كنت قد قررت أن أكتب عن نبيلة عبيد،قطعة القيمر الفرعونية بعد ان شاهدت فيلم الراقصة والطبال على احدى القنوات المصرية، لكن بضغطة زر من احد اولادي ظهر وجه الكاتب عدنان حسين الوافد من خضراء الصحف(الشرق الأوسط) الى مدى(البرزاني) قلب حالتي النفساوية 180 درجة، لو انها كانت 179 درجة لالتزمت الصمت عن مخاطبة سفهاء الرأي فيما يخص مايعيشه العراق بسبب مثقفي الارهاب وارهابيي الثقافة هو ماجعل العراقيين ينصتون الى كل ناعق وصارخ يريد ايصال فكرته حتى لوكانت تخرج من تحت خصر نبيلة التي اشك ان السيد عدنان حسين،وانا وغيري نصل الى ابداعها في هز الوسط الثقافي الواقف على ربوة مثل اي حمار يحاول ممارسة حقة الديمقراطي في الانتحار بسبب هذه النماذج العوراء!.
أن تمارس دور الأعور الذي ينظر الى المشهد بعين واحدة يجعلك مسيّساً لجهة دون أخرى،وهذا يوجب عليك أن تتكلم بإسم تلك الجهة التي تؤمّن لك كردستان والرياض وربما الدوحة ومشتقاتها الموزوية، لكن أن تمارس الرقص مثل نبيلة عبيد على ذاكرة العراقيين وجراحهم بما تراه عينك الواحدة يجعلك في خانة الإنحياز الذي كفرت به الدول(ومنها العراق) حين انتمت بكل طواعية الى دول عدم الإنحياز، ديغول يقول"ليس للوطن اصدقاء،للوطن مصالح" لكن السيد عدنان حسين أقنعني أن الكاتب ليس له اصدقاء بل مصالح شأنه شأن الدول، وربما هذه النظرة الضيقة ورثها من فترة بقائه في لندن وعمله في الصحيفة السعودية وبقي وفيا لها حتى عودته الى العراق ورؤيته المناظر المرعبة التي كتب عنها ابتداء بالقمامة وانتهاءً بالتفجيرات.
في قناة الحرة-عيراق!،وعلى نشرة اخبارها الرئيسة وجوابه عن سبب التفجيرات التي ملأت بغداد في الايام السابقة قال مانصه:[ شخصيا لااحمّل المسؤولية الكاملة للقاعدة وفلول حزب البعث كما يحلو للحكومة ان تقول ذلك والمتحدثين بإسمها وفي رايي المتواضع ان هناك جهات داخل السلطة المتنفذة المتصارعة فيما بالتفجيرات!!عن طريق العصابات والميليشيات].
رأي السيد عدنان حسين رأي شخصي شخصي غير موضوعي ويهمه وحده ومن يتراقص له، لوأنه تحدّث به بين اصدقائه لما حق لنا ان نشير اليه بإصبع الاتهام في عدم موضوعيته حين برّأ تنظيم القاعدة وكأنه كاتب قاعدي مكلّف مثل قناة الجزيرة أن تبيّض صفحتها المشعولة والمصبوغة بدم العراقيين، وحين منح فلول البعث صك غفرانه الخاص ببراءتهم من هذه التفجيرات براءة الذئب من دم يوسف ع، بينما ألقى باللوم والتهمة على السلطات الأمنية التي اتهمها بالوقوف وراء التفجيرات الدامية التي تأكل العراقيين صباح مساء .
حسب هذا القياس الذي لايشبه حتى القياس الذي عمل به الإمام الاعظم ابو حنيفة، فأن الحكومة العراقية ممثلة بالميليشيات والقوى المسلحة التي تنضوي تحت أمرة الكتل السياسية هي التي تفجّر العراقيين وترسلهم الى المقابر ، وأن تنظيم القاعدة وفلول البعث هم اشبه بنادي"هيلاهوب" مهمتهما هي إسعاد الاطفال العراقيين بالضحكة والفتوى وترديد القسم البعثي المضحك، وان كلمة"رفيق" لاتعدو معنى" اخي المسلم العراقي" وان قلوب القاعديين وفلول البعث مكسورة قلوبهم وخواطرهم على مايجري في العراق من تفجيرات تهز ضمير العالم وتجعل الاعور يرى بعين بألف عين! ويرقص بألف ساق ويهز الف مؤخرة تخجل نبيلة عبيد لاسيما وان "ملايين" العراقية أخجلت جميع راقصات مصر حين فازت عليهن برقصة الخنجر الذي ربما استعاره منها الكاتب عدنان حسين ليتكلم به نيابة عمن يدفعون له!.
يقول توماس باين: محاولة التحاور مع شخص تخلى عن أي منطق، أشبه بإعطاء الدواء لجثّة !!
مقالات اخرى للكاتب