Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسَفي على بغداد
السبت, أيلول 28, 2013
امين يونس

 

في عجالة الحياة اليومية وإنشغالاتها .. لاينتبه المرءُ عادةً ، لبعض الظواهر الإجتماعية والسياسية ، لاسيما تلك التي أصبحتْ تدريجياً " أمراً واقعاً " . 
فبعد مرور أكثر من عشر سنوات على إنزياح كابوس صدام من على كاهل العراقيين .. فأن الفوضى التي خّلفها الإحتلال الأمريكي وبالتماهي مع الطبقة السياسية الفاسدة الحاكمة ، فلقد تراجعتْ " المَدنية " في بغداد .. وعندما أقول بغداد ، فأعني العراق كله عدا أقليم كردستان . ولّما أقول المدنية ، فأعني ما تبّقى منها خلال فترة حُكم البعث .. إذ ان النظام السابق قد شّوَهَ الكثير من مظاهر " المدنية " التي كانتْ موجودة في الستينيات . ولكن على أية حال .. فأن الفرد العادي ، كان لايُفّكر قبل ثلاثين سنة مثلاً ، في " مخاطر " التنقُل من محلةٍ يغلب عليها الطابع الشيعي ، الى أخرى سُنية ! ، أو بالعكس . صحيح ، ان الطوائف والمذاهب والقوميات كانتْ موجودة في العراق ، منذ زمنْ طويل .. وصحيحٌ أيضاً ان التأريخ شهدَ الكثير من المعارك والتناحرات والقتل ، بين السُنة والشيعة على هذه الأرض .. لكن إنتشار التعليم والمبادئ الإشتراكية والإنسانية والعدالة ، لا سيما بعد ثورة تموز 58 ، قد خّففَ كثيراً من الغلواء المذهبية والدينية . 
رغم فاشية النظام السابق ، فأن بعض مناطق بغداد كانتْ تعُج بالمسيحيين والإيزيديين ، الذين يقومون بأعمالهم بصورةٍ طبيعية .. في حين أنها خلتْ اليوم تقريباً ، من هذه المكونات الجميلة ، بعد إستهدافهم من قِبل الإرهاب وميليشيات العُنف المُنّظَم .
رغم لا إنسانية حُكم البعث وعبثية " حملاته الإيمانية " المزعومة ، فأن الحُريات البسيطة التي كانتْ تتمتع بها المرأة ، كانتْ موجودة بدرجةٍ ما .. والكثير من طالبات الجامعة في البصرة والجنوب ، كُنّ سافرات ، وكان الشباب يستمعون الى الموسيقى والأغاني .. في حين ان أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة اليوم ، وأربابهم الأمريكان .. لم يُحّركوا ساكناً .. حين قامت ميليشيات ما يُسّمى الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ، بالإعتداء على الشباب والشابات من البصرة الى الموصل مرورا ببغداد ، بل وحتى قتلهم أحياناً .. ان هذه العصابات المحمية من أحزاب الإسلام السياسي ، قامتْ وتقوم ، بنفس ما إقترفه النظام الفاشي السابق ، في ما كان يُسمى الحملات الإيمانية ، بل وتمادتْ في ذلك ، اليوم ، أكثر بمراحِل . لايوجد فرق كبير ، بين عصابات وميليشيات الأمر يالمعروف والنهي عن المنكر ، الشيعية والسُنية .. فكلاهما وجهان لِعُملةٍ واحدة .. فالذي يقوم بتفجير محلات المشروبات الكحولية في بغداد والبصرة والموصل ، هو نفس المُجرم .. والذي يحرق النوادي والملاهي وينسف محلات الحلاقة والتجميل والموسيقى والأغاني .. هو نفس المُتطرِف المريض ، الذي يحقد على المرأة ويعتبرها عَورة ويُمارِس ساديته عليها ، والذي يكره الرياضة وكرة القدم ويخاف من إختلاط الجنسَين في المدارس ، هو نفس المَسخ المُشّوَه . المأساة .. انه ليس فقط ، هذه العصابات والميليشيات ، مَنْ تمتلك هذه النظرة التدميرية ، تِجاه كُل ما هو " مَدني وحضاري " .. بل ان السلطات الحاكمة ، تزدحم بوزراء ونواب ومُحافظين ومسؤولين كبار .. رجعيين مُتخلفين مرضى ، كارهين لكل ما هو جميل ! .
...............
في خضم الفوضى الراهنة ، والقتل المجاني اليومي ، والعُنف الأعمى .. ليس الأمن ، هو الوحيد الذي فقدناهُ في بغداد .. بل معظم المظاهر المدنية أيضاً .. أسفي على بغداد ، بعدَ أن غدتْ صحراء قاحلة .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49361
Total : 101