يستعمل لفظ (الإنتاج) عادةً للتعبير عن أنتاج العمل الإنساني أياً كان نوعه,ألا أن التطور الاقتصادي- الاجتماعي الذي يمر بها العالم في الوقت الحاضر,قد بدل اليوم هذا المفهوم وذلك المعنى,وأصبح الإنتاج:مظهراً واضحاً لتفاعل العوامل البدنية والنفسية والأجتماعيه وهذا يعني أن عوامل كثيرة غير ملموسه ومتداخلة بعضها مع بعض,هي التي تحدد نوع الإنتاج وكفايته, وقد تكون هذه العوامل ذات صبغه بدنيه أو اقتصاديه أو نفسيه أو اجتماعيه أو فنيه,ويستحيل القول بأن عاملاً معيناً هو
وحده السبب في ارتفاع معدل الإنتاج ,ومن البديهي اليوم ,أن الإنتاج وتقدمه لا يقوم على تقدم الوسائل الفنية (التكنلوجيه) وزيادة رؤوس الأموال المستثمرة فحسب,بل يعتمد أيضاً على طاقة العاملين وكفأتهم,ولا تأتي هذه الطاقة وهذه الكفاءة من الخبرة والممارسة الطويلة في العمل وحدهما بل يعتمد أيضا على استعداد الفرد وحالته الصحية من الناحية البدنية والعقلية على حد سواء كأساس للدافعية والرغبة والنشاط في العمل 0
وعلى هذا المفهوم الجديد للإنتاج والإنتاجية,لم يبق في دوائرنا الحكومية سوى استحداث هيئة باسم (هيئة العاطلين عن العمل) على إن لا تخضع تلك الهيئة للمحاصصة السياسية والحزبية المقيتة ,هذه الهيئة اقترح إن تدار من قبل شخصية مرموقة من حملة الشهادات العليا ممن استحوذ على الايفادات منذ سقوط النظام عام2003م ,حتى ألان الأوربية منها والعربية. على إن تخصص لهم بناية حديثة ذات خمسة طوابق حتى تستوعب العدد الكبير من هؤلاء الخبرات الجبارة التي زادت إلانتاجية من 100الف برميل يوميا إلى 500الف برميل يوميا ولله الحمد جعلت موظفيها ينعمون بالحوافز الشهرية والإرباح طيلة السنة.
ونظرا لكثرة الموظفين العاملين في تلك الهيئة البالغ عددهم إلفي موظف وموظفة عليه نرتئي وضع هيكلية طويلة وعريضة من الأقسام والشعب تمكن الكثير منهم الحصول على مخصصات منصب وصعود رواتب مدراء أقسام الهيئة الإنتاجية تلك للدرجة الأولى بغض النظر عن الخدمة والشهادة والعمر الوظيفي والانتماء السياسي والقومي وحتى الجنسية التي يحملونها .
وانأ انصحهم بارتداء الزى الغربي (القاط والرباط) صيفا وشتاء أسوة بما يفعله اغلب أعضاء البرلمان العراقي في الوقت الحاضر لان طبيعة عملهم تتطلب ذلك .
هذه الهيئة ليست ككل الهيئات يجب إن تعطى امتيازات خاصة عن بقية الهيئات من ناحية التسليح والتجهيز والامتيازات الخاصة ((ايفادات خارج العراق , سيارات حديثة موديل 2014 , وأثاث غربي وليس صيني)) بالإضافة إلى المخصصات الاستثنائية وإذا تطلب الأمر فتح قناة فضائية لهم تروج لأفكارهم الجديدة التي تحلل الفساد الإداري والمالي والسياسي مثلما تفعله بعض الفضائيات العراقية في المهجر .
علينا إن نتذكر دائما كيف كان الموظف يساق إلى ساحات التدريب على السلاح عندما عسكر النظام السابق الشعب والاقتصاد وكيف كان (الغستابو) من أزلام النظام البائد يتحكمون برقاب خيرة موظفينا حتى إن شركتنا في حينه تحولت من شركة نفطية إلى معسكر تدريب وتحول فيها الكثير من الموظفين إلى ضباط صف يدربون الموظفين والموظفات على حمل السلاح.
ولكننا نقول(عفا الله عما سلف ) فتاريخ العراق مليء بالجراح وعلينا إن نسهم جميعا في بناء العراق الجديد دون عراك على الكراسي والمناصب ونساهم جميعا في بناء محافظتنا العزيزة التي عانت من الإهمال في الوقت السابق والحاضر والتي لم تستفد من إنتاج النفط والغاز الذي يحرق هباء", علينا إن نبتعد قليلا عن مصالحنا الشخصية وننظر إلى هذه المحافظة الغنية الفقيرة كيف نطورها, كيف نبنيها , كيف نستفيد من ثروتها النفطية .
أن ما أثارني على كتابة هذا الموضوع هو احد شعراء الأهزوجة (الردود) في إحدى حفلات الزواج الذي ردد فيه شعرا" يتندر فيه على إحدى دوائر المحافظة التي جاءها يطلب التعيين فيها وهو يحمل المستمسكات المطلوبة والتي يطلق عليها البعض (المستمسكات الصدامية ) عندما فاجئه موظف الاستعلامات بان معاملته مفقودة وهي لازالت في يده .
فاتقوا الله ياموظفي (.......) وانتم تستلمون ملايين الدنانير رواتب ومكافآت شهرية وترحموا على الناس العاطلين عن العمل وتصدقوا على المتسولين الجالسين في باب الشركة من النساء والأطفال لعل الله يرحمنا ويرحمكم والله خير الراحمين.
مقالات اخرى للكاتب