من المفارقات العجيبة ان رئيس الحكومة العراقية وقادة الائتلاف الوطني وكل زعماء المليشيات يشكون من التدخل السعودي القطري في دعم الارهاب في العراق وسوريا حمامة السلام وايام الاسبوع الدامية في العراق.. وهؤلاء يخدعون اتباعهم بدل ان يحركهم وازعهم الاخلاقي والديني الذي يتجارون به ويقولون لهم الحقيقة وهي ان حليفتهم امريكا التي حملتهم بالدبابات الى قصور الدكتاتور صدام حسين في المنطقة الخضراء المحصنة هي التي تامر وتشجع وتساند اتباعها في السعودية وقطر وكل دول الخليج لدعم عدم الاستقرار في العراق بواسطة دعم الارهاب وهذه ليست دول وانما هي محميات امريكية فيها اكبر القواعد العسكرية الامريكية في العالم وان الاعلام والنشيد الوطني لهذه الدول ماهي الا غطاء فقط لا خفاء هذه الحقيقة . .. خذ مثلا عندما يخرج المحللون السياسيون لدولة مثل قطر او الكويت ( د. عايد المناع )(د. محمد المسفر ) ويهاجون ايران بقسوة وعنف لحد الشتيمة وبلا خوف وهم على مرمى حجر من الحرس الثوري الايراني على الضفة الاخرى من الخليج يا ترى من خلف هؤلاء ومن يحميهم الجيش القطري او الجيش الكويتي او الرجل الحديدي او كرندايزر .. كل دول الخليج وبلا استثناء تحت هيمنه وحماية الولايات المتحدة الامريكية ولا تستطيع هذه الدول ان تحرك طلقة واحدة من المخازن العسكرية او تمنح دولار واحد للخارج الا بموافقة امريكية وبما ينسجم ومصالحها حول العالم .. بينما محللونا السياسيون على القنوات الفضائية في العراق اما يتجنبوا ذكر الدور الايراني الشيطاني في العراق او التسبيح بحمدها لان الكواتم والعبوات اللاصقة ومليشيات الجنرال قاسم سليماني في كل شبر من ارض العراق ..
.. اكثر من خمس مرات زار رئيس الحكومة العراقية امريكا والتقى بقادتها في البيت الابيض وفي كل شهر يتصل به نائب الرئيس الامريكي للاطمئنان على سلامة ( العملية السياسية ) وفي كل هذه القاءات لم يفتح معهم قضية دعم حلفاءهم ( قطر- السعودية – تركيا ) للإرهاب في العراق على الاقل ..هل تعرفون لماذا .. لان القادة الامريكيون سيقولون له ((في العراق وعبر العراق منظمات ارهابية عراقية وعربية تدعمها ايران تضر بمصالحنا القومية العليا ورغم انكم اصدقاءنا وحلفاءنا الاعزاء فأننا لا نستطيع الضغط عليكم لا نكم حكومة شرعية لدولة مستقلة ذات سيادة ونحن دولة محترمة ومتحضرة نحترم سيادة الدول والقانون والاعراف والتقاليد الدولية .. والسعودية ايضا حليفتنا العزيزة ولا نستطيع ان نتدخل في سياساتها الداخلية والخارجية لا نها مثلكم دولة مستقلة وذات سيادة ولانسنطيع الضغط عليها ويمكن ان ننصحها فقط نصيحة الصديق لصديقه)) وهذا ينطبق على قطر والبحرين وتركيا وحتى جزر القمر وجزر الواق واق الحليفة لأمريكا...اما كلام رئيس الحكومة العراقية مثل (ان السعودية لا تعترف بخطئها بدعم الارهاب لأنها محكومة "بعقدة طائفية"، وتسعى للقضاء على محور تعتقد أنها في حرب معه وأن روسيا حددت السعودية على أنها المسؤولة عن العمليات الإرهابية في العالم”.) هذا هذيان و كلام انسان يعيش خارج التاريخ لان الحرب الامريكية الروسية مستعرة في الشرق الاوسط منذ سنوات بواسطة نوابهم (ايران –دول الخليج ) ووقودها القاعدة وفيلق بدر وحركة النصرة وعصائب الخزعلي وداعش واحزاب الله العراقية والجيش الحروالشعب البناني والعراقي واخيرا السوري ومنذ اكثر من ثلاثة سنوات تحاول روسيا وحليفتها ايران باستماته الاحتفاظ بمعاقلهم بسواحل شرق المتوسط ( سوريا ) بينما تحاول امريكا وحلفاءها ( دول الخليج و تركيا ) طردها منه باي ثمن لمد انبوب الغاز الخليجي الى اوربا والاستغناء عن الغاز الروسي وطرد ايران منها وقطع الحليب عن طفلها المدلل .........منذ عام 2003 ولهذا اليوم يدفع العراقيون ثمن الصراع الروسي الامريكي بواسطة اتباعهم السعوديون والايرانيون وها هي ايران اليوم تسيطر على جنوب العراق الشيعي بالكامل بينما تحاول امريكا انتزاع المناطق السنية منها باي ثمن وضمها لكردستان العراق الأمريكية حتى لقد رفضت امريكا تزويد الحكومة العراقية بالأسلحة المتقدمة خوفا من المليشيات الشيعية الموالية لايران والتي دمجت بالقوات المسلحة صوريا وبقت محتفظة بولائها لولي امر المسلمين الامام علي خامنئي .. ان الحقيقة التي يعرفها العالم ان الشعب العراقي (عدا الجزء الكردي) قد اصبح رهينه بيد (حركات ارهابية غير رسمية ومليشيات قتل رسميه وعصابات و مافيات فساد قادرة على تهريب مئات مليارات الدولارات من العراق) وهذه جميعا مدعومة من امريكا وروسيا ودول الخليج وايران .. وفي 7/11/2013 خرج رئيس الحكومة ليقول (لا نجد مصلحة في علاقات غير جيدة مع أية دولة ونعمل على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول) وهو يعتقد انه يقود دولة اسمها العراق وليس حلبة ملاكمة للصراعات الاقليمية والدولية اسمها العراق تستخدم فيها واكثر الاسلحة فتكا بتاريخ البشرية واقذرها الاسلحة المذهبية ( الطائفية ).. دولة فيها مليون وربع المليون جندي مدججين بعشرين مليار دولار تنفجر في عاصمتها عشرات السيارات المفخخة كل شهر ويهرب من سجونها المئات من عتاه الارهابيين في العالم وعاجزة عن حماية حدودها من الجهة السورية فقط ليس من الجيوش ولكن من عصابات ارهابية ( القاعدة –داعش ) وتتهم نصف شعبها بانه حاضنة للإرهاب وليس فيها وزير للداخلية او الدفاع و بلا جهاز مخابرات ولا استخبارات قراراتها الامنية مبنية على تقارير استخبارية غير حرفية يقدمها (المحافظون وشيوخ التسعينات) ويحتمي قادتها ورموزها الوطنية بالمليشيات ويحضرون استعراضاتهم ويغدقون الاموال عليهم ويرشحوهم للانتخابات البرلمانية (قيس الخزعلي ) ويفوزون ويصبحون وزراء ( هادي العامري ) ليذهبوا يقبلون ايادي قادة دول اخرى على طريقة المافيات ويتلقون الاوامر منهم . مثل هذا النظام السياسي الذي يقود دولة مهمة في الشرق الاوسط بهذه الطريقة الرثة لن يحترمه العالم لان الانقسام المجتمعي والطائفي والعرقي الحاد في العراق يجعل هذا النظام فاقدا لكل انواع الشرعية لانه نظام انتخابي غير ديمقراطي فحتى اكثر الانظمة دكتاتورية تجري انتخابات شكلية للحصول على تفويض شرعي من اجل قمع وقتل واستعباد الشعب باسم الشعب .ان المجتمع الدولي يحترم النظام الذي يحترم شعبه ويثق به لا النظام الذي يتهم نصف شعبه بالارهاب وبانهم حواظن للارهاب وخونه عندهم اجندات اجنبية ويذهب يستجدي القوى الكبرى من اجل ابادتهم والقضاء عليهم مثل هذا النظام سيكون دمية بيد القوى العظمى والاقليمية لا نه بلا ارض قويه يقف عليها وبلا حائط قوي يستند اليه وهذه الارض وهذا الحائط هم ابناء شعبه.. العالم يمكن ان يتغاضى عن حاكم قتل عشرات الالاف من مواطني الدول الاخرى ولكنه يحتقر الحاكم الذي يحارب ويقتل ابناء شعبه مثلما يحصل الان من قصف عشوائي لمدن الرمادي فالنظام السابق لم يحاكم لانه قنل الالاف الايرانيين والكويتيين لكنه حوكم على جرائم ارتكبها بحق ابناء شعبه فقط .. ومثل هكذا انظمة غارقة في القمع والفساد حينما يسمعها العالم تدعوا لإقامة مؤتمرات دولية لمحاربة الارهاب فستأخذ من باب الاستخفاف بعقول المجتمع الدولي الذي يعرف بالتفصيل ماذا يجري في العراق. فالعالم يرى الانقسام الطائفي الحاد في هذه المنطقة ماهو الا امتداد للانقسام الطائفي الحاد الذي حدث في العراق بعد 2003 على يد الاحزاب الدينية المتطرفة التي تدعمها ( النازية الاسلامية ) في ايران والسعودية وهذا الانقسام الطائفي هو الذي وفر البيئة المثالية لانتشار الارهاب المتطرف السني والشيعي وما يجري في سوريا منذ اكثر من ثلاث سنوات من مذابح هو مثال بشع لهذا الانقسام.. ان النظام السياسي الطائفي في العراق هو مصنع ( للتطرف والارهاب) وادخل العراق في صراعات داخلية واقليمية ودولية لاناقة له فيها ولا جمل تهدر فيها دماء ابناءه واموالهم ويضيع حاضرهم ومستقبلهم .. لقد اصبح السني المعتدل يخاف لانه يعتقد ان كل شيعي يحميه (النظام الشيعي التكفيري الايراني )فيذهب الى( النظام التكفيري السعودي ) ليوفر له الحماية مقابل ان يصبح متطرفا مثله وخادما عنده وان يكفر اخاه الشيعي العراقي ..وكذلك الشيعي المعتدل يخاف لانه يعتقد ان كل سني يحميه ( النظام السني التكفيري السعودي) فيذهب الى (النظام التكفيري الايراني) ليوفر له الحماية مقابل ان يصبح متطرف مثله وخادم عنده وان يكفر اخاه السني العراقي.. وبهذه الطريقة يصبح كل العراقيون متطرفون ارهابيون وقتلة ومجرمون في اللاوعي فعلى العراقيين ان يكونوا واعين واذكياء وهم ليس اقل ذكاء من الشعب المصري فهذا مخطط رهيب تنفذه الاحزاب الدينية في العراق بمساعدة اسيادها الاقليميين والدوليين هدفه ابادة العراقيين وتقسيم العراق الى كونتونات طائفية وعرفية وعشائرية من اجل عيون شركات الامريكية( شيفرون وكسون موبيل) واسرائيل وروسيا واتباعهم الصغار (السعودية وايران)..
مقالات اخرى للكاتب