يحاول كل واحد من المتشبثين بالكراسي المخملية ، من قاطني المنطقة الخضراء ، التملص من تحمل مسئولية هروب السجناء المجرمين ، ثم إلقائها على عاتق بعضهم بعضا ، بحجج و ذرائع واهية ، وهي ــ حقيقة ـــ تضحّك حتى الأحمق و المجنون قبل أن تضحّك الرجل الموزون أو الرصين ! ..
و ذلك من خلال لعب دور ناطور خضرة ، الذي لا سمع ولا شاف ولا يدري !! ..
و ثم ليزعم بأن السياج و الواوية هي السبب و المتسبب لفقدان الرقي و الشمام و البطيخ من الخضرة المحروسة بسلامة مهروسة !!..
فمرة بحجة إن السياج ليس عاليا ولا متينا ، ومرة أخرى إن الواوية تفاجئ ناطور الخضرة المسكين ، وهو ساه صافنا ... وهو غافِ شاخرا ...أو يتمطى متثائبا ، مطمئنا تماما ، لكونه في بلد أمين و أهله لا يأكلون غير الحصرم والتين !! ..
لهذا فهو يعتقد بأنه لا يتحمل أية المسئولية ، أو تقصيرا في الواجبات و المهمات الملقاة على عاتقه بقسم ديني و دنيوي !! ..
معتقدا بكون الواوية تباغت البطيخات مقتحمة ، و أن كلاب الحراسة أما متواطئة أو منهمكة باللحمة الدسمة المرمية لها من قبل الواوية ، أو تلذ بالفرار أو تتظاهر بالنوم مذعورة وخائرة القوى ..
كم مساكين نواطير الخضرة هؤلاء .. و مثيرين للشفقة و الازدراء !!..
وهم يتخذون هيئة البراءة و النزاهة دون تحمل أية مسئولية أو وزر خطايا ... متصورين و معتقدين بأنهم من خلال إلقاء المسئولية على بعضهم بعضا ، سيتملصون من تحمل المسئولية ، و من وصمة العار التاريخي الدامغة في جباههم المنخفضة خزيا و هزيمة نكراء ..
و ذلك عندما يتحول كل سفاح هارب من سجن " أبو غريب " إلى مفخخة كأفواه جحيم ، أو حزام ناسف و صاعق هائل ، يفتك بالأبرياء العُزل ، ويهلك بالعشرات منهم في كل عملية إجرامية و انتقامية ضارية ، و ذات خلفية طائفية حاقدة ..
ولكن ماذا يهم نواطير الخضرة هؤلاء ؟!..
فهم و أفراد عوائلهم و أقرباؤهم محصنون بسبع دوائر من أمن و أمان و بملايين الدولارات ..
ففي النهاية : إن الذي سيُقتل هو العراقي الغلبان و كبش الفداء القربان دوما و أبدا من أجل نواطير الخضرة هؤلاء ، ليعيشوا ملوكا صغارا و مرفهين كبارا !!..
فما العبرة من كل ذلك ؟..
العبرة هي : الغراب يبقى غرابا مهما قلد طاووسا أو تقمص هيئة صقر ..