يمر العالم العربي والشرق الأوسط بالذات، بمرحلة راهنة وعصيبة، وتقلب في المواقف! وتميل حيث ما مالت أمريكا، المحملة بمخططات دهاقنة السياسة في العالم، وهنري كيسنجر يعلو تلك القائمة السوداء، لان أُس السياسة الأمريكية هو التخطيط بكيفية إستغفال الدوال الغبية، أمثال المملكة العبرية السعودية ومن يسير بركبها، وآخر المخططات التي تم طبخ مسارها في البيت الأبيض، كيفية الإستيلاء على الأموال التي تشغّل البنوك الأمريكية، والتي يرجوا أصحاب الفخامة في أرض نجد والحجاز، كيفية إستدرار أرباح الأموال التي ما عادت أمريكا تحملها، خاصة وهي على أعتاب الإنتخابات الرئاسية .
أحداث الحادي عشر من أيلول، ذلك اليوم الذي تحولت أمريكا فيه إلى غول! يريد الانتقام من تنظيم القاعدة الذي أنشأته هي وليس غيرها، وكان كبش فدائها أسامة بن لادن! ذلك رجل الأعمال الذي لا يعرف من الدنيا غير الأموال والنساء والخمر، وبقدرة قادر أصبح أسامة رجل دين! وكأنه قضى عمره كله يدرس الفقه والعلوم الإسلامية والقرآن ليكون شيخ المجاهدين، وأحداث الحادي عشر تم تحميله مسؤولية تلك الأحداث، كونه أصبح ورقة محترقة، بعد إنهاء الوجود السوفياتي في أفغانستان، ولوجود سكون مطبق بعد إنتهاء حرب الخليج، وإخراج صدام من الكويت، لابد من حرب جديدة لتبيع أمريكا سلاحها المكدس في المخازن، ولوجود سلاح جديد يجب التخلص من المعدات القديمة .
السعودية السوق الكبير الذي يتساءل العالم أجمع؟ بأي حرب ستدخل السعودية لتشتري كل هذا السلاح، وليس من أمريكا فقط! بل من كل دول أوربا، لكسب رضاهم وصمتهم، وللتغطية على التجاوزات التي تحصل داخل المملكة، ضد كل الأحرار الذين يطالبون بالحرية، وما الصمت الدولي حول إعدام الشيخ النمر إلا نتاج لتلك الصفقات، التي إشترت بها ذمم حكّام العالم لا سيما الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ولا زالت الحملة قائمة لتخريب دولة اليمن التي يتم قصفها بالطائرات يومياً والأهداف التي تم قصفها مدنية صرفة مستهدفة المواطن اليمني !.
أوباما مراوغ يجيد الدور، وما قراره الأخير إلا ليثبت أن الولايات المتحدة لا زالت علاقتها قوية بالسعودية، وليكتمل الدور صوّت الكونجرس الأمريكي ضد قرار أوباما، وتم التصديق على القرار بإدانة المملكة السعودية، ومن حق أي مواطن أمريكي إقامة دعوى ضد المملكة بالتعويض، وهذا القرار قد لعبته أمريكا سابقاً مع العراق، حيث شربت السعودية من نفس الكأس الذي سقت شعب العراق منهُ، وحمّلته أموال لا زالت الدولة العراقية تدفعها لقاء دخول الكويت، والكل يعرف بما فيهم أمريكا، أن كل تلك الأموال قد تم مضاعفتها آلآف المرات .
العائلة المالكة لا تحسن التدبير، لأنهم عبارة عن مجموعة لصوص، لا تفهم معنى الإنسانية، ومن فلتات الدهر أنهم موجودين على أقدس بقعة في الأرض، وقد إستغلوا المسلمين في العالم، ليبثوا سمومهم من خلال الفكر التكفيري الوهابي، الذي لا يمت لا للإسلام، ولا للإنسانية بأي صلة، والمشكلة أن هنالك أبواق مأجورة تروج لهم، وتعتبرهم حماة الدين والإسلام! والإسلام مهم براء، وما الدور الذي لعبته المملكة في التدخل في شؤون الدول العربية وغيرها، إلا دليل واضح أن هؤلاء عبارة عن أجسام بشرية، بعقول متحجرة لا تعرف للإنسانية معنى، وهم أعتى المجرمين .
درس لم يتعضّ منه هؤلاء الشراذم، الم تتخلى بالأمس أمريكا عن إبنها المدلل "صدام"! بعدما خدمهم طيلة وجوده على سدة الحكم، وقيادته لحرب ضد إيران لمدة ثمان سنوات، أكلت من العراق خيرة الشباب، وتركت لنا إرثا لا زلنا نعاني منه، ولكي يكتمل الدور إعطائه الضوء الأخضر ليدخل للكويت، ليرسم بداية نهايته، وفرض الحصار لم يكن إلاّ الفترة ما بين التمهيد والنهاية، ليأتي دور التحالف من خلال الذريعة، والكذبة الكبرى لسلاح الدمار الشامل واحتلال العراق، وتنتهي بها فترة "صدام" ليتم محاكمته على العلن وإدانتهِ ومن على وسائل الإعلام، وكان المفروض الإتعاض من الدرس الذي سبقكم به أحد طغاة العصر، وأخيراً وليس آخراً يا أعراب الخليج، إنها أمريكا إذا إنتهى الدور المناط بك؟ فعليك البحث عن مكان آخر ليأتي دور البديل .
مقالات اخرى للكاتب