مع استمرار تداعيات الازمة , في الاشتداد المتصاعد بالخوف والقلق , من عواقبها الوخيمة والخطيرة على رؤوس الجميع , برزت في الاونة الاخيرة مبادرات سياسية من اطراف متنفذة تملك مفاتيح الحل السياسي , ومن اجل الخروج من عنق الزجاجة , ومن النفق المسدود , الذي دفع العملية السياسية الى وشك الانهيار الكامل , واعلان ساعة وفاتها . ومن شأن هذه المبادرات اذا حالفها التوفيق والنجاح , ان تجنب البلاد نار الفتنة الطائفية , وتجنب الوقوع في الهاوية . وان عظم مسؤولية الاطراف السياسية المتنفذة كبيرة , في اتخاذ القرار السياسي الجريء والحاسم . الذي يمنح اكسير الحياة للمسار السياسي من الموت البطيء , وان مسؤولية انقاذ الشعب والوطن , تقع بشكل كامل على الكتل النيابية , وايضا على العقلاء والشرفاء بفتح باب المبادرات والحوار والتفاهم , وتهدئة الموقف الخطير , وبحث عن حلول عملية لرأب الصدع والشرخ الكبير , الذي نحر العملية السياسية لذبح , , وتبعد الكارثة المحتملة التي قد تعصف بالبلاد . بلا شك هناك اطراف سياسية وجهات معادية للشعب , لا تريد التهدئة والحل وليس من مصلحتها فتح قنوات التفاهم والحوار , وتعمل على تأجيج المناخ السياسي بالتأزم بالنعرات الطائفية والفتن , وجر البلاد الى اغراضها واهدافها السياسية , حتى يتحقق لها نشوب الحرب الاهلية وقتل الناس الابرياء, ثم تخريب الوطن بابقاء النيران مشتعلة في كل مكان . ان الوضع السياسي وصل الى منعطفات خطيرة , وقد ينجر الى نتائج لا تحمد عقباه . اننا امام معضلة خطيرة واذا استمر الوضع الحالي سيقودنا الى ان يكون صوت التطرف والتشنج يعلو على صوت العقل والحكمة , فان المسؤولية تقع على الجميع في انقاذ الوطن من الانهيار , في طرح عدة مبادرات واقعية ومعقولة , ومن شأنها اطفاء النيران , وتنقذ من الاحتمالات السوداوية التي تخيم في سماء الوطن , قد تصيب الناس الابرياء في طاعونها المخيف , ان المسؤولية القصوى ,ليس في طرح المبادرات لذر الرماد في العيون , والمراهنة على كسب الوقت بالضحك على الذقون , يجب ان تكون هذه المبادرات حقيقية وجدية وصادقة ونزيهة , ومن هذا المنطلق يجب ان تكون الدعوة او المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء في السابع من هذا الشهر ( نيسان ) الذي دعا فيها الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة , للخروج من الازمة السياسية الراهنة , وكذلك مبادرة السيد النجيفي رئيس البرلمان العراقي , حيث اطلق مبادرة متكاملة , والتي تنص على عدة نقاط , بهدف الخروج من المأزق الخطير واحتواء الازمة السياسية الطاحنة , ومبادرته تشمل : على استقالة الحكومة وحل البرلمان , واجراء انتخابات برلمانية مبكرة تحت اشراف حكومة مستقلة لا تشترك في الانتخابات , والدعوة الى المفوضية العليا للانتخابات , الى التهيؤ لاجراء الانتخابات المبكرة , ان هذه المبادرات والدعوات , اذا طبقت على الواقع السياسي , واذا اتفق الجميع عليها , فانها من شأنها اطفاء النيران , وتلمس بوادر الانفراج في الازمة الطاحنة , اما اذا طرحت لكسب الوقت او للاعلام فقط , او من اجل امتصاص النقمة والسخط الشعبي العارم , او لمرور العاصفة السياسية الهوجاء , ثم تعود حليمة الى عادتها القديمة , فان الوضع المتأزم لايحتمل التماطل والتسويف والتماهل ومشاغلة المواطنين بالبالونات السياسية الجوفاء , يعني تكريس النيران المشتعلة , لذا فان مهمة الاسراع في الحل في انقاذ البلاد , صارت حاجة ملحة وماسة اكثر من اي وقت مضى , لابد ان تاخذ هذه المبادرات طريقها للعمل والتنفيذ , وخاصة صدرت من اعلاء الشخصيات في الدولة العراقية , هنا يكمن قيمتها وصداها من اجل تفعيلها الان وليس غدا.