بعد ان انتهت العمليه الانتخابيه الى ما انتهت اليه من نتائج بدأ الان دور البرلمان باستخدام صلاحياته الدستوريه لاختيار رئيس لجمهوريه ورئيس للبرلمان , وسيقوم رئيس الدوله بتسمية مرشح الكتله الاكبر لرئاسة الوزراء مع منحه مدة شهر واحد لتشكيل كابينته , يعني (كسر بجمع) مدة حكومة تصريف الاعمال لاتزيد عن شهرين بعد إعلان النتائج , لتنتهي المفوضيه من الطعون ويعقد البرلمان جلسته برئاسة رئيس السن ويتم انتخاب رئيسه ومن ثم رئيس الجمهوريه وتكليف رئيس الوزراء .
وعلى ضوء نصوص الدستور , وباعتبار الاعضاء هم حماته واكثر الناس حرصا على سريان مواده واحترامها فالمطلوب منهم الألتزام التام بكل بنوده حتى تلك التي يتحفظون عليها مادام بديلها لم يُشَرَع وفقا للاليات الدستوريه لذا فالمطلوب اليوم ان تحث جميع الكتل والاحزاب خطاها من اجل الوصول الى النتائج باقصر فتره , وأهم هذه النتائج هي تكليف رئيس مجلس الوزراء القادم باعتباره المفصل الاكثر حيويه في ادارة جهاز الدوله التنفيذي .
هذا اختصار شديد للوضع الطبيعي الرسمي ... أما مايجري على الساحه فلا يعدو مفاوضات وطرح امتيازات وعرض مناصب سياديه وغير سياديه على بعضهم البعض من اجل الوصول الى (الكتله الاكبر) كما فسرتها المحكمه الاتحاديه بعد انتخابات 2010 , وكل التحركات يرافقها التسقيط والتخوين والنقد القاسي , رغم ان هذا الوضع يفترض الانتهاء منه بعد اعلان النتائج ليبارك احدهم للاخر على ضوء ما اختاره الشعب , لكن المحكمه الاتحاديه قررت ان تُضيف للزمن المستقطع بالمطارحات زمن آخر للمفاوضات وكل هذا من أعمار الناس واحلامهم التي باتت الان ابعد ماتكون عن التحقق حتى في حالة تشكيل الحكومه لانها قطعا ستكون حكومة تبادل مصالح شخصيه لا تهتم بتنميه ولا امن ولا خدمات .
المصيبه الكبرى ان تجد بعض المتضررين من كل هذا يدافعون عن هذا او ذاك من اطراف العمليه السياسيه , فتسمع من احد الناس البسطاء إن حكومة الاغلبيه هي الحل وانها قاب قوسين او ادنى من التحقق !!! , والأخر يصيح بالويل والثبور من الولايه الثالثه !!! وثالث لايًطيق اشتراك المكون الفلاني في الحكومه !!! ... ياناس , عليكم ان تعرفوا ان دوركم قد انتهى والكره الان في ملعب من انتخبتموهم , وعلينا جميعا ان نمارس الضغط على الجميع من اجل الخروج باسرع وقت وباقل الخسائر من هذا المخاض , قدرنا ان يكون المطلوب من الشعب اكثر مما هو مطلوب من نخب بلغت مقاصدها بارادتنا وستمارس هوايتها بتقليبنا على جمر الانتظار , علينا ان نضغط ونضغط من اجل حكومه تخدمنا , أما اذا تركنا الحبل على الغارب فقد يطول بنا الانتظار ويكون الوليد القادم حكومه متنافره الاقطاب يعمل رموزها ضد بعضهم الاخر وبتخوين احدهم للاخر وفقا لنص (صديقي باك محفظتي وقهرني) .
مقالات اخرى للكاتب