عندما يغيب الحرص الوطني والمسؤولية تجاه الشعب , من اصحاب الشأن وبيدهم والحل والربط ومقدرات الوطن , يكون كل شيئ مباح وحلال وشرعي , اذا نويت ان تصبح افعى من افاعي الفساد . عليك اولا ان تنزع وتخلع الضمير والوجدان , حتى يتيح لك ان تفعل ما تشاء وما تريد وترغب , بضمير ووجدان ميت , فانت مصان ومعزز ومكرم ومقدر , وبعيد عن طائلة القانون وعوائقه , لك كل الشرعية الكاملة بما تفعل وتصبح من زمرة اللغف والشفط والسحت الحرام . هكذا اختفت وضاعت المليارات الدولارات , وهربت الى الخارج بطرق قانونية ملتوية وذكية قائقة الذكاء , هذه الشريعة الجديدة سننها بكل مهارة افعال واعمال الصعاليك الجدد , الذين يتلاعبون في المناخ السياسي , وبمصير المساكين والمظلومين من المواطنين , . فقد ابتلى العراق الجديد , بهؤلاء الزمر المدجنة والمصطنعة بالخبث والدهاء , الذين حولوا العراق الى صحراء قاحلة , تذر فيها العوصف الترابية والرملية , لان الفساد صار دينهم الحنيف , وبوصلتهم السياسية , ومعيارهم في الحكم , وبذلك صاروا فرسان العصر للزمن الرديء والتعيس , وصار العراق يغوص في اسفل قاع الحضيض , , فلا امان ولا امن ولا نظام ولا استقرار , وانما موجود عنف دموي يحصد الابرياء , وموجود فساد يحارب الارزاق ولقمة العيش , ويسرق قوت الشعب وينهب اموال الوطن المفجوع , , وتقرير منظمة الشفافية الدولية , يكشف عن عورتهم , وينزع عنهم قناع الكذب والدجل , ويمثل هذا التقرير وصمة عار في جبينهم , , ويكشف عن الوجه القبيح للفساد, وهو يشير بان العراق أسوأ دولة في المعمورة , بغياب قانون الدولة الذي يكافح الفساد , وفقدان المتابعة والجهد الحكومي , بل يشير التقرير الى الدعم الكامل لعمليات النهب وتهريب الاموال , مما زاد الوضع المعاشي اكثر تدهورا نحو الفقر المدقع وزيادة نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر بحرمان كامل من ابسط متطلبات المعيشة , وقد تجاوزت النسبة 23% من السكان , مما جعل العراق في اسفل القائمة من الدول اكثر فسادا , فقد احتل المرتبة 169 من مجموع 175 من دول المعمورة , . وان عدد العاطلين عن العمل بين 25% الى 30 % من السكان العاطلين , هذا الوضع المأساوي لزمن الصعاليك , الذين لاهم لهم , سوى توسيع مملكتهم المالية , , بينما السيد الشهرستاني يعزف على معزوفة من الجنون والاحتيال , كأنه يعيش في كوكب اخر بعيدا عن العراق بعد السماء عن الارض , او كأنه يتعامل مع شعب مغفل وجاهل وغبي وعبيط لآ يفهم من مستلزمات الحياة شيئا , بهذا الاستخفاف والاستهترار واستفزاز المشاعر والعقول , يتحدث عن تزايد رفاه ورخاء الشعب وتمتعه بالحياة الكريمة , وان مشكلة الفقر , مشكلة موقتة , سرعان ما تزول من العراق نهائيا , طالما سيوفر فرص عمل ل ( 10 ) ملايين عاطل عن العمل , وان الامور بخير وهناء وتسير على خير ما يرام , لقد عودنا الشهرستاني ( فارس العصر ) على صناعة الكذب بشكلها البذيء والغبي , والذي يثير الضحك والسخرية والاحباط من هكذا نماذج تعيش في برج عالي , لاتعرف من هموم وشجون المواطن , لكن علينا ان نطرح السؤال المهم . لماذا اقليم كردستان بمليار دولار فقط زاد من تجهيز الكهرباء بطاقة ( 2 ) الفين ميغاواط , بينما العراق انجز زيادة الكهرباء بطاقة الف ميغاواط بمبلغ ( 27 ) مليار دولار !!؟؟ هل يستطيع ان يطلع الشعب يصارحه صراحة الرجال؟ من سرق هذه المليارات يا فارس العصر ؟ ؟ وهذا ماكشفه التقرير الدولي صراحة , وهو ويشير الى اصابع الاتهام واضحة الى الحكومة والقائمين على شؤون وزارة الكهرباء.