Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تخت السلطة
السبت, حزيران 29, 2013
علاء حسن

 

في مقاهي أيام زمان في بغداد ومدن عراقية أخرى كانت المواقع الستراتيجية مخصصة لكبار القوم ، وعادة ما تكون في الواجهة وبعيدة عن ضوضاء الزبائن ، ودخان الناركيلة ، وليس من حق احد أن يتجاوز حدوده ، ويغامر بالجلوس على "تخت الباشا" ويطلب الجاي او الحامض ، وفي حال تجاوز احد الزبائن الخطوط الحمر وابدى رغبته في "احتلال التخت" ، للحصول على استرخاء والشعور بالانتماء الى طبقة اجتماعية مرفهة لدقائق معدودة ، يبدي الأخرون اعتراضهم على هذا التصرف وفي مقدمتهم صاحب المقهى ، فيحبطون أحلام الزبون الراغب في تجاوز الفوارق الطبقية بعبارات الردع والمنع ، والتوبيخ ، وإجباره على الجلوس على تخت آخر مجرد من الحصير قرب الوجاغ لانه المكان الوحيد الملائم لشخصه ، وموقعه الاجتماعي والاقتصادي ، فيستجيب الزبون للأوامر ، ومع نفث دخان سيجارته من نوع اللف ، يظل نظره متجها لتخت الباشا، ثم يدخل في "صفنات" طويلة في التخطيط لتحقيق حلمه في القضاء على التباين الطبقي بطريقته الخاصة . 
يحكى ان احد الباشوات عندما يجلس على التخت ، ينفش ريشه مثل الطاووس ، ويطلب من سائق عربته الربل "العربنجي " الوقوف بجواره في الجهة الأخرى من التخت ليرد على تحيات الزبائن بدلا عن الباشا ، المنشغل باحتساء الشاي باستكان مذهب ، خصص له شخصيا ، ويحظر على الآخرين استخدامه حتى لو كان من كبار الباشوات ، وأثناء مراقبة الزبون القابع بجوار الوجاغ لتصرفات كبير القوم ، ينتابه الشعور بان القضية بحاجة الى "موقف ثوري" لتكون تخوت المقاهي مشاعة للجميع .
عندما شهدت البلاد اكثر من مرة تنفيذ انقلاب عسكري وتولي "أحزاب ثورية " السلطة ، تخلى الرجل عن حلمه في الجلوس على تخت الباشا ، وترك الأمر للأجيال المقبلة على الرغم من قناعته بان التخوت الكبيرة اي المناصب المهمة ، شغلها من لا يستحقها بموجب العمل بمبدأ "الرجل المناسب في التخت المناسب " وكغيره من العراقيين الحالمين بوضع حد للصراع السياسي فارق الحياة ، تاركا إبطال الساحة السياسية في حلبة المصارعة يتبادلون اللكمات والدفرات وشتى الأساليب الأخرى للوصول الى تخت السلطة على الرغم من ان الدستور اشترط التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع .
مصيبة الشعب العراقي كانت ومازالت تتمثل بسيل لعاب بعض الأطراف للوصول الى السلطة ، والدرس الديمقراطي الذي بدأ بعد العام 2003 لم يفهمه بعد من شارك في العملية السياسية واسهم في كتابة الدستور، واعلن سعيه وبذل جهوده لإرساء قواعد دولة المؤسسات والقانون ، وكل جهة تدعي أنها اكثر ديمقراطية من غيرها ، وانها الممثل الشرعي للشعب العراقي لتمسكها بالمشروع ، ولكثرة المشاريع ، والبرامج ، والادعاءات بتحقيق المستقبل الزاهر ، والانتقال الى مصاف الدول المتحضرة ، يظل هاجس التخت حاضرا في أذهان الكثير من السياسيين الراغبين في احتساء الشاي باستكان مذهب ، واستخدام شخص يقود سيارة ذات الدفع الرباعي للرد على تحيات الجماهير ، وصبحكم الله بالخير مولانا .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47675
Total : 101