ليس عراقياً من لا يشعر بأخيه العراقي ، ليس عراقياً من لا يتألم لألم أي عراقي ، كيف إذاً سيكون العراقي عاشق الكرة وهو يرى ويسمع ما حدث على مذبح الكرة العراقي. كانت الكرة وستبقى لفرحتنا أو حتى لحزننا في حالة الخسارة ، لكننا لم نكن لنعتقد يوماً أن كرتنا ستنزف الدماء الطاهرة والزكية ، تلك كانت دماء الشهيد الميت الحي ، الكابتن محمد عباس أبو سمية ، مدرب نادي كربلاء ، ممثل هذه المحافظة المقدّسة والذي سقط بفعلٍ من فاعل وجانٍ لا يعرف الرحمة ، لأنّه لم يترك مكاناً في الجسد الطاهر ، إلا وأذاقه أنواع الضرب ، حتى رأينا المسكين الذي صنّفوه من الكفاءات المغتربة والتي يجب أن تعود ، مضرّجاً بدمه ودمه الطاهر يسأل بأي ذنبٍ سكبت وهل يبقى الدم العراقي مظلوم كصاحبه ؟ موقف لا يمحى من الذاكرة ، مدرب سلاحه الكرة يسقط بأيدي مصنّفة لحماية الوطن ودرء المخاطر عن أبناء الشعب العراقي ، أي مفارقةٍ هذه وأي منطق سيتم من خلاله تبرير ما حدث ، لكون الذي حدث لم يهزّ مشاعرنا فقط ، بل هز العالم أجمع. بعد أن وقعت الواقعة والتي انتظرنا أن نجد من يتبنى حقوق هذا الرجل (الحي ـ الميت) ، إلا أننا وجدنا الكثير من اللجان تتشكّل ولحد الآن لم نر أي شيء ، فهل يعني هذا أن التسويف أو التمييع هو ما سيكون ؟ نحن لا ندري ولكننا بذات الوقت نثق بالقضاء العراقي النزيه لإنصاف المظلوم ومحاسبة الظالم ، كما أننا نعلم جيّداً أن وزارة الداخلية ، لن تقبل أن يوصم أياً من كوادرها بالذي رأيناه وقطعاً هي جادة لكي تقتص من الجاني أو الجناة ، قبل أن تسلّمهم إلى القضاء ، لأن سمعتها هي من باتت على المحك الآن وهي لا تريد أن تخسر ما كانت قد كسبته طيلة السنوات الماضية ، كذلك هناك مسؤولية يتحملها اتحاد الكرة وكل الجهات التي لها علاقة بالرياضة والكرة والأندية ، ليعلنوا ليس شجبهم وإنما فعلهم وساعتها فقط سيتم رد الاعتبار للكرة والرياضة العراقية التي نقول عنها ، أنّها يكفيها ما تعاني منه ويجب أن تلقى الاهتمام وليس الإهمال الذي أوصلها إلى ما نعيشه اليوم. محمد عباس الذي كان الضحية وتحوّل إلى رمزٍ شامخ يريد حقّه ويسأل من الذي سيعيده إليه ويريح عائلته التي تعيش اليوم أوقات عصيبة لأنّها لم تكن تتوقّع أن تكون كرة القدم التي أحبّها رب عائلتهم ، هي من ستتسبب له بكل هذا الأذى. الرجل جاء من هولندا وهو يحمل طموحاً لخدمة محافظته وكان الجزاء أن نراه اليوم وهو بين يدي رب رحيم نسأله أن يشفيه وهو على كل شيء قدير وبذات الوقت نحن وهذا لا يدخل باب التحريض وإنما الحقوق ، ندعو الأندية لكي تعلن موقفاً شجاعاً ولتذهب مسابقة ستبقى إلى أبد الدهر يقال عنها أنّها كانت مغمّسة بدماء الأبرياء. سؤال أخير نوجهه وهو ما هو الفرق بين الدماء التي سالت لمجموعة من مشجعي منتخب الشباب في أحد المقاهي وبين دماء محمد عباس ؟ الجواب هي ذات الدماء ، لكن الجاني يختلف بين إرهابي يستهدف العراق والعراقيين ورجل قانون وجد من أجل العراقيين ولنا الله ولا أحد غيره.