لم يحدث في المذهب الشيعي جدل أوسع نطاقا و طامة اكبر من الخلاف على التطبير !
و كيف لا و قد اصبح التطبير قضية اهم من قضية المطبر لاجله ( الحسين ع )..
كفر من اجلها أناس ...
و أهدرت دماء و عيبت مروءات ...
و ظهر علينا المتباكون على الدين و التقصير بحق اهل البيت من كل حدب و صوب.
و وصل سيل التجاوزات مداه بل و تعداه ...
كل هذه الدنيا قامت و لم تقعد لان جمعاً كبيراً من المؤمنين استنكروا التطبير مستندين الى مراجعهم على مر التاريخ و مسلمين للعقل الذي يستحسن الجميل و يستقبح ما سواه .
مطلع شهر محرم من كل عام ، أقول لله درك يا مسلم الجصاص لو كنت تعلم انهم اتخذوك سببا و رفعوك راية للخلاف .
أ تعرفون لماذا ؟
لأنك و ببساطة اذا أردت مناقشة اي مطبر عن سنده الشرعي فيما يفعل سيأتيك مباشرة برواية نطح العقيلة زينب -ع- لرأسها بالمحمل .
و عندما تبحث عن هذه الرواية :
تجد انها رواية منفردة و مرسلة عن شخص واحد هو مسلم الجصاص .
و بغض النظر عن بحث الرواية متناً ففيه حديث يطول و ليس في صالح المطبرين بحال .
تعالوا نناقش سندها و حالها :
أولاً ) هي خبر منفرد ( حديث آحاد ) اي انها جاءت فريدة غير معضدة بأسانيد متعددة و لم تتواتر بجمع من الرواة الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب
انفرد بالقصة مسلم الجصاص
ثانياً ) ان الحديث مرسل ليس في سنده راوٍ واحد نقله بعينه عن مسلم الجصاص
ثالثاً ) ان مسلم الجصاص هذا مجهول الحال لا تعرفه كتب الرجال و لم يوثقه او يذكره احد بالمرة .
و فوق هذا مسلم الجصاص هذا ما موقعه من القصة
انه رجل انتدبه ابن زياد لاصلاح قصر الامارة و تجصيص ابوابه ( يعني من الذين يعملون للظالمين و لو تنزلنا و قلنا انه على قدر فهمه عمل فهذا لن ينفي ان لا دليل على وثاقته بل ان فيه ما يقدح فهو ممن لا شغل لهم بالاحداث الدائرة حينها شانه شان الكثيرين من اهل الكوفة الذين وقفوا غير معنيين بثورة الحسين ع وقت ذاك ) .
ما يهمنا عموما النتيجة
الحديث بالغ الضعف خبر آحاد مرسل
و بعد هذا يأتيك من يقول لقد نطحت العقيلة زينب رأسها بالمحمل و يطبر و يا ليته يكتفي بل يكفرك و يتعدى عليك و يهين مروءتك كرامة لحديث مسلم الجصاص .
فلله درك يا مسلم الجصاص ما فعلت !!!
مقالات اخرى للكاتب