تداولت العديد من المواقع الألكترونية خبرا مفاده أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قدم إعتذرا لرئيس إقليم كردستان الأستاذ مسعود البرزاني حول مابدر منه من ردود أفعال في أعقاب حادثة مقتل الاعلامي العراقي محمد بديوي الأسبوع الماضي. وقد علّل المالكي مابدر منه من تصرفات وبحسب الخبر الذي نٌسب الى مصدر في مكتب رئيس الأقليم الى أن المالكي كان يعتقد ان الجاني ينتسب الى القوة الأمنية التابعة للسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى!
وبرغم انه لم يتسنى تأكيد الخبر من مصادر رسمية إلا ان السكوت المطبق للمالكي ومكتبه لحد اللحظة وعدم تعليقهم على الخبر او نفيه يؤكد صحته! وفي ذلك طامة كبرى وكارثة مابعدها كارثة. وقبل الدخول في تحليل هذا الموقف فلابد من الأشارة الى أن المالكي لو كان صادقا في إعتذاره وبأنه فعلا لم يعلم بأن القاتل كردي بل هو من حماية السيد الحكيم فإن تلك مصيبة, وإن كان يكذب على البرزاني وذلك بأنه يعلم علم اليقين بأن القاتل كردي وينتمي للفوج الرئاسي فإن المصيبة حينها أعظم. إن دلالات هذا الإعتذار ومعطياته كثيرة وتميط اللثام عن العديد من الحقائق وعن سياسات و طبيعة رئيس الوزراء العراقي وكما يلي:
أولا: إن ردة فعل المالكي لم تكن بدواعي وطنية ومن موقع المسؤولية بإعتباره مسؤولا عن رعاية شؤون الرعية بل كانت لدوافع دنيئة ألا وهي تسقيط غريمه السياسي سماحة السيد عمار الحكيم.
ثانيا: إن الدم العراقي المراق لايعني شيئا للمالكي ولن يثير فيه أي إحاسيس وماهو الا سلعة يتاجر بها المالكي لتحقيق مكاسب سياسية , إذ يبدو من تبريره بأنه لو كان يعلم بأن الجاني كرديا فماكان هناك داع لذهابه لموقع الجريمة.
ثالثا: إن كان المالكي صادقا في إعتذاره فهذا يعني بان المالكي بلاقيم ولا أخلاق ولا مبادىء وهو الذي يرأس حزبا إسلاميا عريقا هو حزب الدعوة الأسلامية وهو الأمر الذي يلقي ظلالا من الشك حول حقيقة هذا الحزب وتوجهاته وأهدافه.
رابعا:إن كان المالكي كاذبا فهذا يعني بأنه تراجع عن مواقفه خوفا من الكورد وفي ذلك عار مابعده عار أن يعتذر رئيس دولة بهذا الشكل القبيح إذ كان عليه أن يعتذر بشكل آخر عن تأجيجه لنار الفتنة القومية.
خامسا: إن الأدعاءات التي ساقها اتباعه من سياسيين ومن كتاب مطبلين حول دوافع حضوره لموقع الجريمة الا وهي منع وقوع كارثة ومواجهة عسكرية بين عشيرة المغدور والفوج الرئاسي هي ادعاءات واهية فسبب حضور المالكي هو محاولته إستغلال الجريمة للنيل من السيد عمار الحكيم.
سادسا: إن هذه الواقعة كشفت مدى ضحالة المرتزقة وصناع الدكتاتورية الذين يحاولون تلميع صورة الدكتاتور وتبرير كافة تصرفاته وهي لاتنم الا عن عمى بصيرة بعد أن أعمت عيونهم عطايا السيد القائد.
سابعا: إن محاولة المالكي إستهداف السيد الحكيم دليل على خوفه منه وخوفه من خسارة الأنتخابات النيابية المقبلة لصالحه خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه المجلس في إنتخابات مجالس المحافطات الأخيرة وفضلا عن شخصية السيد الحكيم الذي نجح في مد جسور الثقة مع جميع المكونات العراقية بعكس المالكي.
ثامنا: إن إستهداف السيد الحكيم وفصيله الذي هو عضو أساسي في التحالف الوطني الشيعي يعني بأن المالكي لايمكن الوثوق به بل هو حاضر لفعل أي شيء للنيل من حلفائه فكيف سيكون الحال مع مناوئيه.
تاسعا: إ لجوء المالكي لهذه الأساليب الدنيئة في إستهداف مناوئيه تدل على أنه في وضع حرج وأنه خائف من نتائج الأنتخابات المقبلة التي ستكون على حسابه بلا شك.
عاشرا: إن هذا الوضع الحرج الذي يمر به المالكي والذي دفعه لمثل هذه الأفعال يدل على أن الرجل يمكنه أن يقدم على تأزيم الأوضاع ودفعها بإتجاه تأجيل الأنتخابات أو إعلان حالة الطوارىء في البلاد سعيا للبقاء أطول فترة ممكنة في الحكم.
أحد عشر: على القوى السياسية الأخرى ومن مختلف الأطياف وخاصة من التحالف الوطني ان تعي بأن المالكي سيستهدفها في الأيام المقبلة التي تسبق الأنتخابات فهو يشعر بأن القوى السياسية الشيعية تشكل أكبر خطر عليه لانها تنافسه على منصب رئيس الوزراء المحسوم عرفا للغالبية الشيعية.
وأخيرا فرجائي من كل مرتزقة المالكي أن يحفظوا القليل من ماء وجههم بأن يشجبوا تصرفه هذا وبالنسبة للمغفلين فليتهم يراجعوا أنفسهم وليعرفوا حقيقة هذا الرجل الذي لايتورع عن المتاجرة بدماء الشهداء وبإثارة الفتن وبإتباع وسائل غير أخلاقية في سبيل البقاء في السلطة وقد آن الأوان للشعب العراقي ليقول كلمته وليرمي المالكي لمزبلة التأريخ فعار على العراق أن يحكمه شخص بمثل هذا المستوى المتسافل.
مقالات اخرى للكاتب