Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحسين (ع) بين البشرية والإلهية
الأربعاء, تشرين الأول 29, 2014
محمد ابو النواعير

تنشأ الثورات في العالم منطلقة عادة من عدد من الأسباب أو التأسيسات المكونة لها, وهي عادة تنقسم وبشكل رئيسي ونهائي الى قسمين: الثورات الإجتماعية الحقوقية الإنسانية, والثورات الدينية الإلهية؛ النوع الأول يتمظهر في أغلب اشكاله, على شكل شعارات تستلهم منها العقول والنفوس معاني حركية, تقود الى فعل وممارسة؛ منها: التحرر من العبودية, الإنعتاق, تصحيح المسارات المعوجة, إيقاظ الضمائر, زلزلة عروش الطغاة, الثورة بإسم الجياع, الثورة ضد الظالمين؛ فهذه المفردات غالبا ما تكون مكونة لمفهوم الثورة, وإحدى أسس تكوينها التي تقوم عليها, بل وتمثل أحيانا روح وجوهر الفلسفات التي تقوم عليها أغلب الثورات في العالم البشري.

النوع الثاني من الثورات, وهو عادة ما يكون أقسى وأشد تأثيرا في إرتداداته الواقعية والقيمية والمادية, ينطلق من أسباب تمثل في جوهرها اجزاء مهمة, من تكوين الشخصية الإنسانية في جانبها العقائدي والقيمي, وترتبط في الوقت نفسه, بجانب يمثل جوهر الوجود الإنساني للجماعات البشرية, وهي الثورات الدينية القائمة على أسس عقائدية, والتي يرتبط بها مصير العقيدة التي تؤمن بها مجموعة بشرية ما.

مع أن النوعان يتميزان بخصائص مشتركة, منها ضرورة وجود مجموعة بشرية تؤمن بمبادئ معينة, وضرورة وجود تحرك أو فعل مضاد ضد وضع قائم؛ إلا أن كلاهما يختلفان في الكثير من الأسس والإتجاهات, بل ويختلفان في النتائج وفي نوع التحرك وقوته؛ وفي رأيي أن الثورة الدينية الإلهية, تكون أوسع وأكثر شمولا وقوة وتأثيرا, وتستغرق فترة زمنية أكبر وأكثر, لأنها في جانب مهم منها تتعلق ببعدين: البعد الحياتي الوجودي القيمي للبشر, ومحاولة الدفاع عن العقيدة الإلهية , وحفظ مساراتها عن الاعوجاج والتحريف والتغيير والتبدل؛ وفي جانبها الثاني , تمثل بعدا ميتافيزيقيا(ما ورائيا) يتعلق بعالم الآخرة, ويتعلق بما سوف يتعرض له الإنسان من حساب وثواب وعقاب.

ما يميز ثورة الإمام الحسين عليه السلام, أنها انطلقت في مساراتها التكوينية التأسيسية, من كلا الاتجاهين, فكانت في جانب منها تمثل ثورة مدنية, يمكن لمبادئها أن تتلاءم مع كل العصور والأزمان, وفي نفس الوقت يمكن لها أن تتلاءم مع مفهوم الدولة المدنية والعصرية الحديثة, حيث تصان بها الحقوق الإنسانية, وتؤسس في الوقت نفسه لما يمكن أن نطلق عليه مصطلح: الدينامكية الرقابية للثورة, وهو إفراز مهم ينتج عن الثورات الناجحة؛ وفي جانبها الآخر تمثل بعدا روحيا دينيا عقائديا, يلهم الثورات الدينية التي تدعو الى إصلاح الفساد, الذي يطال المؤسسات الدينية, المرتبطة عادة بالسياسة, والمتحكمة بمصير الناس وعقائدهم وعواطفهم.

السلطة الدينية تمثل في جانب منها, سلطة قوة تأثيرية, تملك مساحة واسعة من التحرك, الغير قابل للمسائلة من قبل عوام الناس, لما تملكه من شبه حصانة قدسية, غالبا ما يتم استغلالها من قبل ادعياء الدين السياسي على مر التأريخ, وتوظيف ذلك في تسيير الناس وتحطيم الحراك العقلي التطوري لديهم.

ثورة الإمام الحسين ع , جاءت لتبين أنها ثورة ضد هذا الطوق الديني المزيف, ثورة ضد أدعياء الإلهية المزيفة, ثورة تمثل الجانب الإلهي الصحيح, الذي يوفر للبشر الحياة الكريمة, والعقيدة الصحيحة الصافية من التلوث بشوائب الانحراف والإستغلال؛ وهذه الخصيصة, قلما نجدها تجتمع في ثورة من الثورات التي شهدتها البشرية.

ثورة الإمام الحسين, هي ثورة الرب بشكلها البشري.


 محمد ابو النواعير: ماجستير فكر سياسي امريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37791
Total : 101