Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ايها المثقف المصري.. مصير حسن شحاته قد يكون مصيرك !
السبت, حزيران 29, 2013
عارف معروف


شهدت بغداد غداة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، بضعة وقائع  مشؤومة  ، ظلت  ، طوال العقود العديدة  التي تلت ، تلطخ صفحة تلك الثورة ومضمونها الاجتماعي والسياسي، الايجابي ، وتسمها ، او بعض جوانبها ، على الاقل ،  بميسمها القبيح  . فقد قتل  بعض  افراد العائلة المالكة والسياسي المخضرم نوري السعيد ، ورغم ان عدد المقتولين ، يومذاك ، لم يزد على عدد اصابع اليد ، لكن تقطيع اوصال كل من نوري السعيد والوصي على العرش " عبد الاله"  والتمثيل الشنيع باجسادهم وسحلهم في الطرقات ، من قبل جموع من الدهماء ، اثار حفيظة واستنكار الكثيرين و أسس  ، كسابقة خطيرة ، لنهج وسلوك ، سرعان ما تفشى في ممارسات  اوسع مدى واكبر خطرا بكثير .  لم تستثمر هذه الوقائع، رغم كونها ،  انفعالية وآنية  ومعزولة، في الجهد الاعلامي والثقافي المضاد  الذي استهدف جمهورية تموز وقيادتها فحسب ، بل عممت صورتها وايحاءاتها ، لتصبح "خصلة "من خصال الشعب العراقي و"سمة" من سماته الثابته التي ادلى الكثيرون ، مؤسسات وافراد ، عن غرض او بغير غرض ، بدلائهم فيها ، حتى انها امست " ثيمة " لا تحتاج الى نقاش او مراجعة ،  من ثيمات البحث في نفسية او شخصية او سمات العراق والعراقيين !! ومنذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم ، لايكاد يخلو بحث او معالجة في هذا الشأن من الاشارة اليه كواقعة منتهية وحكم مدعّم ، حتى ان البعض من  الباحثيين العراقيين ، سلّم  بهذا الامر ، بلا تمّعن ، وبذل الجهد ، في دراسات واطاريح ، عن ظاهرة العنف والعدوانية في الشخصية العراقية !  بل وربط البعض ،  بين عنف صدام حسين ونظامه وحروبه الكارثية وغزواته العبثية ، وذلك " السر " من اسرار الشخصية العراقية ، متناسيا او متجاهلا ان صدام حسين ،فرد ، وشخصية غير سوّية، انتجته مؤسسة حزبية شوهاء ،وهو  لايمكن ان يمثل شخصية ، شعب ، كان ، اساسا ،ضحيته الاولى، ومسرح  لا سوّيته الدامي . وهذا هو خطر التعميم ، من خلال وقائع معزولة ، واصدار الاحكام استنادا الى امور جزئية ، لكن ، وفي نفس الوقت ، هذا هو تاثير الصور المروعّة والانتهاكات الفظيعة ، التي تبقى حاضرة في الاذهان ومثيرة للمشاعر  وربما منتجة للاحكام والتقييمات ،لوقت طويل .

اذكر هذا ،  من خلال ما يساورني من  الّم ممض، واستنكار مشمئز ، اشعر به ، واكاد اجزم  انه شعور كل انسان سوّي ، شاهد الصور المرعبة والمثيرة للاسى  ، لمقتل  الشيخ المصري ،الازهري  السابق، حسن شحاته  وبعض من مريديه ، من قبل جموع من الدهماء ، المنفلته من كل عقال والمتجردة من كل انسانية وهي تعمل في الاجساد الحيّة للمجني عليهم قتلا وتمزيقا وسحلا ، وسط هتافات " الله اكبر " التي امست ، منذ فترة ،طويلة نسبيا ، كما اشرت ، في مقال سابق  ،صرخات غير انسانية، اقرب الى العواء الكاسر الذي تجّل هذه المعاني الساميه  عنه ، يصدر عن مستويات دنيا من الشعور والوعي لا تمت الى الانسان المتحضر بل ومطلق انسان بصلة  . زعيق حاد  وصرخات همجية  ، ترافق وتعزز ، عادة ، اردأ انواع السلوك الغرائزي العدواني ، ودريئة لاشد المؤامرات والجرائم ظلامية ، بحق العرب والمسلمين عموما واسقلاليتهم وثرواتهم ووحدة اوطانهم ولحمة شعوبهم بل وتعصف بوجودهم اصلا . اذكر هذا ، ويدي على قلبي مما يراد بالمصريين  ، المعروفين  بسعة الافق  وروح الحوار وبالطيبة والتسامح بل والتوازن والمرح ، ومصر ، مركز الاشعاع الحضاري  الذي علّم الانسانية قبل الاف من السنوات ، من مثل هذه السابقة الكريهة التي لم يشهد ، حسب علمي ، تاريخهم الحديث  واقعة مشابهة لها . سيما وانها تاتي  كتطور او نقلة ، حالكة السواد ، لمسار مظلم ابتدأ يكتسح الساحة المصرية ، رويدا رويدا ، منذ عقود ، وشهدت مصر ،له ، ارهاصات ووقائع غير قليلة ، عكسته وعبّرت عنه مخاوف  المثقفين المصريين  انفسهم وتجلى في  نتاجاتهم واعمالهم الفنية والادبية وصحافتهم اليومية ونشاطهم السياسي ، وهم يرون الى هذا المد ّ الجاهلي ، المتستر بالدين ، المدعوم والمدّعم بقوة وسطوة المال والرعب ، والذي طالت ممارسته الاجرامية البعض من رموز وشخصيات مصر  الساطعة، سابقا  ، قبل ان  يتوّج  ويبسط  يده على  سدة الفعل السياسي والاجتماعي ،من خلال ماعشناه ونعيشه من " ربيع " عربي  مزعوم ، تتخفى خلف استاره وتحرك دماه اصابع وغايات تكاد تكون شاخصة ومحددة لكل ذي عقل  ! لايمكن ، ابدا ، شتم الشعب المصري ، ذو الخصال المعروفة ، ولا اتهام مصر.. " ام الدنيا "، بارتكاب ما رأينا ، من فعل خسيس تقشعر له الابدان ، فهذه الفعلة النكراء ليست من فعل المصريين ، ابدا ، كما لايمكن نسبة وقائع السحل والمثلة والابادة الجماعية السابقة ولا تقطيع الاوصال وقطع السبيل وتفخيخ الجثث ، الحالية ،  الى العراقيين ، ولا اكل لحوم البشر للسوريين وسوريّا ، مركز الحضارة المتوسطية  ،  بل ولايمكن نسبة هذه الممارسات الى الانسانية ولا الى  اي شعب من الشعوب ،  ولكن يمكن نسبتها ، بكل صدق ومسؤولية ، الى الدهماء ، حيثما اطلق لها العنان ، و الى الغوغاء ،حيثما جرى ويجري تعبئتها واستثمارها لتحقيق غايات ، وحيثما  تمكّن عقل شرير وارادة شيطانية ، عبر شحن طائفي او عرقي او سياسي ، من اطلاق اليات الوعي او اللاوعي الجمعي بدلا من العقل الانساني   ووعيه النقدي وحسه المتناسب .   و من المعروف ، في علم النفس ، ان السيطرة على عقل فرد وارادته ، اصعب كثيرا من السيطرة على الف او عشرة الاف شخص ، ويسهل الامر جدا ،  كلما تزايدت اعداد الناس ، اذ يترك العقل الفردي الفاحص وحسه النقدي ، عندذاك ، الميدان ، لتاثير الجموع وتنفتح آليات الوعي الجمعي وتسيطر الغرائز ويصبح للحماسة  والخطب والتحريضات والافعال  العدوانية تاثيرات  هائلة ، ووبائية على الجموع ، وهذا الامر لا يتعلق ، دائما ، بمستوى تحضر شعب او ثقافته . ذلك انه واقعة نفسية يمكن ان تتكرر في مختلف الظروف مع توفر اجوائها المناسبة والمحفزة  ، وقد شهدت بلدان اخرى ،متحضرة، هذه الوقائع كما في المانيا  ابان النازية وايطاليا الفاشية وغيرها من خلال اقبال الجموع على مطاردة والفتك بالمناؤين والمختلفين سياسيا او دينيا او عرقيا وارتكاب اشنع الفعال بحقهم  في اجواء من الشحن  التحريضي  والحّمى الغرائزية .  وكثيرا ما نشهد ، اليوم ، كيف تتطور بعض التظاهرات السلمية ، مثلا ، في بلدان اوروبا الى صدامات عنيفة يرافقها، احيانا ، افعال حرق وتدمير للممتلكات العامة ثم نهب للمتاجر واعتداء على حياة الاخرين . لكن الامر في الغالب ،  لا يخرج عن السيطرة بفعل اتخاذ ما يناسبه من احترازات . ووجود مايمنع من قوانين وقواعد ويقظة ومسؤولية  وقبل ذلك واساسا ، عدم خضوع الجمهور لايديولوجيا سوداء مظللة باسم الدين . وقد وعّت الانظمة السياسية ، على اختلافها ، هذه الحقيقة ، وعملت على الحيلولة دونها ، سواءا ، حفاضا على السلم الاهلي والامن المجتمعي ، او خوفا على ذاتها وتثبيتا لسيطرتها ،. لكن بعض الجماعات  والانظمة السياسية ،  قديما وحديثا ، تستثمر هذه الحقيقية لغرض استخدام جموع الدهماء كادوات غير واعية او مسؤولة لتحقيق غاياتها ومراميها  ووسيلة للابتزاز والضغط على المناؤين والخصوم ،دون ان تحسب ان هذا الامر قد يرتد الى نحرها بالذات وان هذه الممارسات الوحشية ، اذا ما اتسعت وتربت عليها الجموع فانها ستطالها يوما ، بعد ان تمسي ممارسة معتادة وغير مستنكره . ان طيفا محددا ، من الاسلام السياسي، يبدأ من القاعدة وينتهي بالاخوان المسلمين مرورا بالسلفية ،  لايبصر لنبي الاسلام  الا ّ صورة محددة صنعها ارث منحرف ، ويجاهر بها ويدعو اليها من على المنابر هي صورة " الضحوك القتّال " . ولا يفهم ان الشعوب التي فتحت ابوابها للاسلام في قرونه الاولى وجدت فيه سماحة وانسانية وهدى وانما يعلل ذلك بان الله نصر نبيه " بالرعب " الذي جعله يمشي في ركابه او يسبقه،  بشهر !! ولا  يقتدي مما ينسبه الى احاديث النبي ، الاّ القول بان "الحرب خدعة"  ، فيستمريء الكذب ويستعذب التضليل ويتفنن في النفاق ، تأسيسا على ذلك . وهو لايقتدي من رجال الاسلام   المضحّين الاوائل  الا بذوي السيف والغلضة والدهاء والقتل اللذريع ، ان فهما ودعاوى من هذا النوع ، هي التي جعلت  من الاسلام ، لادين رحمة ومساواة وعدل ، وانما منظمة اجرامية تفرض سطوتها بالعنف والارهاب ، وجعل من المسلمين ،  مشبوهين  وزبائن محتمليين لاجهزة مكافحة الارهاب بل  وشعوبا ممسوسة بالعنف والدم في نظر الملايين من  الناس المضللين ، بالاعلام ،حول  العالم . ان هذا الطيف ذاته ، وبالذات مدرسة الاخوان المسلمين ، التي تعتبر الاساس والمدرسة التي فرخت كل مالحق من تيارات ، اعتمدت وتعتمد باستمرار على استنفار مشاعر الجموع ، واستثمار حماسة العامة، وشحن غرائز العدوان ، عبر شتى الاكاذيب والافتراءات  ، لغرض فرض  ابتزازها السيباسي على المناؤين وممارسة ضغوطها على ذوي الرأي المخالف ، وهي ، ومعها هذا الطيف كله ، من الاسلام السياسي ، يلعبون اليوم ، في رقعة تمتد على امتداد المنطقة العربية ، دور حصان طروادة ، في اعداد المسرح العربي كله ، لحرب طائفية ماحقة ، تستنفذ قوى شعوب المنطقة وتمزقها شر ممزق وتعصف بكياناتها الوطنية والشعبية وتجعل من ثرواتها ومستقبل اجيالها نهبا لتجار الحروب واساطين الفساد والمال  ومنظمات الجريمة العالمية . ان هذه السابقة الاجرامية الخطيرة ، والتي تؤسس لسلوك مرعب ، لايمكن النظر اليها على انها محض ممارسة غوغائية منفلته بحق رجل دين  "شيعي " او مخالف  فحسب ، بل يتعين  الوقوف عندها طويلا والنظر اليها على انها نهج يراد رعايته وممارسة يمكن ان تعتمد ، لاحقا ، ضد كل ذوي الرأي والفكر ، ينبغي عدم اغفالها  والتهاون في امرها . ان ما حصل مع "حسن شحاتة "، يمكن ان يحصل معك انت ، ايها المثقف ، والسياسي ، ورجل العلم  والفنان المصري ، والمخالف دينيا او طائفيا  او سياسا  او ثقافيا .. ان مصير "حسن شحاته"  قد يكون مصيرك انت .وان الصمت والتجاهل او التغافل قد يكون تواطؤا  ترتكبه بحق نفسك وحريتك ومستقبلك !
مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47627
Total : 101