في حديث للدكتور ليث كبه اعدت نشره على صفحتي تضمن الدعوه لرؤيه عراقيه لاسباب فشل المشروع الامريكي في العراق اثار اهتمامي ايضا تعليق كتبه الصديق الدكتور علي ثويني عبر فيه عن رؤيه متشائمه لحصاد 11 عاما من التحول السياسي في العراق وهو ما دفعني لعرض تساؤلات كثيرة ضمن نفس المحور الهام
املا في بصيص من النور .
هل يعني الفشل الراهن في أداره ألدوله العراقية بعد مرور 11 عاما على سقوط الدكتاتورية، بحيث لم يعد الكثيرون يشعرون بالخجل من مقارنتها بما كان عليه الحال في ظل النظام السابق الأكثر صرامة وحزما وقدره على مواجهة الأزمات داخليه وخارجية والدفاع عن سيادة العراق وأداره مؤسسات ألدوله بتفوق أفضل ولو عبر الاستخدام الوحشي للقمع،.... ان الأحزاب العراقية التي صالت وجالت على المسرح السياسي على مدى عقد من الزمن رافقه ارتفاع أسعار النفط هي جزء أصيل من هذه الأزمات وإنها بالتالي جزء جوهري منها رغم انه ليست لديها حلول او إجابات على تساؤلات الناس وتطلعاتهم ومن ثم فإن ما قدمته من فكر ومواقف ونضح مأزوم خاضع لتبرير التوافق كوسيلة للهروب من معالجه القضايا والخلافات جذريا هو فكر, لا تحكمه مرجعيه وطنية واحده او مشروع للأمن الوطني بينما انتظر الشعب بعد 9 نيسان 2003 قوى سياسيه تتسابق لتقديم العطاء الوطني الخالص والنزيه لا الطائفي الحزبي لكي ينهض العراق من كبوته ويداوي جراحه في هذا المنعطف الاستثنائي وهو ليس زمن المغانم أو المكاسب والفرهود والانتقام بل زمن العبور بالسفينة الى بر الأمان.
هل نلقي كامل وزر الكارثة التي حلت بنا على مشروع بريمر الذي توهم ان بإمكان المتناقضات الاثنيه رغم كل ذكريات الحروب والمشانق وبشاعة الدكتاتورية ان تتعايش وتتفاهم تحت خيمة العم جيفرسون؟؟؟؟ الثابت ان الأمريكيين وهم يعترفون بذلك لم يكن لديهم حلول لمرحلة ما بعد صدام حسين على غرار البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى ودخولهم بغداد فاتحين محررين شعبها من عقود من النير العثماني الذي بات البعض يتغزل به... ام أن كل ما جرى كان جوهر المخطط ( مشروع الشرق الأوسط الجديد ) أي ترك الصراع بين المكونات العراقية غير الواعيه يقود إلى تمزيق الأرض وتغيير الخارطة.؟؟؟
في الإجابة يرى البعض ان جوهر القضية أن هذه النخب العراقية لم تؤمن أصلا بالتعايش فيما بينها ولا تؤمن حتى بالديمقراطية والياتها وان الشكوك والضغائن حكمت علاقتها منذ البداية بدليل سهوله إشعال القش الطائفي مع أول شراره او تصريح سياسي او حادث مفتعل....؟ يضاف لذلك أنها تفتقر أصلا إلي الخبرة و الإبداع وشاءت بملء إرادتها أن تغرق يوما بعد يوم في مستنقع المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية والحزبية وجشع المال السحت علي حساب الوطن ومستقبل شعبه وتحديات البناء الفكري والعمراني والاقتصادي وطي صفحه الماضي رغم جراحها ضاربة عرض الحائط بحقيقة أن العراق خرج للتو من المحرقة ليواجه فداحة تركة الكوارث السياسية والاقتصادية والأمنية لنظام صدام حسين ومنظومة تحالفاته الداخلية والخارجية التي ورثها لنا النظام المخلوع, مما تسبب في ارتباك في أداء وتفاعل النخب السياسية قليله الخبرة و التي لها علاقة مباشرة بإدارة تفاعلات السياسة والحكم و الذي ظهر جليا هذه الأيام بأبشع صوره.
لقد انعكس الفشل وتأجيل الحلول وتبرير الاستقواء بالداخل على الخارج انعكس بالضرورة حتى على مواقف النخب الثقافية والفكرية التي انجرف بعضها وراء المشروع التوراتي في المنطقة لتنزع ثوب الوطن والعروبة لصالح ألطائفه واستبدال الايدولوجيا السياسية بمرشدي الطوائف والمشايخ والمفتين الطائفيين في انتكاسه خطيرة حولت جوهر الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع سني- شيعي أمست فيه طهران بدلا عن إسرائيل العدو الأول للعرب.
(غدا القسم الثاني )