Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بين انياب الغربة
الاثنين, حزيران 30, 2014
منال داود العكيدي

خنقتها العبرة وهي تدير صوت المذياع على اغنية قديمة طالما ترددت على اسماعنا دون ان ندرك مغزاها وكأن رضا الخياط كان يتنبأ بأنه سيأتي يوم على العراقيين يحلمون بالوطن ويستنشقون عبيره على هديل حمائمه المهاجرة لم تستطع ان تكمل الاغنية وبالكاد وصلت الى المذياع لتغلقه بعنف قبل ان تنهار !!


قالت في نفسها لو انني حصلت على نصف ما اعيشه الان لما برحت ارض وطني لحظة واحدة فلا معنى لكل الذي اعيشه بعيدا عن بلدي ودون احبائي !! اعادت رأسها الى الخلف وبدأ شريط الذكرى يدور ليقف عند الليلة التي خرجوا فيها من بغداد كانوا خائفين من المجهول ولكنهم مضطرون للمغادرة قبل ان تنالهم احدى رصاصات الغدر من مرتزق قذر .. لم يكن يدر في خلدها انها ستترك بلدها يوما و تأتي للعيش في كنف الغربة وتحت سياط ذلها عانوا كثيرا هي وزوجها حتى حصلوا على عمل يسد رمقهم في احد المطاعم وهاهم بالكاد يرون اولادهم بعد عمل يستمر (12 ساعة) في احسن الاحوال ولكنها فكرت وهي تقول لنفسها انا لا اختلف عن المهاجرين الاخرين الذين يقبعون تحت اسقف الشتات والتي سعوا اليها بأرجلهم مخلفين وراءهم الاهل و الاحبة هكذا كانت تعزي نفسها دائما وتنتظر فرصة اخيرة تعيدها الى احضان الوطن العزيز!

حين تختنق الاحلام بدخان القنابل ويحكم الموت قبضته في وطن ينوء بأبنائه لا يبقى سوى خيار واحد هو الهجرة والعيش في كنف وطن مستعار مودعين احلاما و امالا بين ثنايا جراحات الوطن التي لن تبرا قط بل انها في تزايد مستمر فالأيام ما زالت حبلى بالإحداث الدامية التي تمعن في ماساته وتعقد قضيته وتمضغ ابناءه وقودا لاستعارها . ولعل من يتحمل حصة الاسد في المنافي القسرية هي المرأة العراقية كالعادة فهي الخاسر الاكبر والحلقة الاوهن في الحل والترحال فان كانت اما تثكل وان كانت زوجة فترمل وان كانت ابنة فتيتم وان هاجرت عاشت غريبة بعيدة عن مرتع صباها تنسلخ عن واقعها لتبدأ حياة لم تكن من اختيارها وتمضي قدما في العمل وتربية الابناء والمحافظة على هويتهم من شيزوفرينيا القيم والعادات والثقافات الغريبة المتنوعة ، بل ان الامر لا يقف عند ذلك فنجدها تتعرض لشتى اصناف العنف والاستغلال بأنواعه فضلا عن المشاكل النفسية التي تصاحب عملية التأقلم مع المحيط والتعايش مع كل افرازاته سواء كانت سلبية ام ايجابية .. وحتى نكون منصفين لا بد لنا من القول ان واقع الغربة والسفر الى المجهول يطال الجميع وليس فقط المرأة فالرجل ايضا يتحمل عبئا كبيرا في تأمين مستلزمات العيش لنفسه او لأسرته يستوي في ذلك المهاجر طوعا لأسباب دراسية او اقتصادية او للحصول على أي منفعة ذاتية اخرى او المهجر جبرا او اضطرارا لأسباب سياسية او طائفية او امنية او قانونية وتؤكد الاحصائيات الرسمية ان اغلب العراقيين كانوا من المهجرين الذين لم يختاروا الابتعاد عن وطنهم غير ان ظروفا عصفت بهم اجبرتهم على اختيار الهجرة طريقا مكرهين متحملين كافة المشكلات والعوائق التي تواجههم منذ لحظة اتخاذهم قرار الرحيل فهم مقبلون على مجتمعات جديدة تختلف كليا عن مجتمعهم الذي انسلخوا عنه لذلك فهم يواجهون تحديات حقيقية في المحافظة على قيمهم والانخراط في المجتمعات الجديدة دون التأثر بها من ناحية العادات والتقاليد التي فرضتها المبادئ الاسلامية او الاعراف الاجتماعية بيد انه في كثير من الاحيان نرى ان بعض الاسر وكنتيجة للمد الثقافي نجدها عاجزة عن عصمة ابنائها بل ونفسها من الانصهار في الواقع الجديد والوقوع في المحظور فنراها تبتعد عن تركيبتها الاجتماعية التي عاشتها في الماضي وتنطلق في حياة جديدة كليا لا علاقة لها ببيئتها الحقيقية مخلفة الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية التي تؤول في اغلب الاحيان الى زوال الاسرة وتفككها . ومن المؤسف القول ان اعداد العراقيين المهجرين في الاونة الاخيرة اخذت بالزيادة المستمرة بسبب تداعيات الوضع السياسي و الامني الذي القى بظلاله على النزوع والرغبة في ترك الوطن والبحث عن عوالم جديدة تحتضنهم بعد ان ساد الايمان بان البعد عن العراق الذي بات يلتهم ابناءه " غنيمة " وعليهم ان يسعوا في الارض ومناكبها علهم يجدون وطنا حانيا يؤسسون فيه لواقع جديد بعيدا عن نيران الانفجارات والمفخخات بل ان تلك العقيدة طالت حتى المواطنين الذين مازالوا يقبعون فيه فباتوا يتحسرون على فرصة للهجرة بأي شكل من الاشكال لذلك ظهرت على السطح بوادر اللامبالاة وعدم الشعور بالانتماء الى الوطن بل انهم اصبحوا يتطلعون للعيش في حالة اغتراب مهما كانت نتائجها وصعوباتها وما ان تكون تلك الفرصة بين ايديهم حتى يبدأ التباكي على الوطن الجريح ويظهر المستشعرون ليكتبوا عن " الهوم سك" و الارصفة الغريبة التي نائت باقدامهم المتعبة وترهات كثيرة عن شعور زائف وحنين واهم ... ان ما آلت اليه هذه الظروف افرزت واقعا مقلقا ومخيفا خلف جيلاً جديداً ثقافته الهجرة و احلامه السفر وهدفه اللجوء فآماله توقفت عند ذلك واخشى ان يأتي يوما يكون المهاجرون من العراق اكثر من المقيمين داخله فيصبح بلدا خاويا خاليا من ابنائه الذين تنكروا له وفضلوا فتات الغربة على كرامة وطنهم الذي هو احوج ما يكون الى ابنائه الان لإعادة اعماره وبنائه فان تركوه فمن الذي سيبنيه من بعدهم !؟ انها ليست دعوة للموت والاحتراق بنار الوطن و انما هي دعوة للتكاتف وتضافر الجهود من اجل نبذ ثقافة الهروب ومعالجة نزف الهجرة الذي لا ينقطع معالجة منطقية بدءا من اسبابها الامنية و النفسية والاجتماعية والاقتصادية و التأسيس لإنسان يحترم وطنيته ويعتز بتراب ارضه بعد ان تحترمه الدولة وتمنحه حقوقه كاملة لتشعره بقيمته العليا و بأهميته الكبيرة في بناء وطنه كعضو لا يمكن الاستغناء عنه لا ان تتركه فريسة بين انياب الغربة.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50924
Total : 101