منظمة اليونسكو، وافقت في 17 تموز الحالي، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها إلى لائحة التراث العالمي .
ولا شك ، فأن العمق التاريخي والفني من أهم المعايير التي أدت إلى ضم الأهوار والمواقع الآثارية فيها للائحة التراث العالمي ..
اذن ، العالم ادى ما عليه من واجبات في حفظ التاريخ العراقي ، فماذا عملنا لأنفسنا ، لحفظ هذا التاريخ ؟
ما لا شك فيه ان المواقع المهمة في السياحة والاثار والتاريخ اذا انتقلت بين المحلية والعالمية في نظرة واحدة ، سواء في الرؤية او المتخيل ، فسح المجال لثغرات وفجوات علمية ، يشعر بها عالم الاهوار والمتمتع بمشاهدتها ، كأنها مساقط الهواء التي يتعرض لها ركاب الطائرات في نواحي الجو ، او ركاب السيارات في الطرق غير المعبدة ،اذ يفقد الموقع المختار عالميا مظهر التناسق والتوافق والألفة في التعبير ،كما تفقد القطعة الموسيقية ما يطلق عليه اسم (الهارموني).
ويجب ان يوضع في الحسبان ان مظهر الاهوار بعد ان اسبغت برعاية اممية ، اذا كانت على شكل بضاعة للتسويق الوقتي العجول ، فلنتعامل معها ، كأنها مشروع ديكور وقتي بالمعاني التي تأنس بها الاهواء والاذواق على اوسع نطاق في الاعياد والمناسبات ، لاسيما عند الاطفال وهواة السياحة السريعة ولكن إذا اريد لها ان تدخل المعارف الدولية المعترف بها من اوسع ابوابها ، وان تأخذ مكانتها بين الوان الطبيعة الخلابة التي حباها الرحمن بجمال وفرادة في التكون ، فلا بد ان نستكمل عنصرا جوهريا له المقام الاول بين عناصر الطبيعة المفردة ، ذلك هو التعبير بعمل جمالي ومكاني يليق بالأثر المدعم دوليا، فان المشاريع الكبرى المناسبة مع ضخامة جعل منطقة الاهوار محمية دوليا هي لسان الوعي الجمعي لهذا الاثر العالمي ، وبخاصة وجود الفنادق والشوارع ومنتجعات سياحية وفلل والحدائق والانفاق والمسارح والمتنزهات والمشاحيف بشكلها الاصلي ومطار مناسب بهندسته واستيعابه ، وتلك حقيقة يجب العمل على تأكيدها وشد اواصرها بكل الاحوال وازدهارها خلال الايام القادمة حين يبدأ المطلب العام بضرورة ان تكون مسؤولية العراقيين كبيرة في وضع الاهوار في الموقع الذي يناسب الزوار من السياح من مختلف دول العالم ومحبي البيئة الغريبة في تكوينها الطبيعي.
ان النظرة الى الماضي الطويل الذي عاشت فيه الاهوار الى جانب المشاريع التي حظت برعاية دولية في مواطن دولية شتى ، تشهد في صدق بانه ما من أثر مهم على امتداد القرون الماضية ،اتيح له ان يسمو الى مرتبة الخلود الدولي ، او يظفر بمعنى من معاني التطور الذي ننشده .. دون وجود تخطيط وعقلية واسعة المدى .
وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.
فهل تنبه السادة المسؤولون في الدوائر المعنية في مجلس الوزراء ووزارة الثقافة والسياحة والآثار الى ثقل المسؤولية الدولية التي وضعها العالم في اعناق العراقيين بجعل الاهوار من المحميات الدولية ؟
مقالات اخرى للكاتب