Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
موت رخيص في مكة
الثلاثاء, أيلول 29, 2015
محمد رضا عباس

بعض الكتاب هوايتهم لوي اعناق الحقائق بدون خجل او مستحى وبذلك فهم يخونون قلمهم , قرائهم, مكونهم , انفسهم , بل حتى الذين يدافعون عنهم . أحدهم على سبيل المثال كتب عن كارثة مكة المكرمة هذا العام يقول ان الإسلام مستهدف وان استهداف مكة المكرمة يصبح المكان المناسب للقضاء على الإسلام وان أعداء الإسلام يصرون انه لا تحضر ولا رقي ولا ازدهار عند العرب والمسلمين مالم يبتعدوا عن زيارة مكة المكرمة وهجرة القران. وهكذا يستنتج هذا الكاتب عما حدث في مكة المكرمة والمدينة المنورة هذا العام والتي ذهب ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى من الحجاج انما هي اعمال تدخل في صميم القضاء على هذه الشعيرة المقدسة والإسلام و " ان من تحوم حولهم شبهات بمقتل الحجاج واصابتهم بجروح مختلفة بأحداث لا تحتاج الى جهد كبير". قائمة أسماء المتهمين عند كاتبنا المحترم هم اليهود , ايران , الحوثيين , أعداء النظام السعودي من داخل العائلة المالكة , وأخيرا داعش . لا اتهام موجه نحو إدارة الحج في السعودية ولا ادانة لقوى الامن السعودي والتي احدى وظائفها كانت تنظيم مسيرة الحج , او جاهزية وزارة الصحة السعودية للكوارث والتي تظهر باستمرار في كل موسم للحج .

لم افهم ما هي الغاية التي أراد كاتب الوصول اليها عند كتابة مقالته وهو يحرف الكلم عن موضعه ,حيث انها لم تكتلن تنفع أحدا , و بالتأكيد لم تنفع المملكة في اكتشاف الخطأ وتصليحه ؟ كلنا نخطأ والدول تخطا أيضا , ولكن ارتكاب الخطأ يجب ان يكون الطريق نحو التصحيح , بكلام اخر , البشر يتعلم من اخطائه فلا يكرر الخطأ وكذلك تتعلم الدول من أخطائها فلا تكررها . ولكن الخطر كل الخطر هو التغطية على الخطأ ورميه برقبة الاخرين , خاصة وان ما حدث في المملكة السعودية كانت أخطاء تعود الى ضعف " إدارة السلامة ". لقد لاحظت غياب تعاليم السلامة عندما زرت السعودية لأداء فريضة الحج عام 2005. لقد لاحظت وانا اسير لرمي الجمرات الالاف من الحجاج الهنود والبنغال والباكستانيين وهم يحملون ثلاث حقائب من الحجم المتوسط والكبير , واحدة على ظهره والأخرى على صدره والأخرى على راسه . بعد حوالي خمسة دقائق من انتهاء مراسيم رمي الجمرات وخروجي من الموقع وإذا بالحجاج يتراكضون ويصرخون بحدوث تدافع ذهب ضحيته العشرات من الحجاج. لقد كان من الممكن تجنب هذا الموت المجاني لو ان الحكومة السعودية كانت قد منعت الحجاج من حمل حقائبهم في مراسيم حجهم.

جميع دول العالم الفقيرة والغنية , الصناعية والغير صناعية تتعرض الى كوارث ليس كلها من صنع الطبيعة , ولكن هذه الدول تتعلم من أسباب حدوث الكارثة ويعملون على تفاديها في المستقبل . تساقط الثلوج في الولايات المتحدة الامريكية يشكل خطر حقيقي لأهل المدن وعلى المسافرين على الطرق الخارجية والداخلية , ولكن صيانة الطرق السنوية والإجراءات الحكومية السريعة وقت تساقط الثلوج يقلل من حالات حوادث السيارات ويقلص حالات الموت. والتشديد على استخدام أدوات السلامة في مواقع البناء تقلص حالات تعرض العمال الى الموت او الجروح , والتشديد على تنظيم الطرق المؤدية الى أماكن الاحتفالات الكبيرة مثل احتفالات راس السنة او يوم الاستقلال يؤدي الى تقليص عدد حوادث المرور والموت . لا يوجد هناك عيب ان تتعرض دولة الى بعض مشاكل السلامة ولكن العيب ان تتغافل هذه الدولة عنها وتكرارها عام بعد عام ويخرج كاتب يعلق جميع إخفاقات طرق السلامة في السعودية هذا العام في رقبة الحوثيين او غيرهم! بربك هل ستحترم كاتب يرمي جميع حوادث مكة والمدينة برقبة كل البشر الا المملكة السعودية؟ هل ستثق بكتابته؟ هل ستقبل شهادته؟ بل هل يستحق ان يكون زميلا لك ؟

هلا تتفق معي ان هذا الكاتب سيقدم خدمة جليلة وكريمة لو كتب الحقيقة عما حدث في كلا المدينتين المقدستين؟ الا تتفق معي ان السعوديون سيكونون ممتنين جدا منه وهو يقودهم الى مراكز الخطأ فيصححوها؟ ما هو العيب ان تسقط ماكينة ثقيلة من سطح عمارة في نيويورك على سبيل المثال؟ الكتاب الامريكيون سيكتبون عن الحادث وسيؤشرون على موقع الخلل وتقوم الدول والشركة المسؤولة عن هذه الماكنة بإصلاح الخطأ. لا مشكلة , ولكن المشكلة هو عندما يخرج كاتب يتهم الشرق والغرب والشمال والجنوب بالحدث وليس الشركة صاحبة الماكنة او إجراءات السلامة.

باعتقادي المتواضع ان من يريد ان يرضى الله ورسوله ويحترم الانسان ان لا يكتب الا الحقيقة حتى وان اغضبت كتابته اقوام ولأنه في الأخير لا يحق الا الحق , وفي حالة كارثة مكة المكرمة كان من واجب الكاتب تأشير مواقع الخطأ حتى يستفاد المسؤولين عن الخطأ ولا يقعون به مرة أخرى . ان ما حدث في مكة ليس تصريح سياسيي من قبل جلالة الملك يحتمل الصح او الخطأ او قرار سياسي يمجده كاتب و يندده اخر , ولا فتوى من 26 رجل دين سعودي تدعوا للقضاء على العملية السياسية في العراق فيرقص لها أعداء العملية السياسية وينددها المؤيدون لها . ان ما حدث في مكة المكرمة كان اخفاق في إدارة مسيرة الحجاج وعلى المسؤولين عن إدارة هذه الشعيرة المقدسة الاستفادة من الخطاء وتصحيحه وهذه الطريقة المثلى لتطور ورقي الشركات والدول. جميع الشركات الناجحة او التي تعاني من إخفاقات تصرف الملايين من الدولارات للاستعانة بخبرات المكاتب الاستشارية التي من وظائفها تحديد قوة الشركة ومركز ضعفها , والغاية منها هو تجنب الخطأ والتركيز على مواقع القوة . الحكومات أيضا تستعين بخبرات المستشارين لتحسين اداءها الداخلي والخارجي , وان احد أسباب فشل الحكومة الحالية والسابقة هي عدم الاستعانة بخبرة المستشارين المستقلين الاكفاء.

حقيقة ما حدث في مكة رواها احد الحجاج والذي كان لا يبعد عن الكارثة اكثر من 30 قدما حيث يقول ان " بداية المأساة تتمثل بان الحجاج يمشون ببطء شديد , والجو حار والتهوية تكاد ان تكون منعدمة , فجأة توقفت الحركة , وكان الطريق مغلق , فبدأت حالات اغماء قليلة من النساء في وسط المسار , اخذت النسوة الى جانبي المسار الذي كانت بعض الحملات تسكن على جانبيه لكن المفاجأة غلق هذه الحملات أبوابها في وجوههم , وما زالت المشكلة قائمة المسار واقف لا يتحرك". , يتابع هذا الحاج القول " جلس الحجاج على الأرض ينتظرون من يسعفهم لكن دونما جدوى , قام البعض بمحاولة انقاذ , تظليل , ترطيب الاجسام , سقي وبدا الهدوء يخيم في المكان مع وجود بعض الجثث , ولكن الى متى سيصمدون" وبعد تفاصيل أخرى استطرد الحاج بالقول " جرت ساعتان اخريان , ولا توجد بوادر انقاذ , استمرت محاولات من البعض للمساعدة من اجل الصمود لأطول وقت ممكن لكن , انتشرت رائحة الموت في المكان بدا الضحايا يتوسدون بعضهم بعضا وسط بكاء شديد , وما جاء من ينقذهم بعد ! ثم لاحت لنا سيارة اسعاف واعداد من المنقذين يسيرون على استحياء يرفعون الجثث ويسعفون المصابين في رتابة مملة". هذه التفاصيل جاءت من خبر على موقع "صوت العراق". هذا الحاج لم يذكر ان يهودي او حوثي او إيراني او داعشي او متعب بن جلالة الملك الراحل عبد الله صرخ بين الحجاج بوجود قنبلة موقوته او بسيارة مفخخة او بحزام ناسف وسطهم , وانما ذكر ان هناك أخطاء وعدم مبالات من قبل إدارة الحج وعلى هذه الإدارة تجنبها في المستقبل . هذا الحاج ذكر هناك تقصير من قبل قوى الامن وان هناك تقصير من قبل مسؤولي الصحة والذين كانوا " يسعفون المصابين في رتابة مملة" وبعد ساعتين من وقوع الحادث الكارثي .




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44
Total : 101