قد يستغرب البعض عندما أقول جازما بخلوا العراق من العقول الاقتصادية والسياسية والا بماذا نفسر الازمة المالية الخانقة التي يمر بها وهي تقترب به من الانهيار والافلاس لا سامح الله وبالامس القريب يطلق على موازنته السنوية ب(الانفجارية)ان كلمة الانفجارية غطت على فشل مريع لأقتصاديي العراق وعجزهم هذا ان وجدوا اصلا .وما الازمة المالية التي يعانيها العراق الا دليل واضح على افلاسهم وعدم قدرتهم على النهوض السياسي والاقتصادي معا وليس هذا فحسب فمشورتهم وغبائهم رهنوا العراق لواجهتين مشبوهتين البنك والصندوق الدوليين .وعندما نقارن العراق هذا البلد الغني بكل شي الا عن هذه العقول المسماة اقتصادية مع بلدان عدة لم تصل ميزانيتها العامة الى ربع ميزانية العراق نجد انها رغم ضحالة ما رصد لها تعمل بالممكن والمستحيل وتستثمر وتحاول النهوض والعراق بوضعه الحالي ميزانيته مازالت تتفوق عليهم بأضعاف مضاعفة ولكنه يتقهقر وبحالة مزرية فيعترينا الالم والحزن كشعب مظلوم على سوء العمل والتخبط الاقتصادي والسياسي في بلدنا الغني وكأن العراق اصيب بالزلزال .في هذه المرحلة الحرجة والصعبة وفوقها خالية من الادمغة الاقتصادية المتجددة الحديثة القادرة على النهوض بواقع العراق المأساوي والغريب الكل يلهج بنغمة التسويق لكفاءات وتكنوقراط العراق اقتصادية وسياسية مرفقة بأسماء الجامعات التي تخرجوا منها متناسين عندما تقارن تلك الاوصاف الاكاديمية التي اسبغوها على انفسهم واسبغها عليهم المنتفعين منهم وتناسوا ان هذه الكفاءات بحسب زعمهم والتكنوقراط كلهم مجربون منذ السقوط حتى هذه اللحظة ومن المفروض (ان المجرب لا يجرب) فمنذ الحكومة الاولى التي شكلها (الاسود الابراهيمي) وصولا الى هذه الحكومة في نفس الخلطة وكلهم الحروف الثلاث تسبق اسمائهم (د.أ.م) فكانت هذه الحروف كالطلسم الذي حمل السحر الاسود والذي حل او اصاب العراق بالخراب وهكذا ما بين حرف الدال والنقطة والالف واضيف لهذين الحرفين حرف اخر وهو الميم اي المهندس والمحامي ومن على شاكله هذه النعوت والاوصاف قلنا وتلك الحروف الطلسمية التي سبقت اسمائهم وهي في حقيقتها فارغة من المضمون الا عن الفخر والتباهي الفارغ مقارنة بما حققوه على ارض الواقع فأنه لا شي يذكر وصفرا على الشمال .خلاصة القول طالما هذا هو وضع العراق واقعا شئنا ام ابينا لابد من وجود الرغبة الجادة بروح المسؤولية لدى صانع القرار السياسي كي يفكر مليا وعلى عجاله وليتحلى بالجرئه لان الوضع لا يتحمل اكثر من ذلك والاقدام على خطوة الاستعانة بخبرات خارجية من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي اي استقدام الخبرات الحديثة والمتجددة في هذا المجال على ان نستقدم من احد هذه البلدان محددة مثل روسيا والصين واليابان والجمهورية الاسلامية وحتى كوريا وتستبعد الخبرة الامريكية والبريطانية والفرنسية لانها خبرات شيطانية ستدخلنا في متاهات عويصة ومعقدة تنتهي وتصب بالواجهتين المشبوهتين البنك الدولي والصندوق.
مقالات اخرى للكاتب