Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
الاثنين, تشرين الأول 31, 2016
عباس علي العلي




في قراءة عميقة لواقعية المجتمعات العربية عامة المجتمع العراقي خاصة نجد هناك خيط مشترك يجمع بينها في مفارقة قد تبدو غريبة، كل هذه المجتمعات تعاني من الهيمنة سواء بشكلها الفكري الثقافي أو بوجهها الأقتصادي الأجتماعي، لا ننكر أن المجتمع العربي محكوم من حيث التوجه العام بهيمنة أجتماعية قبلية بالرغم مما قطعته هذه المجتمعات متعثرة من مراحل أنتقال حضاري نحو مجتمع مدني قد يبدو للبعض أنه متبلور وخاصة في المدن الكبيرة والعواصم، لكن الحقيقة التي يلتمسها الدارس من خلال السلوك الجمعي لمجتمعات المدينة والحواضر العربية يجد أن الهيمنة القبلية ما زالت متجذرة في أنماط عدة من السلوكيات اليومية للفرد كمجتمع وللفرد كحالة.
ما عدا حالات نادرة وغير قياسية ما زال العمل الأجتماعي في المجتمعات العربية عمل فردي يستند في قوته لهيمنة القبيلة والعشيرة والأسماء الجامعة بما يعرف بالنسب، والأنكى في هذه الظاهرة أنها تقاوم ما يعرف بتمدين العمل الجمعي وتعود بقوة مع أي إنهيار أجتماعي أو سياسي أو أقتصادي، في مرحلة منتصف القرن الماضي شهد العراق والكثير من المجتمعات العربية موجه من مظاهر التمدن والأنخراط في ليبرالية أجتماعية واضحة، تأسست في ظلها الكثير من مظاهر المدنية (نقابات منظمات مجتمع مدني، مسارح وسينما وفنون والكثير مما شكل في حينه تطور ليبرالي واضح وبين ومتصاعد)، لكن المحزن أنه في ظل هذا التطور الليبرالي حدثت أنتكاسات سياسية وأقتصادية قادت إلى عودة الهيمنة القبلية من جديد لتطل برأسها هذه المرة بقوة وعنف، خاصة بعد تداعيات هزيمة حزيران عام 1967 وما تلاها من أرتدادات أجتماعية لم تصمد معها ظاهرة ليبرالية المجتمع العربي.
من قراءة أخرى لبعض التجارب التي جسدت أنتقالات الشعوب والمجتمعات من الهيمنة الكلاسيكية ثقافيا وأجتماعيا إلى مرحلة المدنية، نجد إن هذه الهيمنة تبدأ في الانهيار عندما تنجح الطبقات الخاضعة في تطوير منظمات المجتمع المدني الخاصة بها وتحويلها لقوة واقعية قادرة على التصدي للرجعية والعودة إلى واقع الهيمنة المنهزمة، والسبب يعود أولا لإصالة الفكرة الخالقة ولتوجهها تحت قيادة مثقفيها إلى بلورة هيمنتها المضادة، التي يعتبر ظهور بوادرها علامة على تحول ثوري قادم في هذا المجتمع يجمع بين الجدية والإخلاص وعمق التجربة ، فهنا المدنية تعني أن لا يقتصر التطور المدني على انتقال أجهزة الدولة فيه إلى ممثلي أو حلفاء الطبقة الصاعدة وثقافتها الجديدة فقط ، وإنما يمتد هذا التحول إلى العلاقات الإنتاجية ذاتها وقوة الإنتاج أو قاعدة نمط الإنتاج الذي يمكنه أن يدعم المدنية وينحاز لهيمنتها كبيئة تحافظ على العالم الجديد عالم التحولات المادية المهيمنة على الوعي الجمعي.
هذه الفكرة ليست كما يتصور البعض إنها من بقايا التراث الماركسي وأدبياته، ولكنه في الحقيقة نتاج تجربة وواقع بالرغم من تطابق ملحوظ بين الفكرة الماركسية والتجربة التاريخية، في بدايات القرن الماضي وعلى أثر سقوط الهيمنة السياسية العثمانية والتي كانت ترتكز في مقوماتها في المجتمع العربي على الإقطاعية كوجه أقتصادي هو ذاته هيمنة أجتماعية قبلية محافظة، كلاهما يمثل وجه من أوجه الهيمنة الفعلية ضعفت وتراخت في قبضتها على المجتمع مع قدوم الأستعمار الغربي وخاصة الفرنسي والإنكليزي على البلاد العربية والمجتمعات التي ولد لها الأحتلال نوع من الصدمة الحضارية بقدوم محتل كافر مهيمن عسكريا وسياسيا على حركة المجتمع، لكن ردود فعل المجتمع كانت ضعيفة ومشتتة ولا أثر حقيقي لها بغياب التنظيم المدني أو ما نشأ لاحقا من أحزاب وتكتلات سياسية وثقافية قادت فيما بعد إلى مرحلة التحرر والأستقلال الوطني.
ما يلفت في هذه الفترة فترة الأحتلال وبتشجيع منها نمت طبقة أقتصادية وأجتماعية جديدة على أنقاض هيمنة الإقطاع وديكتاتورية القبيلة والمؤسسة الدينية التقليدية وهي طبقة البرجوازية الوطنية، التي نشأت أولا نتيجة الصدمة الحضارية التي نشأت من الإحساس بالإنبهار والدهشة من جهة والشعور بالتخلف والإنتكاسة التي تركتها السلطة العثمانية على واقع المجتمعات العربية أقتصاديا وأجتماعيا، كانت سلطة الأحتلال تعي أنها لن ولم تستمر بقيادة المجتمعات العربية بنفس الطريقة (طريقة السيطرة العسكرية بالنار والحديد) دوما وعليها أن تجد ذراع مدنية تستجيب من جهة لمصالحها البعيدة كسلطة أحتلال أقتصادي وسياسي وفي ذات الوقت تعفي نفسها من إدارة مجتمعات تعي أنها في تقاطع وخصومة حتمية بما في الشعوب أساسا برغبة في الإستقلال والتحرر.
عمل الأحتلال الغربي ومع تزايد الوعي المدني نتيجة الأحتكاك وتطور وسائل الأتصال والمعرفة والأختلاط الحضاري بين الشعوب على تشجيع قيام طبقة برجوازية مؤمنة بحتمية الأنتقال من المجتمع الإقطاعي القبلي البدائي إلى مجتمع فيه ملامح مدنية حقيقية وقادر على الأستمرار بالتحول والأنتقال إلى نمط جديد من العلاقات والروابط الأجتماعية التي سوف تنشأ من هذا التحول وتؤسس لعلاقة جديدة بين الدول الغربية التي تبحث عن ضمان مصالحه البعيدة وتريد أن تؤسس لعالم جديد أقتصاديا وفكريا لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46268
Total : 101