التظاهرات التي شهدناه في أغلب ساحات وميادين بغداد انتشرت الشرطة العراقية وقوات الامن والجيش لمنع ومحاصرة المتظاهرين من ممارسة حقهم المشروع في التعبير عن مطالب محددة ولا لبس فيها تتمثل في جوهرها الحفاظ على المال العام والحد من رأسمالية المناصب والسرقات المحروسة بالقانون وتقليص حجم الانفاق بالرواتب المبالغ فيها لأعضاء مجلس النواب الذين يعدهم الشعب العراقي اليوم مجموعة من الكتل السياسية والتيارات الحزبية والجماعات الطائفية العاطلة عن العمل والتي لانفع فيها هذه المطالب كانت ومازالت قائمة ومطروحة على الرأي العام الشعبي في العراق والتي لم تجد اذنا صاغية من الحكومة العراقية التي لاتعد هذه الطالب جدية وتحاول ان تسويفها لكسب عامل الوقت ،وبالتالي سيكون متاحا لنا ان نعتبر هذه المطالب المصحوبة بالتظاهرات السلمية حقا شرعيا من حقوق الشعب وموقفا وطنيا لايتعارض مع الدستور العراقي الذي يفترض به أن يكون خيمة لحماية الديمقراطية الوليدة في العراق والتي بينت الممارسات القمعية والتضييق على المتظاهرين بأنها اقرب الى الديمقراطية الصورية والدكتاتورية المقنعة منها الى الديمقراطية المطلوبة في عراقنا الجديد عموما لا نريد ان نبالغ في ردود افعالنا ازاء مسلكيات الجهات الأمنية في التعامل مع المتظاهرين ولكننا نريد لفت الانتباه الى ضرورة التفات الحكومة العراقية الى مطالب الشارع العراقي وان تسارع الى دراسة اي مطلب شعبي يكون من شأنه أن يتفاقم ويكبر وربما يهدد امن البلد بعد ذلك هذه المطالب لمت حولها فئات كثيرة من كافة أطياف الشعب وتوحدت حولها الكثير من القوى السياسية وبعض منها قوى مشاركة في الحكومة وفاعلة فيها وبالتالي لا ينبغي لنا ان نقلل من شأن هذه التظاهرات ومن اهميتها في تعديل مسارات الحكومة في العراق والعمل على اجراء اصلاحات ضرورية في بنية الحكومة نفسها والانتباه الى تصرفاتها وسياقاتها الخدمية والإدارية وأن نعمل بجدية عالية على رصد المال العام والحد من الفساد والبحث عن المتواطئين مع الارهاب وغيرها من الأجندات التي ثقلت موازينها في حكومة المالكي التي لاتخلوا من ايجابيات طبعا وبالتالي نتمنى عليها ان تعمل على تحقيق مطالب تظاهرات الشعب وان يتم مناقشتها حتما في جلسات مجلس النواب الذي يفترض به ان يكون الى جانب الشعب في مواجهة الحكومة مثلا بينما من مفارقات القدر العراقي ان يخرج الشعب متظاهرا ضد نوابه الذين صاروا بنظره هم أعداء الشعب فيا لسخرية الاقدار وسوء حض الشعب العراقي الجريح والصابر.
مقالات اخرى للكاتب