لم أعد أكترث بمخاطبة من حولي عن مآسينا وجراحنا وهمومنا ودمائنا ,ومعاناتنا مع اشباه الرجال وأنصافهم ,قلناها مراراً وتكراراً هل يحق لنا أن القتل والذبح بدمٍ بارد بدون ذنب ؟ تحدثنا كثيراً في كل محفل وملتقى عن ما جرى بنا ,هم في واديٍ ونحن بواديٍ آخر,مللنا من الكلام الذي ليس له قيمة عندما تسأل دون أجابة ,وتطلب حاجتك ولاتقضى,سأخاطبك ياصاحب الامر المعظم هل يرضيك ماحل بي وبأحبتي وأصدقائي ؟وانت المعد لقطع دابر الظلمة ومبيد العتاة والمردة,سيدي ومولاي أخاطب القمر لعلني اجد جواباً منه فصورتك به ,سيدي لاتزال السلطة الهم الاكبر والشغل الشاغل لدى من لم يحسنوا التصرف بها , أذكر جيداً أن علي بن يقطين (رض ) عندما طلب ترك عمل السلطان ، فلم يأذن له وقال :{لا تفعل ، فإنّ لنا بك أُنساً ، ولإخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبر الله بك كسراً ،ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه يا عليّ !.. كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم ، اضمن لي واحدةً وأضمن لك ثلاثاً ، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلا قضيتَ حاجته وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبداً ، ولا ينالك حدّ سيفٍ أبداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً,يا عليّ !.. مَن سرّ مؤمناً فبالله بدأ ، وبالنبي (ص) ثنّى ، وبنا ثلّث } أين علي بن يقطين اليوم منا ؟لاتزال دمائنا على جدران الحائط تسأل ولامن مجيب ,وأشلائنا المتناثرة كورود تساقطت في موسم خريف وشتاء بارد ,لاتزال جراحي تنزف لم ولن تأبه لكل حكماء الطب ,فجروحي وجروحنا ليست كجروح وانما هي مواعيد انتظار وصبر لعل الفرج قادم ...قادم ...قادم...اسالك والخجل والحياء يطوقني من فوقي لأخمص قدمي ,هل يحق للأحرار أن يتنفسوا من خرم أبرة ,وسفهاء القوم يتنعمون بمقدراتنا ...الى متى احار فيك وأي خطاب اصف فيك وأي نجوى ...,سيدي كنا ننتظرهم كمطلع مجيئك المبارك ونقول لأنفسنا بتعيرنا الدارج (بسيطة ) ستنتهي المعاناة وسيبزغ الفجر الجديد ولكل ليل له نهار ,يابن الأحرار لازالت قوافل الشهداء تسير نحو طريق النور وتروي الارض تاركةٍ ورائها أنات المعذبين وأنين الامهات الثكلى ونياح الارامل وصوت اليتامى كسيفٍ صقيل الشفرتين ,أعرف أنك لن تخذلنا لأن مثلك مقامكم المكرم لايعرف سوى الوفاء بالعهد وإداء الامانة واحقاقاً للحق, أذكر جيداً أن في دعاء الافتتاح الذي يروى عنك تقول فيه {أستخلفه في الارض كما استخلفت الذين من قبله ,مكن له دينه الذي أرتضيته له ,أبدله من بعد خوفه أمناً} اناشدك بأمك الزهراء نقية العيوب والجيوب ,وبخدرعقلية الطالبيين بطلة كربلاء ,بحق ذلك الصبر الذي قطع الحسين قبل
أن تقطعه سيوف البغاة ,وبمحراب صوت المستضعفين ,هنالك صدور فيها جراح ,وهنالك صدور فيها دفء وحنان هل من مجيب ؟ نظرة واحدة ودعاء منك عند الباري ,سيثلج قلوبنا ويهدأ نار أمهاتنا ,كلي ثقة عمياء بأنك ستفي بوعدك وانت خير من أن يفي ويوعد .
مقالات اخرى للكاتب