Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الفيس بووك في العراق ،ثلاجة الموتى
الأربعاء, نيسان 30, 2014
عزيز الحافظ

اي بداية اكتب وانمّق وأختار واستطيع التركيز؟ أي كلمات جميلة الحزن صادقة المعاني باسقة الآلم لاتريد ان تقبضها قبضة اناملي لتكون هنا شاهدا على سيول مدمرة من احزان كل يوم في العراق؟ لاداعي للتساؤل ومخالطة الريبة ومعانقة الحيرة......فإنا أملك السؤال وأملك الجواب واملك بينهما دموعا ليس مُهماً إنها على آهبة الإستعداد العسكري لتلبية نداء الواجب اليومي!! من غرابة التطور أنه في العراق بعد كل الحرمان صرنا لانستغرب ان تكون بائعة الفجل المحترمة المهنة الأمية تملك هاتفا نقالا تعرف كيف تضغط على زر الإجابة والسبب لكي يطمئن عليها آهلها من مصير مجهولية كل يوم في العراق... لذا دخل الفيس بووك حياتنا كالعالم وأحدث نقلة نوعية وتواصلا إعذروني إذا كنت آرى الجانب الإيجابي المشرق فيه فقط... لان كل منا ينظر لجهة قصده ومرامه ورؤيته لإي مايفعل...ومن اغرب الغرائب في حياة الفيس بووك العراقي، علما لإني وضعت هذا التصنيف الإقليمي له...أنه في العراق صار ثلاجة وليس مقبرة لصور الموتى!! فما يكاد العراقي الباقي على قيد الحياة يسمع بوفاة آحد من معارفه حتى يبادر فورا لوضع صورته في الفيس بووك! متناسيا ان تلك البسمات للميت وصورة إشراقة عينيه وشبابه وهو الغالي تمزق البطين والآذين وشغاف القلب بل تقلع الصورة بمخالبها ، القلب نفسه من قفصه الصدري!! فأنت تتامل حيا أصبح ميتا وبتراجيديا لم ترسمها براعات هوليوود نفسها...كنت قد كتبت نفس الموضوع قبل سنوات (أيها البحارنة الأعزاء لا تنشروا صور شبابكم الشهداء) وعذرا إن أقتبست بعض ماكتبت لإن ظاهرة النعي العراقي الفيس بووكي ظاهرة ربما اجد سطوعها عراقيا قبل اي دولة في الكون!!

ألا يخجل الموت من التربّص بالاطفال والشباب والنساء ؟. إنكم تؤلموننا وتؤذوننا وتسحقون صمتنا وصمم أسماعنا بنشر صور شبابكم الذين رحلوا بتراجيديات نسمع كل يوم لها لونا جديدا وسيناريو مستحدثا وتوصيفا غريبا حتى عن التداول نستذوق حزنه القاتم في شفاه أحداقنا وتجعلون مسيرة الدموع تتموج وتتعرج بمسارها من أحداق عيوننا وتقّرح اجفاننا ومآقيها الى قلوبنا تهزّ فيها نخوّة النزف اليومي معكم دون جدوى!! نحن العراقيون أقرب للالم والحزن من حبل الوريد لاننا نعرف عندما تتعانق الاهات والحسرات في مسيرة دم نازف مع غياب ترسمونه لنا بخبر يذوب لإطلالة شاب في مقتبل العمر أو مغادر لسن الطفولة يفرح قلب امه بنشأته لحظة ولحظة لترسله الأقدار معانقا شهقة أب وانفطار قلب ام دائمة النظر للمستقبل المرسوم لوليدها ... يفارق امانيه ومستقبله وهواياته وتبقى لامه ذكريات ملابسه المعلّقة في الاحداق لافي دواليب الملابس، يقينا كانت تشمّ تلك الملابس وتفكر في نوع العطر الذي ستطيبها به، وإذا رحيق الشهادة يعطّربشذاه ذاك جسد المجد المظلوم الموسوم شابا حتى كتبه المدرسية تنادي فراق يديه للابد من دون جدوى ويبقى أصدقاؤه يتداولون الدموع بدل الحوار سنوات ليتشظى عندهم حب الوطن الذي يمحق كرامتهم برصاصه وهوج أفعال مدروس العنف. وكنت أيضا من باب تحسس الألم اليومي كتبت قصة بعنوان ( ثلاجة الموتى) وفعلا هاهي صفحات الفيس بووك تتعطر بصور ضحايا الانفجار في مدينة خانقين العزيزة عندما اندس همجي حقود بين جموع محتفلة بحب الرئيس الطالباني وهم يرونه لاول مرة بعد وعكته الصحية... ليدمر ويقتل العشرات وفيهم من تخرّج لتوه.. شباب تبحث الدموع عن دم لتبكيهم.. فهل عرفتم لماذا الفيس بووك العراقي اليوم هو ثلاجة الموتى؟ فليدرسها علماء الإجتماع والظواهر الكونية والبيئيون لايهم.. والمهتمين والمستشارين وإعذروني إني قد قفلت حسابي في الفيس بووك لإني آرى بالعين مالايصدمني بالشاشة الكمبيوترية من حزن دافق كل يوم! الرحمة لمظلومي العراق والصبر والسلوان للبطون التي انجبتهم وضّيعت الأحزان لاغير، معالم المحاجر والاجفان فيهّن..من شدة بكاء الفراق.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35931
Total : 101