في كلمة السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء في جلسة مجلس الامن، انه طالب المجتمع الدولي بمنع وسائل الاعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نشر ارهاب داعش، لانه يعد احد اهم وسائلها في بث الرعب بنفوس العراقيين، وتحقيق مكاسب عسكرية على الارض. هذا المطلب صحيح ويلامس الواقع كثيراً، لكن المشكلة ان الفضائية العراقية بتاريخ 27 ايلول عرضت برنامج حول الوثيقة التي وقع عليها 126 شخصية دينية من مختلف انحاء العالم تدين تصرفات داعش، وضمن البرنامج لقطات لاعمال ارهابية مارستها داعش بقتل العراقيين بدون رحمة، ما يتعارض مع مطالبة السيد رئيس الوزراء من المجتمع الدولي بمنع وصول اعلام داعش الى المجتمع ،العراقي، صور القتل الوحشي التي عرضتها القناة جعلت من ابو بكر البغدادي ينتشي ويبعث برسالة شكر الى الفضائية العراقية
هنا لا بد ان نتوقف ونتسائل اذا كان الاعلام العراقي يساهم في الترويج لاعلام داعش، فلماذا يتقدم السيد العبادي الى المجتمع الدولي بطلبه ذاك؟ اجد مطابة العبادي صحيحة ولا بد من كسر احد اذرع داعش في زرع الرعب بقلوب المواطنين، لكن المطالبة غير كافية ما لم يعالج العبادي بيته من الداخل اولاً، بانهاء اذرع المالكي التي تمتد في كل مكان، فمؤسسة الاعلام العراقية والتي كانت البوق الذي يطبل للمالكي، لا بد من اعادتها الى مسارها الطبيعي، في ان تلتزم بالحيادية والموضوعية والحرفية، كي تكون حقاً عراقية
في فترة حكم المالكي المظلمة، طالب العديد من المثقفين والمختصين بالاعلام والصحافة، ومن ثم العديد من الكتل البرلمانية ان تحييد مؤسسة الاعلام العراقية، ولا تكون تابعة للسيد ريس الوزراء، لكن عنجهية المالكي لم تعطي الاذان الصاغية لتلك المطالبات، واستمر بسياسته للنهاية، حتى عندما سحب رغبته بالترشيح لمنصب رئيس مجلس الوزراء مرغماً، وصفه وعاض السلاطين في الفضائية العراقية انه موقف تاريخي شجاع ان تنازل السيد المالكي عن الولاية الثالة لرئاسة الوزراء كما يسمونها
عندما الغى السيد العبادي مكتب القائد العام للقوات المسلحة لم يعترض غير اتباع المالكي، بالرغم من ان هذا المكتب غير دستوري، لكن اقول ان هذا القرار غير كافي وهناك الكثير من المواقع التي يجب ان يتخذ بحقها قرارات ومواقف وطنية من ضمنها مؤسسة الاعلام العراقي، لتكون مدافعة عن العراقيين لا عن السيد رئيس الوزراء.
مقالات اخرى للكاتب