بعد اجتياح الارهاب العديد من البلدان العربية وخصوصاً العراق وسوريا ، بدأت النظريات السياسية والاعلامية والثقافية والرسمية العربية والدولية تقسم الارهاب الى نصفين وبعضهم الى عدة اوصاف ، فمنهم من يقول انها منظمات ارهابية كداعش ، وبعضهم الاخر يصف اخوات داعش بالمعتدلة تريد الحرية لشعوبها والديمقراطية للمجتمع ، ومجمل هذه الوصفات تنطلق بحسب الحاجة لهذه الانظمة والدول لتلك المنظمات وتعمل على تدريبها وتسليحها وتمويلها . وقد مارست هذه التنظيمات مجازر لافتة ضد المواطنين الابرياء في المناطق التي احتلتها وظلت معتدلة في عيون رعاتها ، ولنأخذ مثلاً قريبا من ممارسات هذه التنظيمات ( المتوحشة ) فقد اقدمت منظمة حركة الدين الزنكي في منطقة حلب بسوريا على ذبح طفل لايتجاوز عمره الـ 12 عاما لكونه اراد الهروب من مخيم هندرات الفلسطيني الذي تسيطر علية المنظمات المذكورة الى منطقة اخرى اكثر امناً في حلب تسيطرعليها القوات العربية السورية. ذبح عبد الله الطفل الفلسطيني من الوريد الى الوريد ولما سيئول قبل الذبح ماذا تريد ..؟ قال اريد ان تطخوني بالرصاص ولاتذبحوني بالسكين ، لكن الذباحين لايستمزجون الفرح إلا عندما يتم ذبح ضحيتهم وتقام على اهتزاز جثته طقوس الفرح. هذه المنظمة المتوحشة الممولة من قبل تركيا يصفها بعض حكام العرب وكذلك الامريكان والغربيون من انها من المنظمات المعتدلة يحق لها المشاركة في السلطة ،وتحظى بالدعم العسكري والمالي الامريكي العربي وتصفها العديد من وسائل الاعلام بالجهادية .ان تفاعلات الارهاب في المنطقة العربية ، هو نتيجة لسياسات الانظمة الغربية ، وهو نتاج لتربية ثقافية دينية عربية متطرفة ، ولايمكن باي حال من الاحوال ان تقف حدود الارهاب عند سقف محدد أو خارطة نظام معين، فهو ارتدادي بطبيعته ، لذلك ماحدث من تفجيرات في بعض البلدان العربية التي توصف بعض المنظمات الارهابية بالمعتدلة ، وما حدث في فرنسا وبروكسل والمانيا وتركيا وفي امريكا هو دليل واضح بانه ليس هناك اعتدال بين المنظمات التي تقتل ابناء شعبها وتذبح الاطفال وتنتهك حرمات النساء .ان أي حركة مسلحة على وجه التاريخ ، عندما تخرب المدن وتدمر مصالح البلد وتفرق بين ابناء الشعب وتقتل المواطنين وتفرض سياسات ماقبل الدولة على المجتمعات ، هي بالضرورة ارهابية بامتياز ، ولايصح أويحق لاي دولة في هذا الكون ان تعطي وصفات لدول أخرى بغية تمرير سياساتها .ان المجتمع الاوربي دول وشعوب والامة الامريكية على وجه التحديد مطالبة باعادة النظر في تلك السياسات والتوصيفات للارهابين ، فكل من يقتل ويذبح ويدمر المجتمعات والمدن هو ارهابي . فذبح الطفل عبد الله على ايدي عناصر حركة نورالدين الزنكي في مدينة حلب لايقل بشاعة عما فعلته القاعدة في مدينة الفلوجة العراقية وذبح الناس في الطرقات ، وهو نفس مافعلته داعش في حي الكرادة وفي الموصل وباقي المدن العراقية الاخرى ، فالارهاب واحد وان تعددت المسميات ، ورعاته مكشوفون معروفون ، فلا يستطيع احد أن يغش الناس بان هناك منظمات معتدلة واخرى ارهابية ، فكلها متوحشة ومسكونة بالقتل والتدمير .ان التنظيم المعتدل المعارض للنظام ، اي نظام كان ، لابد ان يطرح برنامجه التغييري المتمدن الذي يكون متقدما على ساسات وبرامج ذلك النظام ، فليعطونا مثلاً واحداً اي برنامج للمنظمات المسلحة التي تدعى بالمعتدلة يمكن ان يكون بديلا لبرنامج الدولة السورية على سبيل المثال ، إن ماعرفناه من برامج تلك المنظمات هو الذبح والتدمير وسبي النساء وجهاد النكاح ، فقرت عيون (الديمقراطيون العرب وشركائهم الامريكيون بتلك البرامج) .ان هذه المنظمات المتوحشة لاتعدو اكثر من صناعة مخابراتية اقليمية دولية لتدمير دول المنطقة ، وإلا لماذا تسكت تلك الدول على ذبح الطفل الفلسطيني عبدالله وتتغافل حتى عن ادانة الذباحين .ليس هناك اعتدال لحركات اتقنت صناعة التدمير والتفريق والذبح ، فالكل متشابه في الاهداف والنوايا والمقاصد ، انهم متوحشون لامعتدلون .
مقالات اخرى للكاتب