دفع الموظفون و المتقاعدون ثمناً باهضاً لاصلاحات العبادي الذي يظهر كل يوم على شاشات التلفزيون واعدا و مبشرا بالخير ليدير ظهره لنا و يقطع رواتبنا و ينهش حقوقنا و يستولي على قوتنا و قوت اولاد!
أدعى العبادي أن إجراءاته انما تهدف الصالح العام وانه يطلب من العراقيين شد الاحزمة لأنخفاض اسعار النفط و لكون خزينة الدولة خاوية على عروشها! الملايين من المتقاعدين حرموا من رواتبهم منذ مجيئ العبادي إلى الحكم في ليلة ظلماء إلى الآن بينما رواتب الموظفين تقلصت حتى أصبحت لا تساوي شيئا بل أن العبادي يبشرنا بأنه سيستقطع 4.8% من رواتبنا و تقاعدنا! فالعبادي "حنين" لا يريد أن يقول أنه يستقطع 5% من الراتب في حال صرفه أو الحصول عليه!
لكن السؤال الحقيقي هو: لماذا يريد العبادي الاستيلاء على رواتبنا و تقاعدنا بدون وجه؟ على ماذا سيصرف هذه الاموال؟ لنرى معاً ماذا يفعل العبادي و وزراءه بأموال الموظفين و المتقاعدين التي يستقطعوها يمينا و شمالا دون خوف أو وجل!
أموال العراقيين يصرفها وزراء العبادي على الشاي و القهوة حيث بلغت مصاريف ضيافة الشاي و القهوة لأحد وزراء العبادي 100 مليون دينار عراقي في الشهر الواحد. إن مصروفات الشاي و القهوة لوزير واحد في حكومة العبادي الاصلاحية في شهر واحد تكفي لدفع 3 ملايين دنيار لثلاث و ثلاثين (33) موظف أو متقاعد عراقي في حين تكفي مصاريف الشاي و القهوة لهذا الوزير لمدة سنة لدفع راتب 400 موظف أو متقاعد عراقي على فرض أن الراتب الواحد هو 3 ملايين دينار.
فالعبادي الاصلاحي يحرمنا من قوتنا و قوت أولادنا ليعيطها لوزراءه كي يبعثروها على الشاي و القهوة!!! من أولى المتقاعدون و الموظفون أم شاي الوزير و قهوته! كما يصرف وزير أخر اسبوعيا 13 مليون دينار لاقامة مأدب الغداء و العشاء في المطاعم الفخمة في العاصمة. إي الوزير يصرف في اسبوع واحد رواتب اربع موظفين شهريا على اعتبار أن الراتب الواحد هو ثلاث ملايين.
أما كلفة التسويق و الاعلان في الصحف المحلية لأحد الوزراء في حكومة العبادي الاصلاحية فقد بلغت 220 مليون دينار شهريا. إي رواتب 73 متقاعد على فرض أنهم يقبضون ثلاث ملايين دينار شهرياً. في حين بلغت كلفة شراء سيارات لأحد الوزراء 424 مليون دينار إي راتب 141 موظف على اعتبار أن الراتب الواحد هو ثلاث ملايين دينار. كل هذه النفقات تم أدراجها على ميزانية عام 2015.ففي أوج دعوة العبادي للاصلاح و التقشف و الترشيق تبعها قطع تقاعد العراقيين و تخفيض رواتب الموظفين البسطاء لتقوم حكومة العبادي بصرف الاموال على مصاربف الشاي و القهوة و مأدب العشاء و الغداء!!! أنظر الرابط أدناه حيث تستعرض رئيسة اللجنة المالية في البرلمان هذه المصاريف و تطالب بعقد جلسة استثنائية لمناقشتها.
تُرى إذا كان الوزير يصرف في الشهر الواحد 100 مليون دينار على الشاي و القهوة فكم يصرف رئيس الوزراء إذناً؟ بالتاكيده مصروفاته أكثر و مأدبه أكبر و أكثر؟ مليار دينار في الشهر أم أكثر؟ إذا كان الوزير الواحد يصرف على الأعلان و الدعاية 220 في الشهر - على اعتبار أن ظهوره الاعلامي ضئيل و يحتاج للدعاية- فكم يصرف رئيس الوزير اربع مليارات؟ و أذا كان الوزير الواحد يشتري سيارات بنص مليار دينار فبكم يشتري رئيس الوزراء؟ بكم مليار يشتري سيارات؟
إن ممارسات وزراء العبادي تحاكي ممارسات العبادي نفسه! فلو كان العبادي حريصا على اموال الناس من رواتب و تقاعد لحساب وزراءه قبل ان يحاسب الناس و يستولي على رواتبهم و تقاعدهم دون وجه حق!! لكن العبادي لا يحاسب أي وزير لأنه هو نفسه يصرف و يبعثر أكثر من غيره. إن العبادي قادر على منح كل موظف راتب مجزي لا يقل عن ثلاث ملايين دينار و قادر على أن كل متقاعد نفس الراتب و أكثر. لحد هذه اللحظة لا أحد يعرف لماذا يحصل الموظفون و المتقاعدون على الفتات؟ لماذا لا يحصل كل موظف على راتب مجزي و مخصصات مالية و اجتماعية و طبية ؟ لماذا لا تكون نسبة 80% من أخر راتب هي الحد الادنى للتقاعد لكل العراقيين؟ لتصرف على الشاي و القهوة!!!
لقد طالب ألاف الكاتب و الناشطين والمثقفين حكومة العبادي بتقديم التقرير السنوي و نصف السنوي لبيان كيفية صرف ميزانية عام 2015 و البالغة 105 مليار دولارو لكن لا مجيب! طبعاً فالعبادي لا يريدنا أن نعرف أن حكومته تبعثر رواتبنا و تقاعدنا على الشاي و القهوة له و لوزراءه! فحكومة الاصلاح لا تستطيع الحياة بدون مأدب الغداء و العشاء و لهذا تستولي على رواتبنا و تقاعدنا! فهذا هو جوهر الاصلاح!
طبعاً التي لابد أن تكون في افخم مطاعم العاصمة و لهذا فوزراء الاصلاح يحتاجون لأفخم السيارات حتى تنقلهم من المنطقة الخضراء إلى المطاعم ليتناولوا برواتبنا ما لذّ وطاب من أشهى المأكولات و المشروبات! فهذه هي حقيقة الاصلاح! و نفس الشي يقال عن ميزانية عام 2016 و البالغة 92 مليار دولار!! فالتاكيد تم بعثراتها وهدرها على شاي الوزير و قهوة الوزير و حامض الوزير و غداء رئيس الوزراء و عشاؤه و افطاره بل و حتى " شاي العصر" بالتاكيد رئيس الوزراء يحب أن يكون الشاي مهيل و بالتالي لابد من استقطاع عدد من الرواتب لشراء الهيل! طبعاً شاي العصر لابد أن يكون مصحوبا بـ" الكليچة" أو الكعك العراقي و لهذا لابد من استقطاع عدد من رواتب التقاعد لشراء الكليچة ! طبعا لابد من شراء صينية من الفضة الخالص لتقديم الشاي و الكعك حسنا لنستقطع بعضة رواتب أخرى! إلا يحتاج رئيس الوزراء إلى طقم استيكانات كؤؤس الشاي من الكرستال الخالص و ملاعق الذهب؟ نعم بكل تاكيد. و هكذا تستولي حكومة الاصلاح على رواتبنا و تقاعدنا لتبعثرها على شهواتها الخاصة!!!
تُرى كم تقاعد و كم راتب استولى عليها العبادي ليشتري ساعته اليدوية الثمينة و خذاءه الايطالي الغالي و ربطة عنقه التي يبدلها كل ساعة و بدلته الانيقة التي يغيرها كل يوم؟
و هكذا فحكومة الاصلاح لا تستطيع أن تمنح الموظفين رواتب مجزية تتناسب مع غلاء أو تقاعد بنسبة 80% لأن الحكومة مشغولة ببعثرة الاموال يمينا و يسارا!
و لكن أين البرلمان؟ آه نعم البرلمان مشغول للغاية بتشريع و مناقشة قانون حظر الخمور! فهذا القانون يمثل شرع الله لكن الاستيلاء على تقاعد و رواتب الموظفين لا علاقة له بشرع الله!!! فمن وجه نظر البرلمان المتدين شرع الله يسمح بالاستيلاء على حقوق الشيوخ و النساء و اليتامي و العاجزين و الموظفين الذي يكدحون ليل نهار. يبدو أن البرلمان لم يقرأ القرآن " و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا" و التقاعد و الراتب بابسط مفهوم هي عهد! فقد اختصر البرلمان الدين الاسلامي بحظر الخمور فقط لا غير!! فهذه هي امكانياتهم
إين هيئة النزاهة التي يحب رئيسها أن يلتقط الصور و هو يفطر بعد صيام طويل على خبزة و خيارة لكنه لا يحب التقاط الصور و هو يقود سيارته المرسيدس الفخمة ( أخر عيطة) بالتاكيد صرف أكثر من 500 مليون دينار على شراء السيارات. طبعا لابد من سيارة سوداء و حمراء و بيضاء فواحد لا تكفي! حيث يحتاج واحدة للذهاب إلى الصلاة و واحدة للذهاب إلى الافطار و أخرى للذهاب للعمل. و لهذا فهو لن يسال العبادي و حكومته عن استقطاع رواتبنا لصرفها على السيارات!!!
حكومة العبادي خانت الآمانة و حنثت باليمين الدستوري فقد أقسمت امام الله و الناس على حماية مصالح العراقيين! حكومة تستولي على تقاعد العراقيين و رواتبهم بدلا من تامين و تتبجح بقدرتها على التلاعب بسلم الرواتب! حكومة العبادي معتدية و آثمة و ظالمة فقد اغتصبت تقاعد العراقيين و رواتبهم! و لكن " و استفحوا و خاب كل جبار عنيد" "مناع للخير معتد أثيم."
ستبقى حكومة العبادي تستولي على اموال العراقيين مادام العراقيين لا يعرفون كيف تصرف اموالهم. للاطلاع على مصروفات حكومة العبادي أنظر الرابط أدناه
http://aliraqnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-100-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B5%D8%B1%D9%81/
مقالات اخرى للكاتب