في ديموقراطية فتية, يختلط حابل الدولة بنابل الحكومة, ويصعب التفريق بين المفاهيم, وهو الوتر المطلوب لعزف سيمفونية إنتخابية قادرة على إسكار الجمهور وإيصاله حد الترنح, وبعدها, فلتحدث الأهوال؛ طالما تم حجز المقعد الأول في الحكومة..!
لضعف الروابط التكوينية للدولة؛ لم يعد هناك ما يحظر إستخدامه لخوض العملية الإنتخابية, فأنتشرت الأوراق وضاعت الأولويات, حتى صار العمر الدستوري للحكومة يمثل تمريناً ليس أكثر, ثم تظهر قبل موعد الحسم لتلغي كل الفشل بعملية يتيمة أو خطاب واحد!.. وتأكيداً على مبدأ الإختزال, يتم توزيع التهم بطرق جاهزة, وهنا يظهر أن الأمر مفبرك ومخطط له مع سبق إصرار, وما يجري هو الأخراج النهائي..
كلنا تابع ما يحدث, وأنشدّ مع الحدث؛ وصلينا لإرواح الشهداء, ووقفنا مع جيشنا البطل؛ فالمعركة بين العراق والإرهاب, ولا أحد سيختار الإرهاب قطعاً, سوى المطبوع على قلوبهم وعقولهم بطابع التكفير الأخرق.. من بين تلك المتابعات, بيانات ساسة العراق, فتبين صمت الكثير, بينما تُليت على وسائل الإعلام مواقف أُخرى موائمة لحملات القوات المسلحة, ومصرّحة بإسماء الأشياء, ومعلنة وقوفها التام مع الجيش الذي يكافح رذائل الخلق في صحراء الأنبار..
الغريب أن تزوّر تلك المواقف, ويُحكى بإسمها بياناً آخراً, ولعله مناقضاً للبيان الأصلي؛ والأغرب أن يطرح من خلال وسائل إعلام تابعة للحكومة؛ ومن لا يصدق بكذبتهم فهو مع (داعش), ومن وقف معها كفّت عنه ألسن الدعاة الكاذبون!..
لم يُستهدف من عارض العملية العسكرية, وحتى من بقي ساكتاً, فهو آمن؛ إما من يقف خلف الجيش العراقي, فتُحور كلماته, أو تلغى وتستبدل بكلمات تشبه ما يسبق الحملة الإنتخابية!.. وبهذه الطريقة تُسرق الفرحة العراقية, وتضيع بين علامات الإستفهام الحائرة, ولعل الشك يولد من حيث بدأت الكذبة؛ فهل حقاً يحاربون (داعش), أم إنّ هناك هدفاً أخراً..؟!
مقالات اخرى للكاتب