كثرت في الآونة الأخيرة في العراق ظاهرة العصابات التي تقوم بالخطف على الخطوط السريعة الخارجية ثم تقوم بتصوير عملية قتل المختطفين وتعلن أنها تفعل ذلك باسم السنة ومن أجل الإنتقام للسنة، إلخ من الحجج السخيفة التي ليس لها أي علاقة بالواقع. فقتل الشيعي لا يقل في ألمه لنا عن قتل السني أو أي مواطن آخر، وإننا نعلم يقيناً أن من يقوم بقتل الشيعي هو من يقتل السني وغيره، وأن الإرهاب واحد وضحاياه واحدة. فما يقوم به هؤلاء إنما هو هجوم تشهيري يهدف إلى تدمير سمعة السنة أولاً والعراق ثانياً والإسلام ثالثاً، وربط عبارة "الله وأكبر"، الرمز الإسلامي الذي يهتفون به عند القيام بتنفيذ كل جريمة، في ذهن العالم كله، بالقتل والإرهاب.
إضافة إلى ذلك، وكما نلاحظ اليوم من تحركات مشبوهة، يهدف هؤلاء المجرمون إلى تقديم الحجة لعملاء الإحتلال الذين يتربصون الفرصة المناسبة للدعوة لإعادة قواته بعد أن أجبرت الإرادة الشعبية المعتزة بكرامتها والكارهة للإحتلال الأجنبي، تلك القوات على مغادرة البلاد.
ورغم علمنا أن أهلنا من السنة الطيبين كسائر العراقيين، بعيدين كل البعد عن الإرهاب أو القبول به، فإننا ندعوهم إلى توقيع الإلتماس التالي الموجه إلى رئيس ديوان الوقف السني، ليعلن من خلاله موقفنا وإيضاحه أمام أهلنا في الوطن والعالم كله، وتبرئة المذهب السني مما أراد المجرمون تشويهه به. إننا نؤكد أن هذا الإلتماس لا يعني بأي شكل من الأشكال إتهامنا للسنة بأية جريمة، لكن الضرورة تقتضي أحياناً أن يوضح البريء لإخوانه براءته باستنكاره تلك الجرائم والمطالبة بإدانة وتجريم ومعاقبة مرتكبيها بأشد العقوبات، وتنفيذها بلا تأخير أو مماطلة.
إن ضرورة المسارعة إلى هذه المبادرة تأتي من تسارع الأحداث الخطيرة في العراق والأهمية العاجلة لوضع حد لها قبل أن تتمكن من بث الفتنة وإشعال الحرب الأهلية وتفتيت البلاد إلى دويلات تتقاذفها الإرادات الخارجية التي لا تريد لها الخير. إننا نهيب بالسنة إلى العمل على إنقاذ سمعة مذهبهم وقطع الطريق على الفتنة وإنقاذ وطنهم من هذا المصير المخيف، والتوقيع على هذا الإلتماس تعبيراً عن موقفهم هذا.
إننا نهيب بكم ليس بالتوقيع فقط، وإنما بتبني الإلتماس ودعوة كل من تعرفون للتوقيع ولتبنيه وإرساله لكل معارفه لعلنا نوفق إلى النتيجة المرجوة، ولكم الشكر والتقدير
للتوقيع على الرسالة أدناه ، يرجى الذهاب إلى الحملة على الرابط التالي: https://secure.avaaz.org/en/petition/Sunna_denounce_sectarian_terrorism_and_violence
ولا تنسوا إرسال هذه الرسالة إلى معارفكم ودعوتهم إلى التوقيع وتبنيها وإرسالها لمعارفهم.. ولكم منا الشكر والتقدير
السيد رئيس ديوان الوقف السني المحترم.
إننا الموقعون أدناه، إذ نبارك قراركم الأخير بعزل الخطباء الذين يروجون للعنف الطائفي، نطالبكم أن تعلنوا باسمنا بأن السنة، يدينون الإرهاب الطائفي بكل أشكاله وخاصة ما يجري اليوم من تفجيرات وقتل على الطرق الخارجية.
إننا نرى أن منفذي هذه الجرائم يرومون الإساءة الى السنة وإلى المذهب السني الذي يدّعون الإنتماء إليه. السنة لم ترسل أحداً لـ "ينتقم لها" باغتيال الأبرياء. هم مدسوسون من جهات معادية للسنة والإسلام لصبغهما بالوحشية، لتحريض الآخرين وإشعال الحرب الأهلية التي ستحرق البلاد بكل أهلها إن حدثت، ولإعطاء الحجة للعملاء لإعادة الإحتلال إلى البلاد. ومن يقتل الشيعة يقتل السنة، ولا يدافع عنهم.
إن المذهب السني الذي ننتمي إليه، يؤمن بالتعايش السلمي بين الجميع، وهو ليس مذهباً تكفيرياً إقصائياً أو إكراهياً فلا إكراه في الدين.
إننا نطالب بمعاقبة مجرمي العنف الطائفي وبأشد العقوبات من خلال محاكمة شفافة تطمئن الناس و تضمن العدالة لهم، وتنفيذ أحكامها بلا تأخير، من أجل إيقاف حمام الدم وتفويت الفرصة على من يريد تفتيت العراق وإعادة الإحتلال.
مقالات اخرى للكاتب