لا اعرف بواعث الخوف والقلق , من مظاهرة سلمية , يعبر المواطن فيها عن رأي محدد وبات معروف لجميع , هو الغاء الراتب التقاعدي للبرلمانيين ومسؤولي الدولة الكبار , وقد حضي بالدعم والمساندة من الغالبية الساحقة من افراد الشعب , ومن المنظمات السياسية والمهنية والشعبية , وحتى من بعض الاطراف السياسية المتنفذة , ولها حصة كبيرة من المقاعد البرلمان , وحتى من اللجنة القانونية البرلمانية . التي عبرت وحذرت من تدخل الاجهزة الامنية , بانه مخالف للدستور , ويشكل اساءة الى العملية الديموقراطية , ولا يجوز لها التدخل في المظاهرات السلمية , لذا فان هذه التظاهرات لا تدعو الى اسقاط النظام وهدم العملية السياسية , ولاتدعو الى اطلاق سراح المجرمين , الذين ارتكبوا جرائم وحشية بحق المواطنين الابرياء , ولايطالبون برفض احكام الاعدام بحق وحوش القاعدة وحواشيهم , وليس معهم سيارات مفخفخة او متفجرات , وليس هدفهم تخريب وتدمير ممتلكات الدولة والمواطنين , وليس هم هواة شغب وفوضى , بل هدفهم ينطلق من زاوية الحق والعدل , ويسانده الاكثرية الساحقة من الشعب , هو الغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين . لحصولهم على رواتب وامتيازات , تفوق اقرانهم في جميع انحاء المعمورة باضاعف مضاعفة . ان منع وعدم الموافقة بالسماح لتظاهرة السلمية , هو الوقوف بوجه التيار العارم والقوي المساند للمطلب العادل , لذا فان موقف وزارة الداخلية المخزي والمعربد باللغة التهديد والوعيد من يقوم بالتظاهر السلمي , ومن يقوم باستخدام حقه الشرعي , الذي كفله الدستور العراقي , بالاجراءات القانونية , وان القانون سيطبق على المخالفين , ان هذا التهديد يمثل موقف مخالف لحقوق المواطنين في التعبير وحرية الرأي , انهم ليس ارهابين يهددون امن واستقرار البلاد , ان من المخزي والعارللاجهزة الامنية , ان تتبجح بحجج وذرائع واهية وسخيفة , حتى لاتقنع الاطفال والاغبياء والجهلة , بان هناك تحديات امنية والخوف على ارواح المتظاهرين . بينما تقف وزارة الداخلية , بشكل عاجز وفاشل , امام الارهاب الدموي , الذي ينشر الرعب والموت المجاني كل يوم , اين هذا الحرص والمسؤولية , من الكلاب الجائعة والمتعطشة لسفك الدماء ؟ اين مهمة الاجهزة الامنية ودورها في حماية المواطنين ؟ اين دور الاجهزة الامنية الغافية والناعسة والنائمة في محاربة الارهاب والجريمة ؟ هل هي وجدت لمحاربة المظاهرات السلمية وحق التعبير ؟ هل هي مهمتها خرق الدستور والقانون ؟ هل هي تخاف وتخشى من المظاهرات السلمية اكثر من السيارات المفخفخة التي تجول بكل حرية ويسر تام لحصد الموت المجاني ؟ ان موقفها المشين من التظاهرات السلمية , كأنها تتحول الى اداة قمعية لحاكم مستبد وطاغي , يخشى صوت شعبه , وإلا ماهور تفسير الاجراءات الارهابية والقمعية . بقطع اوصال مناطق بغداد وسد الجسور , وفصل مناطق الرصافة عن الكرخ , بحواجز امنية وعسكرية ,وسد الطرق المؤدية الى ساحة التحرير , ومنع المواطنين من الاقتراب من ساحة التجمع , والنزول العسكري والامني المدجج بانواع مختلفة من الاسلحة الفتاكة , كل هذا الضجيج العسكري المتفاقم والمتأزم وضخ كل امكانيات الدولة العسكرية والامنية , من اجل منع تظاهرة سلمية يعرف اهدافها وغاياتها الجميع , انه يشير الى دلالة واضحة , بان الحكومة ورئيسها , يخافون وترتعش اوصالهم من سماع صوت الشعب , والخوف كل الخوف من تتحول ساحة التحرير الى ميدان التحرير في مصر , الذي اسقط نظام الفساد والطغيان , لتعلم وزارة الداخلية , انه لاتوجد لايمكن لاية قوة مهما بلغ جبروتها , ان تحبس وتشنق صوت الشعب , وان الاجراءات الارهابية مهما توغلت في طغيانها , ستتراكم وتتصاعد وتكبر , حتى تنفجر ببركان شعبي ساخط , وسيزيل سلطة القمع والطغيان , وتجارب الشعوب كثيرة بهذا الصدد