استذكر الراحل صاحب شركة ابل للالكترونيات الذي رحل منذ اكثر من سنة وهو من اصل سوري رحل ابوه الى امريكا وكان هذا المفكر من اعظم الاشخاص الذين شاركوا في تطوير الكمبيوتر اجهزة الهاتف المحمول وغيرها من الاجهزة العلمية في مجال الكمبيوتر والاتصالات والانترنيت فلو بقى في سوريا هل يمكن ان تتاح له موهبة العلمية ويقدم مخترعاته كذلك الراحلة العظيمة المعمارية زها حديد العراقية التي ابدعت في مجال العمارة لان هولاء المبدعين تتاح لهم في تلك البلدان الغربية كل المجالات لكي يبدعوا ويطوروا امكانياتهم من اجل خدمة وتطوير العلوم والتصاميم واستذكر الان ان مركز التجارة في سيول عندما يمر عليه الكوريون ينطقون اسم زها حديد بصعوبة لانها مصممة هذا الصرح المعماري العظيم فلو بقيت في العراق هل تتاح لها ذلك كلا والف كلا . ان من الظواهر الطبيعية والايجابية التي يشهدنا عالمنا اليوم المؤتمرات الفكرية التي تعقد لدراسة حالة الاسلام واحوال المسلمين ولتدارس مستقبل الشعوب الاسلامية ومكانتها بين الامم والحضارات وموقعها في خريطة الصراء العالمي هو نصيبها في الاسهام الحضاري في المستقبل القريب والبعيد انها ظاهرة طيبة وايجابية لانها ثمرة الوعي بالذات الذي يلي الحصول على الاستقلال والتعرف على المواريث والامكانيات ولانها تعكس بلوغ الانسان المسلم المعاصر سن الرشد ودور النضج فلم يعد مبهورا” ولا مندهشا” بالحضارة الغربية ويرى فيها التوحد والانفراد لطرح الحلول مشاكل الانسان ويعتقد ان صلاحها للعطاء الجديد والتفاعل خالد على مر الزمان كما اعتقدت سابقا” اجيال دون ان نلتمس ما بهذه الحضارة الغربية من سلبيات لمن الشيء غير الطيب وغير الايجابي ان العديد من هذه المؤتمرات الاسلامية على خطورة ماتطرح من قضايا على اهمية ماتصدر من توصيات لاتلفت نظر الباحثين والمفكرين والنقاد الى الحد الذي يدعوهم الى تناول اعمالها بما تستحقه من جدية توازي ما يطرح فيها من تصورات ويتخذ فيها من قرارات وهذا الموقف الذي يفتقر الى الاهتمام بهذه المؤتمرات ويفتقد الى الموقف النقدي الشجاع لما يطرح فيها من تصورات سيقودنا حتما” الى احدى النتيجتين امام تذبل تلك الجهود وتضيع ايجابياتها وتلك خسارة محققة واما ان نفاجأ باخذه بكثير من قرارات هذه المؤتمرات التي تسهم فيها حكومات ويشارك فيها الكثير من ذوي المسؤولية والسلطان يومها نكتشف ان العديد من هذه القرارات قاصر او ضار او لايعبر عن الفكر الذي تتطلبه حركة التطور والتطوير لعالمنا العربي والاسلامي من الواقع الراهن الى الوضع المامؤل ونكتشف يومها بعد فوات الاوان ان فكرة هذه المؤتمرات لايعبر عن التيار المستنير والتطور في عالمنا الاسلامي واقراراتها وتوصياتها لاتصمد كثيرا” ولاتعيش طويلا” اذا هي عرضت على حقائق الفكر الاسلامي المستنير رغم انها اتخذت في مؤتمرات اسلامية رفعت عاليا” رايات الاسلام فالمؤتمر العالمي الاول للتعليم الاسلامي الذي عقد في مكة قد مر انعقادة ومر توصياته دون ان تحظى بالدراسة النقدية الجادة وذلك على الرغم من خطورة توصياته التي اصدرها 313 عضوا” شاركوا فيه ومثلوا بمشاركتهم هذه 40 بلدا” اسلاميا” وبينهم العديد من القادة والمسؤولين على العملية التعليمية في العالم العربي والاسلامي وعلى الرغم ان الابحاث التي قدمت الى المؤتمر قد جاوزت 150 كلها هذا الجهد لما فيه وبما له وما عليه قد مر دون دراسة جادة ودون نقد موضوعي يلقي الضوء على الاتجاه الذي تبشر به مثل هذه المؤتمرات وبسهم في بعث اليقظة الفكرية تجاه مايطرح في الساحة من حلول وما يقدم لهذه الامة من اطواق الايجابيات والتناقضات الذي يلغيها والى جانب الايجابيات في هذا المؤتمر التي تجسد وعينا بذاتنا الحضارية فقد تحدثت توصيات المؤتمر عن تقسيم للعلوم سارت فيه على هدي المراقف الذي استقر عليه المفكرون العرب والمسلمون عندما قسموا العلوم الى علوم شرعية واخرى غير شرعية فكان بين توصيات المؤتمر توصية تدعو الى تصنيف العلوم الى نوعين أ- العلوم القائمة على الوحي المتمثلة في علوم القران والسنة وما يستنبط منها مع ملاحظة اللغة العربية التي هي مفتاح فهم القران والسنة ب- العلوم الاخرى كالعلوم الكونية القائمة على التجريب وعلوم الاداب والاجتماع والتربية وما الى ذلك من معارف مكتسبة وتبع ذلك ايضا” حديث المؤتمر في المفاهيم والتصورات والاهداف عن ان مصادر المعرفة فالتصور الاسلامي نوعان اولهما الوحي وثانيهما العقل لكن هذه الايجابيات التي نسجلها لهذا المؤتمر قد عادت التنوصيات الاخرى لتسلبها فعلها وفعالياتها وتوالت القرارات التي تلغيها وتمحوا اثارها وذلك عندما طرح المؤتمر وركز في توصياته على تلك القضية الخطيرة قضية علاقة الاسلام كدين بالعلوم التجريبية وما ماثلها من علوم لاتستمد اصولها ونشأتها من الوحي الالهي والسنة النبوية الشريفة هنا طرح المؤتمر هذه القضية الخطيرة واتخذ فيها اخطر القرارات فمحا بذلك ماقدمت بعض توصياته من ايجابيات واغفال التمييز بين الاسلام كدين وبين الاسلام كحضارة لقد عاد المؤتمر وهو يتحدث عن المفاهيم والتصورات والاهداف فوقع في الخطأ الفكري الذي يخلط اصحابة بينما هو دين وما هو علوم دينية شرعية مصدرها الوحي وموضوعها اصول الدينا واركانه وعباداته وبينما هو حضارة وما هي علوم اسلامية بالمعنى الحضاري موضوعها كل ماعدا موضوعات علوم الدين من ميادين للمعرفة الانسانية ومجالات عقل الانسان ونظره وتدبره وتامله عاد المؤتمر في هذا الخطا وذلك الخلط فطالت توصياته ( تلتقي علوم الشريعه مع الطب والهندسة والرياضيات والتربية وعلم النفس والاجتماع …. الخ في انها كلها علوم اسلامية مادامت داخل الاطار الاسلامي ومتفقة مع تصوره ومفهومه وملتزمة باحكامه وتعليماته ) وزاد المؤتمر في هذه الفكره وضوحا” عندما تحدث ان للاسلام تصورا” محددا” هو الذي يحدد اسلامية هذه العلوم غير الشرعية وعدم اسلاميتها فقال ( ان للاسلام تصورا ” عاما” شاملا” تنبثق منه فلسفة تعليمية وتربوية قائمة بداتها ومتميزه عن غيرها لذا فأن نظام التعليم التعليم الاسلامي يجب ان يقوم على اساس هذا التصور الخاص المتميز ) ثم حدد المؤتمر ان نطاق الاشتراك والاستفادة مع غير المسلمين ومهم في هذه العلوم هو نطاق الوسائل فقط فقال اما الوسائل فلا ضير من الاستفادة منها في التجارب البشرية الناجحة مادامت لاتصطدم هذه التصور الاسلامي ولاتناقضه وبناء” على هذا الفهم وانطلاقا” منه كان تقييم المؤتمر لمدى تحقق الاسلام في ميدان العملية العملية والتربوية في العالم الاسلامي فكان حكمه في مجافاة هذه العملية الاسلامية لابتعاد العلوم فيها عن التصور الاسلامي بل لقد اعتبر ان الواقع غير الاسلامي في المؤسسات التعليمية عند المسلمين هو اهم سبب لاتعقاد المؤتمر فنصت مقدمة قراراته على ان الاوضاع القائمة في المؤسسات التربوية والتعليمية الحالية في معضم بلاد العالم الاسلامي لاتمثل الصورة الاسلامية الصحيحة ولاتقوم بدورها الواجب بتشاة الاجيال على هدى الاسلام عقيدة وتصورا” وسلوكا” بالاضافة الى ما دخل في التعليم من افكار وتصورات مناقضة للدين ومعادية له ثم تأتي اكثر توصيات المؤتمر خطوره التوصية الـ15 فتطلب صياغة للعلوم التجريبية تجعلها مؤمنة بعد ان كفرت اوكادت ان تقول يوصي المؤتمر باعادة صياغة العلوم التجريبية صياغة واسلامية وصياغة هذه الحقائق بما لا يخالف العقيدة ان هذه الدعوات بحاجة الى دراسة خاصتا” في مجال العلوم الصرفة لانعتقد ان هناك من يجادل او يخالف في اننا في ميدان البحث العلمي متخلفون متخلفون متخلفون سؤاء اكان النموذج الذي تقارن به حالنا بالمريكا او اوربا الراسمالية او الاشتراكية فل هو كبيره في مراكز البحث العلمي وان دوائر البحث العلمي في بلادنا يكاد ان يقف في معضمه عند متابعة ابحاث الاخرين والالمام بانبائهم وفتوحاتهم في هذا الميدان وليس الاسهام في الابداع والخلق فمنذ عدة قرون في اعقاب الاحتكاك العنيف بين الغرب وبيننا خلال الحروب الصليبية كنا نمثل نحن مركز الحضارة والتقدم والاستنارة وكانت اوربا ميدتن الجهل والتخلف والبدائية لكن اوربا استثمرت فكرنا وتراثنا واتخذت منه سبيلا” لاكتشاف تراثنا القديم الذي حفضناه نحن وطورناه فعرفت ارسطوا من خلال ابن رشد وتعرفت على مكوناتها الحضارية من خلال اثارنا في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة والعلوم ثم لم تلبث ان وعت ذاتها فاستقلت بالملامح التي ميزت حضارتها واصبحت صلاتها مباشرة من تراثها دون وساطه من الفكر العرابي الاسلامي والت يبداءت بها رحلة التقدم والاضافة ثم التفوق الان وعندما صنعت اوربا ذلك لم تسلم مسيرتها هذه من التجريح ولم ينجوا روادها من الاتهام ولم يخل طريقها من العقبات بل الضحايا فقط وقفت الكنيسة موقف العداء من علوم العرب وفكر المسلمين ورات هذه العلوم هرطقه تصادم العقيدة المسيحية وتخالف التصور المسيحي للكون فحرمت ابن رشد واحرقت كتبه وحكمت بالكفر على تلاميذه وسعت الى فرض وصايتها على دوائر الفكر والبحث العالمي بحجة ان للمسيحية تصورات محددة في ميادين العلم تجعل بعض العلوم النظريات وتجعل البعض الاخر مجرا” من الايمان وقصة الكنيسة مع نظرية كروية الارض ودورانها ومع ابحاث الوراثة والنشوء والارتقاء اشهر من ان تحتاج الى تفصيل هنا نتسائل فيما اذا كان سيحدث لاوربا لو فرضت على عقلها العلمي ومركز البحث فيها قيود من خارج نطاق مراكو البحث هذه هل كان ستعوض تخلفها ثم تدخل عصر نهضتنا ثم نقفز الى مكانها الان وماذا كان سيحدث لو نجح رجال الدين في فرض وصايتهم فاستبعدوا هذا النظرية ومنعوا الاستمرار في هذا البحث وطلبوا التوقف عن متابعة اختبار هذه الفروض ونعود الى المؤتمر المذكور الذي يوصي بالاهتمام بالحقائق النهائية والابتعاد عن الافروض والاحتمالات ان ابحاث العلماء وممارسات المفكرين والتجربة الانسائية الحديثة ان الشك هو الطريق الى اليقين وان الفروض والاحتمالات والخيال العلمي الجامح والشوق العلمي المحلق والحر والمعاناة الطليقة من كل القيود كلها خطوات لابد منها في درب الذين يبغون امساك الحقائق النهائية وبلورة النظريات وكان الجــــــاحظ 255-150 هـ الى الحديث عن الشك في البحث سبق ديكارت 1596-1650 م بقرون عدة وكان الطابع الاسلامي الواضح بفكرة هذه الصلة الوثيقة بين هذا المنهج الذي اشار اليه وبين الاصوال الاسلاميه الاولى فالامر عند الجاحظ ليس امر شك يعرض لك فتعتبرة الى اليقين بل دعوى الى البحث عن مواطن الشك وحث على ان يقصد اليها الباحث عن عمد وتخطيط فهو يدعوا المفكرين والعلماء الى الشك والى معرفة ومواطنه ومواضيعه والى اكتشاف اسبابه بل يدعوا الى تعلم هذه الامور اي تعلم الشك باعتباره علما” يقصد الى تعلمه العلماء يطلب ذلك من قارئ فيقول (فعرف مواضع الشك وحالاتها الموجبه له لتعرف بها مواضع اليقين والحلات الموجبه له وتعلم الشك في المشكوك فيه تعلما” فلو لم يكن في ذلك الا تعرف التوقف ثم التثبت لقد كان ذلك مما يحتاج اليه ) لقد بلغ الامر بمنهج الشك هذا في الحضارة الاسلامية الى الامر الذي جعل فيها الواجب الاول على الانسان فالبعض يرى ان الواجب الاول على الانسان هو النظر بما في هذا النظر من يقين وشك يقود الى اليقين والبعض يرى ان الواجب الاول على الانسان هو الشك لانه هو المقدمة الضرورية الى اليقين واختم هذا البحث ان مخترع الكهرباء ديمس واط ضل في تجاربه ( الشك ) الى ان حصل على النجاح وهو اليقين حيث جرب 1013 مرة تجاربه الى ان نجح في اختراع الكهرباء.
مقالات اخرى للكاتب