أخطار الاحزاب الطائفية اذا تسلطت على الحكم كأخطار الفاشية وأزيد. أشد خطر فيها هو السعي الدؤوب والمنظم لغسل ادمغة أبناء الطائفة التي تدعي الأحزاب انها جاءت لحمايتها. النتيجة أنك ترى البلد وقد امتلأ بالعقول الفارغة التي تتقبل كل ما يسكب فيها من أكاذيب وخرافات وتفاهات.
استوقفني تحريض كتبه مصاب بمرض الطائفية على صفحته في فيسبوك اتهم فيها هذه الجريدة بأنها تثير النعرات الطائفية "! عدد اللايكات التي حصل عليها حتى كتابة هذا العمود أكثر من 21,500 لايك. شاركه في نشره أكثر من 2,700 مشترك. وحصل على تعليقات تجاوز عددها الـ 2000. نعم هناك تعليقات رد بها أصحابها بعقل وانصاف على تفاهات كاتب التحريض لكنها في حسابات الكم قليلة امام هذا الطوفان المغسول دماغه غسلا احترافيا.
انا مع من سيقول بأن بوستات من هب ودب على فيسبوك لا تستحق الإشارة اليها. وليس في بالي الدفاع عن الصحيفة والعاملين فيها لأنهم ليسوا بحاجة لدفاع. كما وان شهادتي قطعا ستكون مجروحة عند البعض بدعوى اني اكتب في الجريدة وادافع عن المكان الذي اكتب فيه. لكن ما شغلني هو هذه الأرقام ؟ انها في اقل المعاني تكشف عن عينة ممثلة لشريحة كبيرة العدد تهيم على وجهها من دون بوصلة عقلية : على حس الطبل. هذا النوع من العقول هو الذي انتخب مختار عصر الولايتين ومختارته. وعلى تخريب عقول هؤلاء وغسلها هدرت ميزانيات العراق الانفجارية وتبخرت.
هؤلاء المساكين ضحايا. اجساد تتنفس فقط. لاعقل ظل عندهم فتخاطبه. ولا ضمير عند من قتل الإحساس فيهم لتحاسبه. قلبي يتقطع من الحزن والأسى على حالهم.
ان ما صرف على ايصالهم لهذه الحال المزرية من أموال نحتاج اضعاف اضعافها لإعادة تأهيلهم عقليا وحسيّا. اننا امام مهمة عسيرة تحتاج وقفة من كل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتساعدنا في إنجازها. انها مهمة إعادة أنسنة شرائح اجتماعية عريضة تعرضت الى واحدة من ابشع جرائم الإبادة العقلية في العصر الحديث.
مقالات اخرى للكاتب