ان العراق كل يوم يتعرض لنزيف دماء جديدة , اجراء الاعمال الوحشية لمجرمي القاعدة ومن لف حولهم , , وستزيد سفك الدماء اكثر , بعد عملية الهروب الجماعي لمئات من الذئاب المسعورة , بينما قادة البلاد يغطون في نوم عميق على وسائدهم الحريرية . دون ان يتحرك ضميرهم ووجدانهم , لايقاف هذه حرب الابادة , التي يتعرض لها الشعب , في أسوأ مراحل تاريخه الحديث , ان هذا التقاعس والتقصير والاهمال المتعمد , بترك الشعب لقمة سهلة لذئاب الجائعة والمسعورة , يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة وبطانيته الفاسدة , الذين انهمكوا بشهية جائعة على الغنائم والفرهود , وسدوا اذانهم من سماع صوت الشعب وهو يستغيث ويستنجد بهم , ولم يسمعوا الضمير العالمي , الذي تضامن مع محنة ونكبة الشعب , بالايقاف والسعي الجاد لردم هذه الحرب الشعواء , التي يدفع ثمنها الباهظ الشعب المسكين , وحتى الامين العام للامم المتحدة ( بان كي مون ) وجه صفعة قوية الى قادة البلاد وعبرعن ( استيائه من تدهور الوضع الامني في العراق , معتبرا انه على مفترق طرق , والمسؤولية يتحملها قادته , لاخراجه من حافة الهاوية , وداعيا قادة البلاد الى معالجة المظالم المشروعة لجميع طوائف الشعب العراقي ) لقد اثبت الواقع الفعلي والملموس , بان الحكومة بكل ما لديها من اجهزة امنية وعسكرية , غير قادرة وعاجزة عن ايقاف سيارة مفخفخة واحدة من بين 14 سيارة ضربت انحاء مختلفة من مناطق بغداد , والتي تسببت في سفك الدماء والهلاك للمواطنين الابرياء . ان هذا التقصير المتعمد والعجز الكامل , في حماية المواطنين وصيانة ممتلكاتهم من التخريب والدمار , سوى قدرتهم الفائقة في حرق اعصاب المواطنين وارهاقهم بتعطيل حركة السير والمرور , والاختناقات في الشوارع وعند نقاط السيطرة والتفتيش ( خيال المآته ) , ان القوى العسكرية والامنية فقدت مكانتها وسمعتها وهيبتها , حين دخلت في عملية شراء المناصب والمراتب العسكرية المتقدمة , وفقدت بانها حامية الوطن , بل حامية لمن يدفع المال والرشوة , , وطالما ظل رئيس الوزراء وعائلته وبطانته وجوقته المتملقة متحصنين بحماية المنطقة الخضراء , بهذه الخسة والدنائة وانعدام الضمير , يدفع الشعب ضريبة الدم , وتسير امورهم مثل العسل , , رغم صرخات ولعنات الشعب الى هذه الجرذان , التي تتنعم بالنعيم من السحت الحرام ( اذا كنت لاتستحي افعل بما شئت ) وهم يرفلون في مستنقع الرذيلة والفساد والضمائر الميتة . . لذا لابد من تغيير هذا الواقع المأزوم , بانتفاضة جماهيرية عارمة بالغليان الشعبي الساخط , وها هم ابناء الجنوب البواسل يعيدون كتابة التاريخ من جديد , رغم ان احدى النكرات من صعاليك السياسة الجدد اتهم ابناء الجنوب بالغباء والجهل وانعدام الكفاءات والخبرات , , لقد بدأت انتفاضة الجنوب تتصاعد وتكبر يوما بعد اخر , في سبيل اعادة مأثرتهم البطولية التي ارعبت الطاغية صدام عام 1991 . لقد بدأت الشوارع الجنوبية تستقبل اعداد ضخمة من المتظاهرين وهم يرددون شعارات تحسين الخدمات والوضع الامني , ومرددين هتافات صاخبة تطالب بتنحي رئيس والوزراء ونائبه الفاشل حسين الشهرستاني او ( كما يسميه اهالي الناصرية الشمر او قاتل الحسين ) , باعتبارهم رأس الافعى المسمومة , ورفعوا شعارمركزي اليوم نتظاهر , وغدا نعتصم , وبعدها نثور.