Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نعتذر أيها المتنبي
الجمعة, آب 29, 2014
رباح ال جعفر

هممت أن أعتذر ، لكن صاحبي لم يمهلني . في نهار يوم جمعة عبرنا دجلة من شاطئ ساحة الشهداء بقارب لم تعد تلوي به الرياح . نريد أن نلحق المتنبّي في شارعه . هنا تستطيع أن ترى شجرة الثقافة العراقيّة باسقة ، تثبت جذورها ، وترتفع فروعها ، وتمتدّ أغصانها في كلّ وجه من الوجوه التي تألفها وتألفك ، وتستمتع بساعات لذيذة بين الكتب والناس . 
تتذكّر الأزمنة الخوالي . تتوقد مخيّلتك . يخطر في بالك أن تستعيد وجوهاً طواها الرّدى ، فما بين صمت الكتبي والأديب الشقي الشيخ عبد العزيز القديفي وهو يحدّثك عن معشر الجنّ الذين سرقوا كتبه ، فتبتسم للرواية من أعماق قلبك ، وصمت الشيخ علي الخاقاني الذي تحدّثك عنه ( البابليّات ) و ( شعراء الغري ) . تفتقد صوتاً مجلجلاً كان ينادي عليك . تتلفّت إلى صاحبه فإذا به صوت نعيم الشطري ( الشيوعي بعد الشيوعية ) . تكون جزءاً من ضجيج الأدباء والمثقفين في مقهى الشابندر ، وما عليك إلا أن تملأ عينيك ، وأذنيك ، وشعورك ، وعقلك ، بما يحيط بك من الأشياء .
تسأل عن وجوه أدمنها شارع المتنبي وأدمنته : عبد الرحمن أبو عوف وهو يدفع مكتبة بكاملها في عربته بساقيه المبتورتين ، وعن العمّ قاسم أبو الجرايد وهو يتنقل بين مقاهي الزهاوي ، وحسن عجمي ، والشابندر ، والبرلمان . يوزّع الصحف ويؤجّرها على القرّاء . تقتفي آثار مكتبة الفلفلي . أشهد أن كتبي الأولى اقتنيتها ، أو استعرتها من رفوف هذه المكتبة . تسأل عن الورّاق كمال أبو مصطفى الذي كان يجلّد لك الكتب القديمة ، فتأتيك الإجابات مرتبكة ، أو لا تأتيك .
ينتابك شعور بالبهجة . تضيق الأزقة وتتسع . يشتدّ من حولك الزحام . تتأمّل القشلة فلا تسمع دقّات ساعتها . لقد توقف الزمان في السراي ، وتوقف القُشل عن القراءة والكتابة . تنعطف بك الطريق نحو المدرسة المستنصرية . يستوقفك القصر العباسي . تمرّ بجامع الوزير ( المصلوب ) . في هذا الجامع قال الشاعر العباسي أبو الحسن التهامي في صديقه الوزير المصلوب ابن بُقية أعظم ما قيل من قصائد الرثاء ، وزّعها منشوراً سريّاً وهرب : ( علوّ في الحياة وفي الممات .. لعمرك تلك إحدى المكرمات ) .
تلتفت أمامك . تودّ لو تزور المتحف البغدادي . تقف في طريق عودتك عند رأس جسر الشهداء . هنا ماتت معاهدة بورتسموث ، وكذلك تموت المعاهدات الجائرة جميعاً . هنا قال الجواهري الخالد قصيدته الخالدة في أخيه جعفر عندما استشهد على هذا الجسر : ( أتعلم أم أنت لا تعلم ... بأنّ جراح الضحايا فمُ ) . تتلفّت وراءك . تمدّ بصرك نحو تمثال الرصافي الشاعر الشامخ الذي نزلت به دنياه من عضو في مجلس المبعوثان إلى بائع سجائر على الأرصفة . ترسل نفسك على سجيّتها . تتمتم مع نفسك ببيت من قصيدته الرائعة في مناجاة بغداد : ( أنا ابن دجلة معروف بها أدبي .. وإن يكُ الماء منها ليس يرويني ) فتلامس قلبك بعاطفة وهوى . 
يسألك صاحبك : هل استمتعت بالرحلة ؟ فلا تملك من جواب إلا ما تحفظ من قصيدة نزار قباني في رثاء طه حسين : ( لا تسلْ عن روائع المتنبّي .. والشريف الرضي أو حسّان ِ ) . ما أقسى أن تكون مثقفاً عراقياً في هذا الزمن الغدار ، ف ( واحرّ قلباه ) يا أبا الطيّب !.
إننا نعتذر اليوم من المتنبي شاعراً ، وشارعاً ، وشعراً .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45197
Total : 101