Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
الثلاثاء, تشرين الأول 28, 2014
جعفر المظفر

ثمة من يحاول إقناعنا بأن جلَّ تفكيرنا يتأسس على ثقافة نظرية المؤامرة المدانة, وإن الخلل من ألفه إلى يائه هو فينا...! لا بأس, نحن أيضا علينا الإعتراف بان إتهاما كهذا لم يأتي من فراغ. لكن هل بإمكاننا ان نتغاضى عن حقيقة أن مسألة تصديق العامة من الشيعة أن عليا, أمامهم الذي يقدسونه وبطلهم التاريخي دون منازع, وليس عدوهم الحجاج, هوالذي كان وصم العراقيين بالعار حينما أشار إلى أن العراق هو بلد الشقاق والنفاق, هل بإمكاننا أن نتغاضى عن أن مسألة كهذه إنما تكشف عن مخطط بنوايا سيئة وإن سرقة القول من لسان الحجاج ووضعه على لسان الإمام علي لم يأتي هكذا إعتباطا بل هو موضوع إستخدام سياسي يقف وراءه من يستهدف بالأساس بناء ثقافة جلد الذات على طريق تسقيط العراق نفسه كونه أرضا تاريخية للخيانة والغدر والدناءة والخذلان. 
وبما إنني عراقي شيعي من الجنوب علموه اللطم منذ السنة الأولى وكان تلميذا أصيلا في مدرسة عاشوراء ومن عائلة بصرية نجفية, لها مع الحسين وأبيه ما للدم مع القلب, فإن بإمكاني أن أقول إعتمادا على تجربة ومعايشة يومية أن المؤسسة الدينية الشيعية بشكل عام, وخاصة منبرها الحسيني, لم تضع في إهتمامها الرد على هذه الثقافة التدميرية, بل أنها على العكس من ذلك كانت أداة لنشرها وإشاعتها, فلقد ظلت أغلبية الشخصيات الدينية الشيعية التي تتصدر ثقافة جلد الذات حريصة على إدارة تلك الثقافة بالإتجاه الذي هدفه تصفير المستقبل العراقي تماما بما يجعل العراقي اسيرا للمؤسسة الدينية وغير مؤهل أبدا للخروج على طريقة إدارتها للزمن.
بل إنني أرى أن الكثير من (الشيعة) أنفسهم يأخذون هذا القول بطيبة خاطر على أنه فعلا للإمام علي بن ابي طالب (ع), وهم بذلك يسهلون للمجاميع المتسلطة أن تعبر بكل سهولة عن ثقافة الإحتقار لهذا الشعب وتيئيسه من إمكانات التغيير المطلوبة, ثم عودته لجلد الذات لأنه هو الذي يتحمل أسباب التردي, لكونه شعبا مارقا بالوراثة الجينية ولا سبيل لإصلاحه, وهو بالنهاية نوع من الإحتقار المقدس للنفس ذلك الذي نعيشه, وهذا هو ما جعلونا نصل إليه. 
وأجزم أن كثيرا من المستفيدين من داخل صفوف الشيعة أنفسهم, ومن خارجهم من بين صفوف طائفي الضد أو القوى الإستعمارية والعميلة, يذهبون أيضا إلى تعميق هذه الثقافة للقضاء على كل مظهر من مظاهر الرفض للسياسات الإستغفالية التي يتعاملون بها معهم, فإن حدث وإن تحرك ضدهم فهو شعب نفاق وشقاق بما يؤكد (مقولة الإمام علي .. ! الذي يستخدم إسمه هنا لإعطاء هذه المقولة بعدا مقدسا وبما يجعلها قانونا لا يجوز الطعن فيه), وأرى بالتالي ان هذا القول ياتي من باب نشر ثقافة جلد الذات ونشر سياسة الإستغفال أيضا. 
ولا أعتقد أن الفكر والسياسات الصفوية بعيدة عن تعميق هذه الثقافة التضليلية المارقة, ذلك أن كثيرا من ممارسة جلد الذات كان أتى بها صفويو الفرس, فإستهداف الشعب العراقي برمته وتسقيطه تاريخيا هو في المركز من ثقافة الصراع العربي والعراقي الفارسي الذي غالبا ما إتخذ مسارات قومية وعنصرية, والهدف من هذه الثقافة هو واضح ويستمد جذوره من واقع الصراع التاريخي نفسه وتأكيدا على ما يردده (قوميو الفرس) أنفسهم كون معركة القادسية التي سمحت للإسلام أن ينتشر في بلاد فارس كان ثمنها باهضا جدا, فهي كانت أدت إلى إنتصار الهجمة (البدوية الصحراوية العربية), ومن العراق خاصة, ضد الحضارة الفارسية العميقة, وبهذا يختلط هنا السياسي بالديني لينتج إشكالية عميقة ومركبة في مساحة يجتمع فيها الخصمان ( الإسلام والنزعة القومية الفارسية).
ولأن هذه الإشكالية فارسيا كانت أصعب من أن تحل بشكل مستقيم فقد ادت بالتالي إلى ولادة مخلوق برأسين, واحد قومي والثاني إسلامي عابر للثقافة القومية, وقد نمى هذا المخلوق ذا الرأسين في رحم محاولة التوفيق بين تاريخ قومي من حق الفرس ان يعتزوا به وثقافة دينية آمنت بها الأغلبية من الفرس العامة إيمانا لم يكن من الحكمة ولا بالمستطاع مجابهتها ومقاومتها, وأظن أن كثيرا من مستويات الثقافة التضليلية والضالة هي تلك التي ظل يستخدمها قسرا ذلك المخلوق صاحب الرأسين المتخاصمين والجسم الواحد للتعتيم على رؤية شكله الغريب. 
بالنسبة للعرب فإنهم لا يعانون من هذه الإشكالية ما بين الإسلام والقومية ( وأنا هنا أتحدث "سياسة", ومن باب التوصيف وليس من باب حساب الفضائل القومية بمنطق "نحن وهم"), فالعرب كانت قوميتهم قد تكاملت ثقافيا وسياسيا من خلال الإسلام ونمت وتأسست وتوسعت أمتهم من خلال نموه وتوسعه وإنتشاره, أما الفرس فقد كانت حالتهم مع الإسلام سياسية ضدية وعكسية. وإن المأزق الحقيقي هو هنا, وأجد ان لا سبيل إلى حله مطلقا ما لم يتخلى الجانبان عن النزعة القومية العنصرية وإحتضانهما معا فكرا إنسانيا علمانيا متحررا يوفر لهما فرصة الخروج الآمن من مأزق ثقافة الخصومة التاريخية التي يعيشها الطرفان, واحد يعتز بإسلامه عنصريا والثاني يذهب بنفس الإتجاه العنصري لكنه يؤسس ويشيع لثقافة الضرب تحت الحزام.
وهكذا نرى أن المتضرر الأساسي بشكل عام هم العراقيون عامة وبشكل خاص العراقيون الشيعة الذين جرى العمل من اجل إدخالهم في ثقافة دونية إمتهانية متأسسة على الندم التاريخي والعوق الجيني التي تكفر عن نفسها بجلد الذات والخجل من النفس وطلب المغفرة غير المستجابة. إنه صراع التاريخين المستباحين : تاريخ فارسي عميق الجذور إمتهنه العرب بواسطة الإسلام, وتاريخ عربي عراقي إسلامي يحاول الفرس إمتهانه بواسطة جريمة نحر الإمام الحسين, ولن يخفف من ثقل المشكلة السياسية تعويمها دينيا, فالدين المشترك لم يفلح على إمتداد التاريخ في إقامة علاقات سلمية وأخوية حقيقية ومستقرة, ويمكن للعودة السريعة إلى طبيعة الثقافة القومية والدينية التي أعتمدت لأدارة حرب الثمانية سنوات بين العراق وإيران لكي نقترب من أخطار هذه الإشكالية التاريخية, فالإيرانيون بعد مجئ ثورتهم الإسلامية لم يترددوا عن إستعمال الإسلام كوسيلة للإستيلاء على المنطقة المتاخمة وبداية من العراق لتخليصه من (الحكم البعثي الكافر) في حين أن العراقيين دخلوا أيضا على الخط حينما أعلنوا أنهم يصدون الحملة المجوسية الفارسية المتآمرة على الإسلام أساسا. وتسمية العراقيين للمعركة آنذاك بالقادسية الثانية إنما تأسست على ذلك المعترك التاريخي الذي يتقاذف بالإسلام ويفرخ حالات من الإزدواجيات القاتلة ومخلوقات برؤرس متعددة ومتقاتلة في الوقت نفسه. 
وأجد أن الثقافة السياسية القومية بجانبها العربي باتت هي الأخرى تعيش مأزقا تاريخيا بسبب صعود الإسلام السياسي ذا الفكر الإقليمي والأممي العابر للجغرافيات والتواريخ القومية, وهذه الإشكالية كما قلت لن تحلها محاولة التوفيق ما بين القومية والدين وإنما يحلها الفكر السياسي العلماني الذي يوفر لجميع الأطراف خروجا آمنا بعيدا عن الولادات المشوهة.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48907
Total : 101