Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عندما يكون المفكر هو الضمير الحي
الخميس, آب 28, 2014
حسين حبيب عباس

في احيان كثيرة بل في الغالب ما يكون هنالك فرق شاسع بين النظرية و التطبيق, بين ما هو مكتوب في طيات الكتب و ما يتم فعلا على ارض الواقع, لذلك يصاب الكثير من الناس بازدواجية في التعامل مع الناس و الاحداث وغالبا ما يبررون هذا التعامل المزدوج تبريرا دينيا او اجتماعيا او شخصيا او نفسيا وقد يكون التبرير مقنعا في احيان وغير مقنع في احيان اخرى وقد تبرر الغاية الوسيلة او قد لا تبررها, فالنظريات المثالية المكتوبة والتي تتحدث عن الصفات الايجابية في التعامل مع شؤون الحياة هي تعبير عن الدستور الحقيقي و السليم للفطرة الانسانية التي يجب ان يتبعها الناس على اختلافهم لان العلوم الانسانية تختلف في كثير من جوانبها وتتفق في حقيقة الانسان السوي نفسه, ولكن هذا الانسان يدرس القيم النبيلة الجميلة في الكتب المدرسية على اختلاف مراحلها وتتشبع نفسه منها الى حد معين يقل او يزيد حسب تقبل هذا الانسان لتلك القيم, وعندما يكبر او يواجه الواقع الذي يعلب في تشكيله الكثير من العوامل الاقتصادية و السياسية و الانسانية والاجتماعية وغير ذلك, فانه سوف يحاول الهروب من وطأة تلك القيم التي تعلمها لانها ببساطة لا تلائم الواقع ولا تتفق معه , فالمدرسة تقول ان الصدق شيء جميل وان النجاة في الصدق بينما هذا الانسان الذي دخل معترك الحياة مضطر  الى ممارسة الكذب الذي يستيطع من خلاله تحقيق الكثير من الغايات المبررة و الغير مبررة  قد تكون اقتصادية او اجتماعية او أي شؤون اخرى ويبقى صراخ تلك القيم الجميلة داخل نفسه ولكنها يسكتها من اجل تلك الغايات التي لا يستطيع الصدق تحقيقها مثلا .. وينسلخ الكثير من الناس للخروج من هذه الدائرة حتى ينغمسوا تماما في الواقع وسلبياته  وينظرون بازدراء الى تلك القيم التي لا تصلح الا للكتب نفسها او لمجتمع مثالي خيالي غير موجود على ارض الواقع .. ويضطر اخرون الى الانسلاخ النسبي او اللعب على الحبلين لان ضغط الضمير الحي شديد جدا كما ان ضغوطات الحياة ليست بتلك الوطئة  اضافة الى قدرة الانسان نفسه على  التحمل و الصبر وهؤلاء يمثلون السواد الاعظم من الناس ويمتازون بعزلة نسبية عن الواقع ويختارون من يتعاملون معه بحذر من اجل بقاء تلك القيم النبيلة غير ملوثة الى حد كبير .. اما من اختار  البقاء على تلك القيم وتحمل قسوة الواقع الذي يتناقض معها.. فهولاء هم اصحاب القلوب السليمة  الطيبة التي لا تستطيع ان تلوث ذلك العالم الجميل المثالي الذي لو تم اتباعه و تطبيق مبادئه فان السعادة التامة ستصيب جميع الناس و ينعموا بالخير الجزيل حتى اخر العمر .. ولو اتيح لاولئك الناس من تبوء مناصب رفيعة في الدولة فان سيكونون ضمير الفكر الانساني السليم الذي لا يسلم من الخطأ .. ذلك الخطأ الذي لا مناص منه ولكنهم اسرع رجوعا الى القيم الجميلة من غيرهم فهم يفضلون راحة الضمير على أي راحة اخرى من متاع زائل وزائف  وغالبا ما تكون عاقبتهم جميلة في نهاية المطاف .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39049
Total : 101