لم يخسر قياديو جزب الدعوة لقلة منتخبيهم بل ان قرار هزيمتهم متخذ مسبقا لكي يحتل مكانهم مؤيدون جدد سيسعون بكل ما اوتوا من قوة لتقديم الولاء و الطاعة لمن عمل على تصعيدهم او التوصية باضافة الاصوات اليهم في خارج بغداد وليمارسوا نفس سياسة الدفاع المستميت الذي مارسه اؤلئك الذين خسروا للدفاع عمن ساهم بتصعيدهم لكرسي النيابة .
كلنا يعلم بان الذين خسروا لم يصعدوا باصواتهم بل اعطاهم احدهم اصواته الكثيرة وكان لزاما عليهم الدفاع عنه بشكل مستميت وهو ما حدث فعلا وبمرور الزمن شعر الذي عمل على منحهم اصواته الزائدة بان هؤلاء يقولون في مجالسهم الخاصة بان صاحبهم بحاجة اليهم سواء في الحزب او البرلمان او الصحافة وبالتالي فالمصالح مشتركة فقرر دولته ان يحيط نفسه بمجموعة لا يمكن ان تتململ يوما او تشعر بانها بموازاته فقرر الايعاز لنسبانه وابناء اخوانه واخواته بالترشيح لعضوية البرلمان ليكونوا كتلة مساندة له في القائمة و البرلمان وهو ما تم فعلا من اجل تاديب تلك المجموعة وهو ما تم فعلا حيث خسر السابقون وفاز اللاحقون .
بنظرة سريعة ومتانية ولكن بحذاقة يجد المرء بان التاريخ يعيد نفسه ثانية رغم عدم انقضاء مدة طويلة عليه
فحزب البعث عندما استلم السلطة كانت رجالاته هي المتصدرة للمشهد السياسي وبمرور الزمن شعر صدام حسين بان عائلته واقاربه هم من يجب ان يحيطوا به ويكونوا من حوله ويتسلموا مناصب ولامكان لاعضاء الحزب بل لامكان للحزب لان الحاجة قد انتفت الى وجوده كون الهدف قد تحقق باستلام السلطة وترؤوسه وهو ما حدث فعلا وكلنا يتذكر حسين كامل وصدام كامل وغيرهم ، اليوم لم يعد لحزب الدعوة حضور ولم يعد لرجالاته حضور رسمي وحكومي كما وان عائلة المالكي هي من تحيط به وهي من يعتمد عليها على الرغم من انهم ليسوا معروفين على المستوى الشعبي و الرسمي .
اذن كانت خسارة بعض قادة الدعوة في الانتخابات وانتخاب وفوز ستة او سبعة من اقارب المالكي محددة ومدروسة بعناية تامة لتكون جرة اذن للقادة وتحذير للجدد من ان لا مكان الا للموالي بالروح و الدم .
من المحزن ان ينتهي الحزب العريق بهذا الشكل ويتلاشى واتمنى ان لا تكون نهاية المشهد كسابقتها .
وبمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام اقول هل يتذكر الدعاة مقولة السيد الصدر بانه هل فكرنا لو عرضت علينا دنيا هارون الرشيد فهل سنسجن الامام الكاظم ام لا ؟
مقالات اخرى للكاتب