شاهدت من خلال احدى القنوات الفضائية في برنامج (الأرض الحرام) الذي يعده ويقدمه السيد محمد السيد محسن ، في الساعة العاشرة لمساء يوم 25/2/2016 والذي ضيف فيه الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المقيم في احدى المدن التركية المدعو الدكتور خضير المرشدي ، حيث تطرق السيد المرشدي في حديثة إلى نقاط مختلفة جعلتني أتعجب كل العجب من المواضيع التي تناولها في طرحة ومنها ان حزبه ( اي حزب البعث ) موجود في العراق حاليا ويعمل في الشارع العراقي بكل ثقل والأدهى من هذا كله ، انه موجود في كل بيت عراقي شريف حسب تصريحه ، كما صرح (لو حدثت انتخابات ديمقراطية شفافة في العراق فان حزبه سوف يكتسحها لصالحه بنجاح في حين لم ينل كل من السياسيين الحاليين وأحزابهم ولا صوتاً واحداً) ، ان العراق من دون دول العالم قد ابتلى بأحزاب وحركات وسياسيين نزلوا وبالا عليه ، ومنها هذا الحزب (أي البعث ) الغارق في دم العراقيين لعقود من الزمن وسبب في معاناتهم وجوعهم وقطع ألسنتهم واختفاء ابنائهم دون الحصول على جثثهم من قبل ذويهم حتى ألان ، وطارد كل الوطنيين الشرفاء المخالفين لفكره وأبادة المعارضين ، وسبب هذا الحزب للشعب العراقي الكثير من المآسي ، وكان الشعب أيام حكم البعث يحلم ويتضرع إلى الله للتخلص من هذا العذاب والظلم الجاثم على صدره . حتى دعا الكثير من أبناء العراق للهرب من الجور والظلم وكأن العراق أصبح جحيماً تحت حكم صدام لفترة طويلة ولكن جاء الفرج على يدي الأمريكان ، بعد كل هذا على هذا الحزب وانه حكم العراق في فرصتين في 1963 و1968 ولفترة طالت عقوداً ، خرج العراق منها جريحاً ، واغلب أطفاله يتامى ، ونساؤه أرامل ، والمقابر الجماعية غطت ساحة العراق من الشمال الى الجنوب ، وآلاف القتلى والمفقودين في حروب خاسرة مع الجيران وتخلف في التعليم والصحة والخدمات إضافة إلى مجاميع غير قليلة من تم قطع أذانهم وألسنتهم من قبل النظام . بعد هذا كله وغير من الأمور المحزنة والمخزي التي لا ينساها العراقيون والتي سببها هذا الحزب نرى ان الضيف الدكتور المرشدي وللعجب يتكلم بكل ثقة ويدعي ما ادعاه من افتراضات لا صحة لها وكأنه يقول ان قدر العراقيين العقاب والعذاب على أيدي هذا الحزب ومن أمثاله ، وان فشلوا في إدارة الدولة وسببوا العذاب للشعب فهو امرأ طبيعي وعلى الشعب ان يتحملهم كحقل تجارب لطموحاتهم الغير شرعية ، وكأن العمر للمواطن يعاد في كل مرة وليس هو عمر واحد ، وان التاريخ والوقت يمضي وكله من عمر العراقيين . وعلى هؤلاء ومن لف لفهم ان يستحوا من الله ومن أنفسهم وان يضعوا حدا لغبائهم كسياسيين حريصين على شعوبهم ووطنهم حسب ادعائهم المزعوم ..إن البعثيين عند استلامهم السلطة لم يكونوا يوما ما بمستوى ما قام به الشيوعيون عندما قادوا الاتحاد السوفيتي حيث أسسوا دولة عظمى ونظاماً عالمياً رئيسياً ، وانتصروا في حروب عالمية وحققوا تقدماً علمياً واقتصادياً هائلا وكان الحزب مهيمناً على كل شيء ، وعندما رأى هذا الحزب نفسه غير قادر على إكمال المسيرة للدولة السوفيتية حل نفسه وتنازل عن الحكم بكل اقتدار ، ونحن نرى روسيا لا زالت تكمل مسيرتها بدون هيمنة الحزب الشيوعي ودون النظر الى الماضي معترفا بأخطائه وعدم قدرة على الحكم ، ولكن أين أحزابنا وسياسينا من هذا كله ، هل هم مصابون بمرض الغباء او أنهم يكابرون على حساب مصلحة البلد ، ام أنهم مصابون بأمراض نفسية ابتلى العراقيون بهم وبتصرفاتهم ، تجعلهم يتصورون غير الحقيقة وان العراقيين يحبونهم ويميلون إلى تقبلهم على الرغم من أساليبهم الوحشية ، فهذا هراء وكذب ، على البعثيين ان يدركوا ان فرصتهم في الرجوع للحكم أمر مستحيل وان ما ناله الشعب العراقي والبلد على أيديهم امرأ مفزعا ومحزن ا ومخيفا وان شبح خوف البعث لازال يطارد الشعب لهذا التاريخ ، و عليهم التخلي عن الحزب كأشخاص ، وان كان لهم الحس الوطني لخدمة بلدهم كما يدعون عليهم ان يدخلوا من باب ثاني للعمل السياسي اذا كانوا لا يريدون التخلي عن العمل السياسي ، حالهم حال غيرهم من الوطنيين دون تعالي او الركض وراء السلطة و مغرياتها على حساب الوطن ومصالح الشعب وتحت شعارات زائفة ، فمن باب يصدر صدام وثيقته الشهيرة في ملعب الشعب في بغداد بعدم الاعتداء في حين يصبح حزبه ونظامه مصدر تهديد لإخوانه العرب من خلال احتلال الكويت وتهديد السعودية وما أصاب العراق والعراقيين جراء هذا العمل جنوني من حصار وتخريب وقتل للعراقيين وخاصة الشرفاء منهم . على الأحزاب مهما كان شكلها وطبيعتها والتي مارست دورها في قيادة البلد العراقي في الحكم وفشلت في إدارته وسبّب حكمها المآسي والتأخر والخراب والفساد للبلد . ان يرحلوا من سدة الحكم وان يتركوا الشأن العراقي لأهله وان يعترفوا بأخطائهم وفشلهم في إدارة الحكم وعليهم ان يعتذروا للشعب العراقي وان يقدموا كل من افسد او سبب في إيذاء الشعب الى المحاكم لينال جزاءه الذي يستحقه . وان يتركوا العراقيين يقررون مصيرهم ويرسمون طريقهم بنفسهم .
مقالات اخرى للكاتب