شبكة أخبار محلية نشرت يوم الأربعاء الماضي خبرا يقول من ألفه إلى يائه كما ورد في موقعها الإلكتروني ((كشف مصدر سياسي مقرب من المفاوضات التي يجريها ائتلاف.. بين مكوناته لتوزيع المناصب عن تقديم عرض من قبل فلان لشراء وزارة الكهرباء وقال المصدر ان كتلة كذا، دفعت مبلغ 40 مليون دولار مقابل ترشيح احد أبناء عشيرتها للحصول على منصب وزير الكهرباء، وأشار إلى ان فلانا يحاول التأثير على لجان التفاوض المنبثقة عن ائتلافه للحصول على الوزارة المهمة دون ان يتمكن من الوصول إلى مسعاه حتى هذا الوقت لوجود تنافس كبير مع قوائم أخرى لديها الاستعداد لدفع مبالغ كبيرة)).
مثل هذه الأخبار لطالما تناولتها وسائل محلية ، وبصرف النظر عن مدى حقيقتها فإنها ليست مستبعدة، ولاسيما ان العملية السياسية العرجاء بحسب بعض المشاركين فيها ،وفرت لمن يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على "ابتكار الكلاوات" فرصة ان يكون زعيما سياسيا ، يتحدث باسم المكون الفلاني فشارك في الانتخابات ، وبالنسخة العراقية للديمقراطية حصل على حجم برلماني أهله ليكون رئيس كتلة ، وكغيره من قادة الكتل رفع سقف مطالبه "الوطنية والقومية" ، وهذا النوع من الساسة على استعداد للتنازل عن جميع مطالبه مقابل الحصول على عشيقته "الوزارة أم الخبزة " ثم يطلب من ناخبيه الصمود "الحار المجسب" لأربع سنوات مقبلة لانتزاع حقوقهم المشروعة .
بيع الوزارات ابتكار عراقي بحت سواء كان أكذوبة أم حقيقة ، يمكن ان يحسم الجدل حول الكابينة الوزارية ، ويوفر لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الإعلان السريع لتشكيل حكومته الجديدة ، وستكون في ضوء ابتكار البيع والشراء عابرة للمحاصصة الطائفية ، حين تتفق الأطراف على توزيع الحقائب السيادية والخدمية بين العشائر التي تضم الشيعة والسنة ، التخطيط لعشيرة الجبور، والمالية لزبيد ، والكهرباء للكرابلة ، والنفط لشمر والعدل والداخلية والدفاع وغيرها تتقاسمها بقية العشائر العربية والكردية والتركمانية والأقليات بموافقة القادة السياسيين ، يتحقق النصر الناجز على الإرهاب ، ويتناول العراقيون الكباب ، وعاشوا عيشة سعيدة .
من حق رئيس الكتلة الحصول على حقيبة وزارية أو اكثر طبقا لاستحقاقه الانتخابي ورصيده من النقاط ومن خلالها سيحصل على مكاسب أخرى ، فهو حين يحمل صفة صاحب المعالي سيترك مقعده في البرلمان شاغرا فيشغله شقيقه أو "خال الجهال" ، استجابة لرغبة الست حرمه المصون أو يبيع المقعد ويعلن عبر وسائل إعلام يمتلكها انه قرر التنازل عن مقعده في مجلس النواب لرجل عرف بمواقفه الوطنية وتقديرا لجهوده في مقارعة الظلم ودوره البطولي في الدفاع عن أبناء عشيرته بالسراء والضراء، تخلينا عن موقعنا في السلطة التشريعية وسيشغله شخص آخر ، وتوجهنا إلى السلطة التنفيذية لخدمة شعبنا والله على ما أقول شهيد ، وياعواذل فلفلوا.
مقالات اخرى للكاتب