ها قد أقبلت علينا ايام محرم الحرام مجددة معها احزان اهل البيت عليهم السلام و نحن في اهل البيت صنفان اما محب او موالٍ ( و لن أقول شيعة فهذه صفة تحتاج امضاءً من المعصوم لنصف بها أنفسنا ) .
قد يسأل احدهم مستغربا و ما الفرق بين المحبين و الموالين ؟
فنجيبه ان الفرق شاسع فالمحبون أناس لا تربطهم مع الحسين الا العواطف الصرفة و المشاعر الجياشة فتراهم يمتازون بكل ما للعاطفة فيه من دور يلبسون السواد و يظهرون الحداد و يلطمون في العزاءات و يبلون خدودهم من دموع مآقيهم و هم يصيحون وا حسيناه .
و لكن ما ان يفض المجلس و تتفرق الناس أيدي سبأ حتى يعودون كما كانوا فيرجع زيد كما كان زيداً و ينصرف عمرو الى شأن عمرو ، لا تغيير و لا إصلاح و لا تزكية .
بل ان بعضهم أسوأ من ذلك فتجده لا يبذل الا دموعا احتوشها طيلة السنة لينزفها هذه الايام العشرة ثم يرجع الى عادات و اخلاق اقل ما يقال فيها انها عادات و اخلاق شيعة ال ابي سفيان .
اما الموالون فمختلفون : انهم يعيشون مع الحسين عقلا و وجدانا . أحراراً في دنياهم و سعداء في اخرتهم .
فيخرجون طالبين للإصلاح في امتهم .
يعتنون باعمالهم التي استخلفهم الله عليها .
تجد احدهم يقوم بعمله و كأنه سعيد الحنفي و هو يصد السهام عن صدر الحسين .
و تجد الاخر يسعى في حاجات الناس كسعي العباس بن علي ع في طلب الماء للأطفال و النساء.
و ثالث يغير وجهته من معسكر الفاسدين الى خيام المصلحين كما الحر الرياحي في زمانه .
و بعضهم يسهر على واجبه ليلا سهر أنصار الحسين على بابه ليلة العاشر .
تجد الموالين يعيشون مع الحسين عليه السلام كل لحظاتهم و ان لم يذرفوا دمعة او يلطموا خدا او يخمشوا وجها .
يوطنون أنفسهم على الطاعة و الالتزام و يجتنبون الشبهات و الحرام .
قد لا يكونون من صانعي الطعام يوم العاشر لكنهم يصنعون الواجب
و ربما لا يحضرون مجالس الحسين ليلا مع الذاكرين لكن الحسين يحضر مجالسهم كل يوم و هم يقيمون الاود و يصلحون العوج في امتهم .
حديث قديم و لكنه يتجدد كعاشوراء
فهل من مدكر
مقالات اخرى للكاتب