قيل والعهده على الراوي ان رجل من اهل الازمنه السالفه ولدت لفرسه مهره جميله شقراء ذات ناصيه لاتبعث الشؤوم وقوائم مستقيمه وبطن ضامره وغرة بيضاء مما جعلها محط انظار الفرسان , وبما انه من أقل أهل القريه معرفة باصول ومواصفات الخيول وأخرهم في اداء واجبات الفروسيه , فقد اصبحت تلك المهره موضع التنافس بين الشباب وكل منهم يمني النفس بشراءها , عرض أحدهم قطيع من الاغنام ثمنا لها وقدم الاخر مجموعة من النياق لمقايضة مالكها وثالث اغلى سعرها نقدا والرجل يمتنع عن قبول كل هذه المغريات بديلا لمهرته رغم إلحاح اخوته واقرباءه وزوجته التي رأت في العروض المقدمه مغريات كافيه لسد العديد من احتياجاتهم إبتداء من تجديد البيت مرورا بتوفير لوازمهم اليوميه وانتهاء بزواج ابنهما البكر, لكن الرجل يرفض ويرفض بعناد غير مفهوم , وحاول شقيقه ناصحا له ومُحذرا من احتمالات غير محسوبه ان يقنعه ببيعها باعلى العروض التي قُدمت له ليتخلص من لوم اللائمين اذا ما حصل مالا تُحمد عقباه , لكن دون جدوى , وذات يوم صادف ان ابن شيخ العشيره خارجا لبعض شؤونه فرأى تلك المهره الجميله واعجبته واعلن لوالده رغبته بها , فارسل الشيخ بعض رجاله مع مبلغ زهيد يقل عن نصف ما عُرض عليه سابقا كثمن لها , ورفض كما كان ديدنه , نصحته زوجته بقبول المبلغ على قلته لانه خير مما يلي من عواقب مذكرة إياه بأن الشيخ لايُرد له طلب لكنه لم يتراجع عن عناده , وحين عاد رسل الشيخ خالي الوفاض أرسل من هو اكثر منهم شراسه (الشحنه) آمرا إياه بالقدوم الى مضافة الشيخ ليعتذر أولا ومن ثم يقبل المبلغ الذي رفضه ثمنا لمهرته , والحت زوجته عليه بقبول الفرصه الاخيره وإلا ...., عندذاك رجع (الشحنه ) مَغيضا طالبا من ولي نعمته أن يطلق يده بهذا العاصي ليلقنه الدرس المناسب , لكن الرجل غالبته الحكمه واستنجد باحد رجال القريه الطاعنين وكله أمل ان يتراجع هذا العنيد عن موقفه كي لايضطر لاستخدام قسوته التي عرفها القاصي والداني مشترطا على الرسول ان يأتيه به وبصحبته المهره وعند رفضه سيرسل له من يؤدبه , استمر على عناده ولم يصغ لنصيحة العجوز الحريص عليه والعارف بمعنى غيض (المحفوظ) وبعودة العجوز خائبا أرسل (الشحنه ) مع مجموعة شباب من خلص رجاله وطلب منهم ان يأتوا به مكتوف اليدين ومعه المهره وامها , عادوا به مكتوف اليدين حاسر الرأس تصحبه الفرسين , وما ان دخل المضيف حتى بادره (المحفوظ) بصفعه يطير لها عقل ذي اللب وهويشتمه ويلومه على عدم تنفيذه الاوامر , واثنى عليه بالاخرى وهو يطلب منه ان يقر له بان المهره وامها اصبحا من ممتلكاته وبدون ثمن واردف بثالث وهو يأمره بأن لايعصي له أمرا , ونفذ الرجل كل ماطلب منه .
وحين عاد لبيته وجد زوجته قد حزمت امتعتها وذهبت الى بيت اهلها مستصحبة أطفالها الصغار بعد ان عانت منه الامرين ناصحه وهو يكابر ويعاند دون ان يستمع لاي نصيحه .
وفي اليوم التالي جاءه شقيقه لائما مُعنفا له بسبب (اللاء) التي كان يرددها , وفي عذر اقبح من فعل قال :{ انه ماكلت (لا) بس (الإيه) عصت يبن امي....}
خويه اسمعها مني نصيحه تره الشيخ يريدها لابنه واذا ماتنطيها تشبع مغمه وتشبعنا ضيم إنطيها لبن الشيخ احسنلك من غيرها وقد أعذر من أنذر
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم
مقالات اخرى للكاتب