنوعها السكاني الجميل.
الملاحظة الأولى تتعلق بصراع وجدته آخذاً بالاتساع بين البصريين من جهة، وبين الوافدين إليهم من محافظتي ذي قار وميسان، فالبصريون يجدون أن أعداد النازحين إليهم أصبحت كبيرة، وأن الأعم الأغلب من عمليات النزوح تحدث بشكل غير قانوني، بمعنى أن النازح لا ينقل نفوسه أو بطاقته التموينية لتتحول، على الأقل، حصته في الميزانية العامة من المحافظة التي ولد بها إلى البصرة التي يريد أن يستقر فيها. ومن المعلوم أن مثل هذا الانتقال يعرض البنى التحتية والخدمات الخاصة بالمحافظة إلى أثقال لا تتحملها، وهو ما ينعكس على شكل مزيد من المتاعب للمواطنين. المؤلم بالموضوع أن المشاكل التي أدت إلى النزوح والتي يتم إهمالها في محافظتي ميسان وذي قار، أخذت تتحول إلى ضغائن بين مواطني البلد الواحد. من هنا يجب على كل حكومة محلية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل وأن لا تلقي بأعباء فشلها على الآخرين إلى درجة تعرض لحمة البلد الواحد إلى الخطر، فليس هناك مواطن يفضل ترك مكانه الذي ولد فيه لو وجد فيه ما يلبي الحد المعقول من احتياجاته.
الملاحظة الثانية تتعلق بالأولى، فخلال اتصالاتي ببعض الأصدقاء البصريين من مثقفين وسياسيين ونشطاء مدنيين، اكتشفت بأنهم يركزون بشكل اكبر على التأثيرات الثقافية التي تسببت بها عمليات النزوح الكبيرة، حيث يؤكدون بأن لكل محافظة من محافظات العراق طابعها الخاص، ولستةٌ مختلفة من القواعد والأعراف والتقاليد. وأن النازح يجلب معه ثقافته ويحاول ترسيخها حيث يستقر، ومن هنا فهم يُحَمّلون النزوح غير القانوني مسؤولية الكثير من مظاهر التغير في الثقافة البصرية، منها على سبيل المثال اختفاء فرق الهيوا البصرية، التي يقولون بأنها كانت تفترش ارض الكورنيش في الأمسيات وتوزع فنها على الناس مجاناً، اختفاءها إلى درجة تُعرض فنها إلى الاندثار. ومنها امتناع راديو البصرة عن بث الأغاني تحت شعار إنها منافية للذائقة البصرية، متسائلين: متى كان الغناء منافياً لذائقة بلد الهيوا؟
انحدر عائلياً من محافظة ميسان، لكنني كمهتم بالانثربولوجيا لا استطيع ان اتجاهل خطورة اختفاء الملامح الثقافية، والهيوا البصرية مهمة بقدر اهمية طور المحمداوي، وكلاهما يستحقان من الحكومات المحلية الاهتمام نفسه الذي يتم توجيهه نحو مفردات الثقافة الإسلامية، من مزارات مقدسة وطقوس دينية، التي هي الأخرى مفردات تستحق الرعاية والاهتمام، فملامح الثقافة تشبه ملامح الوجه الإنساني، وأي تفريط بجزء منها يعرض الكل إلى التشوه، الميزانية ميزانية كل العراقيين بمختلف مكوناتهم، وصرفها بشكل انتقائي يمثل نحواً من أنحاء السرقة.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44367
Total : 101