اقر مجلس الوزراء الأسبوع المنصرم قراره القاضي باستحداث محافظات جديدة في غرب العراق، وهي طوزخرماتو احد اقضية محافظة صلاح الدين، وتلعفر احد اقضية محافظة الموصل، وقضاء الفلوجة احد اقضية الانبار، وقضاء حلبجة في إقليم كردستان، وسهل نينوى، وبهذا القرار سيكون عدد محافظات العراق ثلاثة وعشرون محافظة.
القرار الذي اطل علينا من أروقة مجلس الوزراء بين ليلة، وضحاها، وفي ظروف غامضة، وضبابية تامة في مثل هكذا ظروف يمر بها البلد من أزمات أمنية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، ومحاربة القاعدة، ومجموعات"داعش" الإرهابية في غرب العراق.
هذا القانون الذي صوت علية مجلس الوزراء لاشك انه يخفي في طياته كثير من الأمور قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تقسيم العراق طائفيا، وحزبيا، واثنيا، وقوميا، وقد نصل في نهاية المطاف إلى إن نفترق حسب القبائل، والعشائر، وبهذا الأمر سيكون لا وجود للقانون، واحترام هيبة الدولة، وتنسف العملية السياسية برمتها.
إن كان هذا القرار متعلق بالأمور الأمنية، وحماية أرواح أبناء تلك المناطق حسب ما صرح به"مجلس الوزراء" فهذه شبهة أخرى تضاف إلى القرار السابق نفسه؛ فمدينة طوز خرماتو منذ 2005 إلى يومنا هذا لم يمر عليها يوم إلا وودعت كوكبة من أبنائها، وأضافت رقما أخر إلى سجل الأيتام، والأرامل ذلك السجل الذي امتلئ صفحاته بجرائم القاعدة، وأخطاء السياسيين العراقيين، ومعظم مدنهم هدمت، وهجروا أهلها، وأصبحت عبارة عن أشباح خالية من السكان، والحكومة المركزية طيلة هذه الفترة لا تحرك ساكن، ولم يهتز لها ضمير.
وكذلك قضاء تلعفر التابع إلى محافظة الموصل لا يختلف بكثير عن مسرح الطوز على مدى العشر سنوات المنصرمة، حيث استباح الإرهاب في ذلك القضاء كل شي، وصار أشبه بميدان حرب.
لا نعرف مدى صحة، ومصداقية هذه الصحوة المتأخرة لضمير الحكومة الاتحادية المتمثلة بالسلطة التنفيذية"مجلس الوزراء" بمحاربة المجموعات الإرهابية، واستحداث محافظات أخرى.
هل الحكومة التنفيذية جادة بملاحقة المجموعات الإرهابية، وقوى التكفير، والظلام داعش.؟؟ إذن ما الذي كانت تعمله السلطة التنفيذية طيلة هذه الفترة منذ 2006 والتي جعلتنا كل يوم نطفو على دماء أبنائنا.!!
هل هذا القرار لإرضاء بعض الخصوم السياسيين كما حصل في بداية تشكيل الحكومة تحت طاولة اربيل.؟؟
هل مجلس الوزراء يريد إن يعادل المحافظات الغربية بالمحافظات الجنوبية من اجل صفقة سياسية إلى الولاية الثالثة.؟؟
لاشك إن هذا القرار مريب، ويحمل في طياته كثير من الأمور الغامضة..
مقالات اخرى للكاتب