هذه النخب العربية والعراقية خصوصا تؤكد يوما بعد يوم أنها تعيش أزمة علاقة حقيقية بين مؤسسات الحكم التي أقحم فيها دور المؤسسة الدينية في دوله مدنيه أصلا بعضها ناتج عن طبيعة المشروع الأمريكي في المنطقة والذي بدا في العراق وهو مشروع أثبتت الوقائع انه ابعد ما يكون عن إشاعة الاستقرار وبناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد وتكريس قيم الديمقراطية والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
غير أني أعتقد أن الجزء الأهم من الماساه العراقية ناتج أصلا عن مشاكل خاصة بهذه النخب السياسية ذاتها ومنظومة القيم والأخلاقيات والمبادئ التي تحكم أداءها بعيدا عن الايدولوجيا وارث شهداء ورموز الأحزاب الحاكمة خاصة الشيعية منها التي أظهرت حرصا مفرطا على النفوذ والإمساك بالمواقع أكثر من حرصها حتى على شعاراتها ومبادئها وشهدائها وارثها التاريخي منذ ثوره العشرين وحتى ألانتفاضه الشعبانية بينما على العكس دخل الأكراد اللعبة منذ كتابه الدستور ويحكمهم هاجس قومي واضح ودقيق وهو التمهيد للانفصال بعد استنفاذ اكبر ما يمكن الحصول عليه من الوطن الأم.... بينما لم يخرج الآخرون عن هاجس التاريخ وحكم ألطائفه الواحدة.
يذكرني الواقع السياسي العراقي الراهن، الذي هو اخطر مما شهده العراق عام 2006، بما كتبه المفكر العربي عبد الله العروي في كتابه ( أزمة المفكرين العرب) حيث يعتقدا (أن النخب العربية هي أصحاب ردود فعل لا أصحاب أفعال فيما يتعلق بمصائر أوطانهم وأنظمتهم ومستقبلهم..) اي انهم لايصنعون الحدث بل يتعاملون مع اصداءه
ونتساءل في النهاية :ماذا كان سيحدث لو ان الأمريكيين كرروا نموذج إسقاط جدار برلين في أوروبا عام 1989 واكتفوا بدورهم في إسقاط رأس النظام و الإبقاء على مؤسساته ووضع العراق تحت إدارة الأمم المتحدة والقبعات الزرق لفترة انتقاليه مثلما طالب عدنان الباججي في مقال نشرته النيوزويك عام 2002, وتركها تكشف ممارسات النظام السابق وتحاكم جرائمه وتنزل بقادته القصاص العادل بدلا مما اعتبره البعض انتقاما طائفيا وهو في حقيقة الأمر لم يكن كذلك.
, هذا هو الواقع الحقيقي, وهذا هو السبب المباشر لكل الكوارث التي تواجه مصير العراق وخارطته الآن وما تعصف به من أزمات أمنية وسياسية بدأت بعدم معرفة الطريق هل نمضي مع الأمريكيين ام نعاديهم؟؟ هل نحن أخطانا ام على صواب؟؟هل نجتث البعثيين ام ننتقي من نستثنيه؟؟؟ كيف سنتصرف مع إيران وتركيا وماذا سيكون موقفنا مع عالم إسلامي اغلبه من اهل ألسنه يمتلك من الشكوك الكثير تجاه الهلال الشيعي؟؟
؟ وفي النهاية وتحت ضغط الإرهاب والعنف والتجاذبات الإقليمية وتسليم القرار لسماسرة ومروضي أفاعي تم التخلي عن وديعة الشهداء وتكرار أخطاء النظام السابق و العودة لبروتوكولات دوله الحزب وتقديم أصحاب الولاء على من يعرف إسرار ألدوله وكيف يديرها ويتعامل مع هموم الناس اليومية بمهنيه ودراية وخبره ....هدم كل البناء دون ان نمتلك حتى خارطة بناء جديدة لان اغلب من أصبح من أصحاب الحل والعقد لا يمتلكون أكثر من شهادة النضال والمعارضة وشهادة وفاه أخ او أب أعدمه البعثيون في سنوات الجمر او اثأر سياط في سراديب الأمن العامة وصوره أهل غيبتهم المقابر الجماعية.... والتي هي ليست كافيه لتشييد صرح جديد او معالجه مريض ومد أنبوب نفط او صيانة خزينة وكشف شبكات إرهاب في وطن قدره الخراب والحروب والدمار... و ومن قبلها إقصاء الوطنيين والشرفاء بعد سقوط الأصنام السلطوية.