في جرف النصر ،كتب أبطال الحشد الشعبي وسرايا الجهاد الكفائي وابطال القوات الامنية بداية النهاية لعصابة داعش ومن يؤويهم ومن يحتضنهم ومن يقدم الدعم المالي والمعنوي ،بعد ان تمكن الرجال من سحق الرؤوس العفنة والمحملة بحقد الكهوف والصحراء والبداوة والانحطاط.
وانتصار جرف النصر يحمل مداليل ومعاني كثيرة وكبيرة ،لأنه انتصار حقيقي عراقي خالص ،لم تساهم به قوات التحالف الدولي ولو بمقدار واحد بالألف ،ولأنه انتصار طال انتظاره ،ولانه انتصار حمل في معانيه اشراقات ثورة الحسين وأهل بيته في تقدم المجاهدين وتفانيهم وشجاعتهم المنقطعة النظير في كسر شوكت المعتدي ،رغم قوة العدو وتمكنه من الأرض ،ووجود الحواضن والمتاريس والبيئة التي بقيت تحت سيطرته منذ عام 2003 وحتى قبل ايام.
ان ما تحقق في جرف النصر ،سيكون حافزا لجميع المرابطين والمجاهدين لان يستلهموا من تضحيات وبطولات تحرير هذه المنطقة نبراسا لان يهتدوا به من اجل تطهير كل أراضي العراق المقدسة ،خاصة وان معركة التحرير جاءت في توقيت مثالي،وهو بداية شهر محرم الحرام،حيث العراق يعيش قيم وأهداف ثورة الحسين،وعندما يكون التحدي في عاشوراء يكون الانتصار،لان من يقاتل لا يحمل سلاحا واحدا فقط بل يحمل كل الأسلحة ،النفسية والمعنوية والمادية،بما في ذلك قيم الشهادة والصمود واخذ الثار.
ان ما يجعل المعركة التي وقعت في جرف النصر مهمة،لانها وقعت في عاشوراء ،ولانها وقعت بين فريقين الاول ينتمي الى يزيد والى منهج يزيد ،وبين الفريق الثاني الذي ينتمي الى الحسين والى منهج الحسين والى فداء الحسين واهل بيته ،فكان ان تفجرت براكين الغضب من قبل أبطال الجهاد الكفائي، للانتقام من اصحاب المنهج المنحرف وكان من سوء حظ هؤلاء الأوباش،ان كانت معركتهم مع ابطال العراق في بداية عاشوراء ،حيث اتشحت شوارع العراق بالسواد ،وحيث اكتست قلوب العراقيين بالحزن والهم والرغبة بالاتقام من القتلة ،واعادة الحق الى اهله والى تصحيح المسار.
لقد شاهد العالم كل العالم ،كيف ان راية الحسين ارتفعت في جرف النصر،على اعقاب انكسار راية الدواعش واتباع يزيد وال ابي سفيان ،لتتوالى بعدها الانتصارات ،فجاءت البشارة الاخرى من اتجاه اخر ومناطق مهمة اخرى وبدات بوادر فجر النصر المؤزر تبزغ في مناطق بيجي وصلاح الدين واطراف الموصل والفلوجة والانبار.
ان كتابة التاريخ من جديد ،تحتاج الى دماء والى تضحيات تتناسب وحجم الجراح التي تعذبت بسبب حقد وكراهية الفكر الارهابي الوهابي المتطرف،وما تسبب به من ماسي واحزان لابناء الشعب العراقي جميعه،ولهذا فان انتصار الجرف، سيكون عنوانا لمرحلة بدات فيها نهاية الدواعش والقتلة والمجرمين ،وبزغت فيها اشراقة شمس جديدة لعراق لم يقرا الكثير من اخوتنا وانفسنا معالمه الا بعد ان استباحهم من يحتمون بهم.
مقالات اخرى للكاتب