بدون "چادر أو سرادق" .. أقيم مجلس عزاء في ربوع العراق المغدور على قانون التقاعد الذي أستبيح دمه قبل بضعة أيام ومعه استبيح دم التظاهرات والاحتجاجات بكل صفاقة وبلا أدنى حياء .
لم يستغرق المجلس في أقامته أكثر من ساعة فقد القيت بعض المرثيات والخطب القصيرة جدا لكن البليغة .
كنت أنظر الى وجوه المُعَزّين فما وجدت فيهم ألا المهمومين والكادحين وعزيزي النفوس . لم أعثر من بينهم على منافق أو لئيم أو متسلق على اكتاف الغير ... أو مالك لشهادة مزورة ... ابتدائية كانت أم عليا .
صديق عزيز لاحظ ان الناس في مجلس العزاء كانوا ، بلا أستثناء ، من أصحاب الجنسية العراقية ولم يكن ضمن مستمسكاتهم وثيقة يتباهون بها سواها رغم الضيم والقهر .
رجل يعمل في التسجيل العراقي شهد أن ألأغلبية الساحقة من المعزين لاتملك شبرا " ملك صرف " في موطنهم الذي ينتج النفط والقمح والتمور بسواعدهم وعقولهم ..
أستاذ جامعي لاحظ جمعا غفيرا من الكفاءات والمهارات أرهقهم التجوال بين الشركات بحثا عن عمل حيث لم يجدوا جوابا شافيا غير " سنتصل بك " بعد ان يسلموا الـC.V. ! وبعد أن أشبعتهم دوائر الدولة يأسا من نيل عمل يعينهم على بعض الاستمرار في طريق العيش . سيدة محترمة علقت على شهادة الاستاذ الجامعي بقولها : انهم يعملون في غير اختصاصاتهم وابني واحد منهم يعمل في فرن صمون .
وآخرون .... وآخرون ....
في الختام توسط المجلس رجل طيب الملامح كالآخرين لكنه أيضا قوي مثلهم مادا يده قائلا :- أنا...
برزت فتاة ووضعت يدها في يده قائلة :- وأنا...
وجاء شاب وفعل مثلهم :- وانا ....
وفعل الكل مثلهم ثم قالوا بصوت واحد :- لن نسرق ... لن نقتل ... لن نخون ألأمانات
أدفنوا كل التشريعات التي تهم الفقراء تحت سابع أرضين ..... لن نسرق ... لن نقتل ... لن نخون الامانات
وفي لحظة خاتمة لكل ماجرى ظهرت من بين الحشد فتاة وهي تهتف :- وأقول لهم ..... من يضمن لكم اللحظة القادمة ؟؟!!! لن تحزروا اللحظة ألقادمة أطلاقا .
مقالات اخرى للكاتب