سيدتي ..لاأعرف كيف أبدأ الحديث هنا ! أعرف أنني كمريض يخاطب ذاتهِ قبل الرحيل الى العالم ألآخر..كغريق يحاول التشبث بقطعةِ خشبٍ بالية في عرض البحر . يعرف أن تلك القطعة الممزقة لن تنقذ حياتهِ مع هذا يحاول ويحاول كي لايتهم ذاتهِ بالخذلان وعدم السعي من أجل الوصول الى شاطئ آخر في الضفة ألأخرى من المحيط الهائج طيلة السنوات البعيدة. مرت على روحي سنوات كنتُ مطمئناً أنها ستتوقف في أي لحظة بسبب الظروف الخارقة المرعبة التي عصفت بي. مضت سنوات خلتها أنها لاتتحرك أبداً لأسباب كثيرة وأيقنت أن الموت على ألأبواب في أية دقيقة لا بل في أية ثانية لكن إيماني المطلق من أن الحياة لن تتوقف إلا حينما يأمر بها الخالق الجبار. خرجتُ من كل مأزق بأعجوبة حتى وصلتُ الى هذه المرحلة من العمر. لاأريد الدخول في تفاصيل كثيرة عن الحياة الشخصية التي رسمت لي خرائط مختلفة في كل مرحلة من مراحل الحياة. على حين غرة وجدتك أمامي في هذا العالم ألأفتراضي الواسع..عالم نستطيع من خلالهِ البوح بكل شيء دون رقيب سوى رقابة الضمير والمبادئ ألأخلاقية التي تربينا عليها. كلما جلستُ أمام هذا الجهاز الذي يوفر لنا جميعاً هذه المساحة الواسعة من الغوص في أعماق الرغبة للتعبير عن أي شيء ونستطيع من خلاله أن نجعل كل العالم يطلع على مايدور في أذهاننا بضغطةِ زر صغيرة. وجدتكِ عالماً واسعاً مفتوحا لنثرٍ وشعر وتعابير تداعب كل مشاعر الكون من الجماد والمخلوقات التي تتنفس..تجعلين الصخر ينطق بأحلى كلمات الشوق وتجعلين الروح تسافر لابل تحلق في فضاءات ليس لها قرار..هذه الكلمات ستكون بمثابة ألأعتراف ألأخير للفضاء الخيالي الواسع في كل بقعة من بقاع العالم. أحببتك بعنف وعنجهية لايمكن أن تصفها أقلام الكتاب في كل الدنيا..عشقتك بصمت دون أن يظهر ذلك…كنتِ تسافرين معي مع كل قطعة موسيقى حالمة أستمع إليها بأفراط. كنتِ ملاكاً يرفرف على مساحات روحي المحلقة في ظلام العزلة والوحدة كل لحظة من لحظات الليل والنهار. حاولت بكل الطرق أن أجعلك تفهمين أنني أعشقك بصدق – عشقتُ روحك وليس جسدك- أحياناً كنت أقول مع نفسي ” هل أنتِ مخلوقة بشرية تشعر وتحس وتتألم وتبكي أو تضحك أو أي نشاط آخر يقوم به ألأنسان؟ هذا ماكنتُ أتخيلك فيهِ…ربما يخطر على ذهنكِ أنني متلبس بحالة من حالات – السايكو- كما يطلق عليها ألأطباء ..نعم ..ربما يكون هذا لكنه – سايكو- إيجابي بالنسبة لي تجاهك..أعتذر منك ..أشد ألأعتذار ..ربما سببت لكِ يوما ما حالة من عدم الراحة دون قصد. أرجو أن تغفري لي هذا. سأحاول عدم ألأٌقتراب من أي شيء يعود لكِ أو يشير إليكِ ..لأنكِ ملاك رفرف على روحي أشهرا طويلة…ستكون هذه علامة من علامات ألأنتحار بالنسبة لي ومع هذا سأعدها ….. بمثابة الكلمات ألأخيرة..سأعشقك من بعيد ومن طرف واحد..سأعــــشق روحك…حتى نهاية الخريف….
مقالات اخرى للكاتب