الدوغماتية : هي التعصب لفكرة معينة من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الآتيان بأي دليل ينقضها ، وهي موجودة في كافة الأديان والمذاهب ، وما يهم في هذا التعريف الظواهر المنحرفة في الشعائر الحسينية المطروحة على ساحات النزال خلال شهر محرم الحرام ، مثل التطيين ( تلطيخ الجسم والملابس بالطين ) والمشي على الزجاج والنار والشوك والتطبير .. أما – قراءة مجالس العزاء – في الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم من الشعائر الإسلامية فهي مفيدة لجميع المسلمين وليست لطائفة واحده ، إذ ينبغي شرح واقعة ألطف كما حدثت تاريخيا دون إضافات أخرى الغرض منها إبكاء الناس بطريقة دراماتيكية عن طريق التلاعب بأحاسيسهم وعواطفهم ، فكثير من قراء العزاء والخطباء ينسبون بعض الأقوال والأفعال إلى أهل البيت أوالى أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ليست كما حصلت سواء بالشعر أو بالنثر ، والكثير منهم يقرأ بالشكل التقليدي معتمدا على ما يكتبه بعض الشعراء الأمين ، فلكل منهم ثقافته المحدودة في الوصف والتعبير والكتابة لأنه يعتمد أساسا على أحاسيسه فقط دون الرجوع إلى الإحداث التاريخية الصحيحة والتحليلات المدروسة ، مما يتطلب عرض النصوص الشعرية والخطب كافة على مديريات الوقف الشيعي في المحافظات لغرض تدقيق الكلام وتنقيحه والموافقة عليها والسماح بقراءتها في تلك المناسبة المهمة مقابل هدايا عينية أو نقدية لهم ..كما إن هناك شروط خاصة بالمواكب الحسينية على القائمين عليها إن يتوخوا الحذر الشديد بما يقولون حتى لا يتكلموا بما فيه معارضة للمعارف الإسلامية ويجتنبوا ذكر الأباطيل والخرافات والأمور التي تفرق المسلمين وبما يمس جوهر الإسلام وقيمه الفاضلة.ما نراه في بعض المأتم وخلال السنوات الأخيرة في إحياء شهر محرم من أخطاء في أسلوب وطريقة إقامة العزاء بترويج بعض البدع ومنها التطبير وتلطيخ الملابس بالدم الذي انتشر مؤخرا وهو من الأمور الخاطئة .. فما هي الغاية منه وأين يكمن العزاء في هكذا أفعال ؟ نعم ظاهرة التطبير ظاهرة قديمة ومن البدع التي لا أساس لها في الإسلام ولا تمت للدين بصلة ، ولا اعرف ما هي الفائدة من هذه الظاهرة ؟ ومن أين أتتنا .. وكيف تسربت إلى ثقافتنا الإسلامية ؟ إن نقل واقعة ألطف وقراءتها على المنابر يحتاج إلى دقة وإتقان مسند ، على المتكلم توخي الموضوعية والدقة وأن لا يأتي بشيء من نفسه دون سند أو دليل بل يعتمد في قراءة مجالس العزاء ومحاضرات التوعية والإشعار والمراثي والكلمات التوجيهية على ذات أهداف نهضة الإمام وعدم الاجتهاد والتحريف والعبث بها ، لأن البعض يضيف متعمداً ما يحلو له ويدس الخرافات في أحداث هذه الواقعة ، وينقل باسم العزاء ما يخالف المعقول متناسياً خطورة العبث بهذه الحقائق.من الدروس السياسية لثورة الإمام الحسين هو إصلاح الأمة الإسلامية إصلاحا شاملا سائرا على خطى جده وأبيه من خلال تنظيم وإصلاح الفكر والسلوك السياسي للمسلمين والحكام الذي نتمنى وجوده في حكومتنا الحالية وسياسينا المتعطشين للنفوذ والمال ..كان الإمام يرى نفسه إمام نظام حكم فوضوي يشبه نظامنا الحالي تخلى فيه الكثيرون عن القران والسنة وانتشر فيه الفساد وهضمت حقوق الناس فكانت ثورته إصلاحية لا ترقيعية تحارب الفساد والفاسدين لا تمنحهم فرصة للهرب أو الاعتزال عن السلطة .. حينها أطلق قوله المشهور عندما سأل عن سبب خروجه على حاكم عصره …. ((أنما خرجت لأتمم مكارم الأخلاق في أمة جدي)) .
مقالات اخرى للكاتب