Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كلكامش الشيعي، انكيدو السنّي.. وقوس النصر في بغداد
الأحد, حزيران 1, 2014
رسلي المالكي

كانت اوروك القديمة ، تعج بشعبٍ تحكمه الالهه التي تسكن التلول الخضراء ، التلول التي لم يجرؤ احد يوما على المساس بها لاسوارها العالية ، و حراسها الاشداء ، و كانت الالهة الحاكمة هي سبب ما لحق باوروك من اذى ، فقد كانت لا تلتزم برايٍ واحد ، فتعقد دوما اجتماعاتها ، لتختلف لاحقا على ما تقرره بشان مصير اوروك و شعبها ، وكانت من اربعة الهه ، الهه الحرب ، و الهة الدمار ، و الهة الظلم ، و الهة الاستبداد .

وفوق كل ذلك ، كان شعب اوروك يعقد امله الوحيد على اله الشمس " شمش " ، الذي كان اقوى الالهة العادله و اعتاها ، و الذي كان يسكن السماء .

وفي اتون تلك السنين ، كان لفلاحٍ يسكن جنات عدن السومرية في اهوار سومر ابنٌ صغير اسمه كلكامش ،كان فتى ذكيا و نشطا في عمل الحقول و صيد الاسماك وقيادة الثيران و رعايتها ، فنشأ فتى قويا وتمتع بقوىً خارقة ، كما كان والده سيدا في قومه لحكمته و شجاعته .
كان كلكامش في الحادية عشرة لما توفي ابوه ، فتحمل مشقة العمل و رعاية مالديه من قطعان بعد رحيل ابيه ، لكنه ورث حكمة الوالد الحكيم ، و رياسته في اهله ، الى جانب تواضع ذلك الاب .
و بعيد طوفان نوح سنة 2003 ق.م ، دمرت جنات عدن تلك ، و جائت الهة التلول الخضراء لتزيد في دمار اوروك بكاملها ، فرحل كلكامش عن ارضه ، بعد ان نجا من كارثة الطوفان و اخذ يرتحل باصقاع اوروك بعيدا عن سومر وجناتها الخربه .

كان كلكامش ينحدر من اصولٍ شيعية ، وهي فئة دينية تدين بها نصف ما على اوروك من سكان ، الا انه لم يكن يعر لذلك اهتماما ، بقدر ما كان يسعى ليعرف السبب وراء دمار اوروك و جنانها و شعبها .

انكــــــــيدو

كما كان كلكامش الساكن على ضفاف التقاء نهري دجلة و الفرات شابا قل نظير قوته و ذكائه ، كان انكيدو قد ترعرع فارسا على ضفة الفرات في اعالي صحراء العراق الغربية ، وكان شديد البدن ، قوي الفطنة ، ورث حكمته و قوته من بيئته ، فهو وريث سلالات قديمة نشأت في منطقتة ، وكانت قد اتت من صحراء جنوب العراق ، في ازمانٍ سحيقه .

كان انكيدو هو الاخر الباحث عن سبب انقلاب ارض اجداده الى صحارى عقب الطوفان ، وكان كاهل اوروك الاخرين غاضبا على الهة التلول الخضراء ، لتورطها في دمار اوروك عقب ذلك الطوفان ، الا انه لم يجد بدّا من الخضوع لما يجري من احداث وعقوبات تنزلها الهة الدمار في اوروك و اهلها .
كما كان انكيدو ينحدر من الجماعة الثانية ، فقد كان سنيّا ، ولم يكن يعي كونه سنيا بقدر وعيه لان ما يجري في اوروك هو نسج مؤامرات الهة التلول الخضر .

في خضم بحثه عن سبب دمار اوروك ، جال كلكامش كل اوروك ، حاملا سيفه و ترسه اللذان لم يكونا ليفارقانه ، فاحست طيور الهدهد التي تتنقل الاخبار من كل اوروك الى الالهه بحركة كلكامش المريبة ، فنقلت الخبر الى الالهة في التلول الخضراء .
فقررت الهة الحرب ، ان ترتب صدفة للقاء كلكامش بندٍ يضاهيه قوة ، يعاكسه طائفة ، فوقع الخيار على انكيدو ، الذي نقلت الهداهد الاخبار عن تحركاته الى التلول الخضراء هو الاخر .

فبينما مر كلكامش على شط الفرات ، اخذ يستريح و يغرف من ماءه في صحراء غرب اوروك ، فينما هو يتامل وجهه في الماء الرقراق ، قفزت امامه افعى رقطاء ، ملساء قبيحه ، وناعمة ، فوجل منها و ابتعد ... ثم عاد وقال لها و هو يشهر سيفه :

هل تريدين ان تري جسدك مقطوعا عن راسك ؟
قالت : بل لا اريد ان ارى راسك مقطوعا عن جسمك الممتلئ ، فانا هنا لاخبرك بمن دمر جنات عدن .
قال وهو يغمد سيفه ، و الافعي تزحف خارج الماء :
بلى ، من الفاعل ؟
قالت : ان قلت لك فانك لن تضاهيه قوة كي تقضي عليه .
قال : بل تكلمي و سترين راسة يتدهدى على هذه الرمال !
قالت : انه انكيدو ، ذلك العملاق الخطير ، لقد نفخ في مغارة من جبال الشمال فاثار المياه من جوف الارض على الحقول و دمر عدن بجنانها ، وشرد اهل اوروك ..
فاستشاط كلكامش غيضا ، و استل سيفه و بدأ كانه يقاتل شبحاً و هو يصيح ، اين انت يا انكيدو الحقير ، ساشرب دمك ان حظيت بك ايها النذل !

وما ان تلاشت الافعى في المياه ، حى ظهرت لانكيدو في البئر الذي كان ينام قربه مستريحا من رحلته في البحث على الهة التلول الخضراء ، و عملت معه نفس العمل ، واخبرته ان كلكامش الذي يجلس الان على ضفة الفرات ينتظره ليقتله ، هو سبب دمار اوروك ، بشفطه ماءها من مغارةٍ من مغارات جبال الشمال ، فحول ارض انكيدو الى صحراء قاحلة .

وبهدوء ، انسابت الافعى الى البئر ، و اصبحت من الماضي ، لقد كانت من صنيعة الهة التلول الخضراء .

فهرع انكيدو الى ضفة الفرات ، ليرى كلكامش العظيم رابضا على ركبته وقد ثار الدم في وجهه ، فصاح فيه : انت كلكامش ! ايها الغادر ، يا مجفف التلول و صانع الصحاري ، يا قاتل الغابات ووحوش البر ، انها ساعتك ايها الضخم !

فصاح كلكامش بصوتٍ اجش : من بنا الغادر يا انكيدو ، اولست من افنى جنات سومر بنفخك المغارات في طوروس ؟ الست صاحب الطوفان ؟

فانهال كلكامش على انكيدو بسيفه ، واستل انكيدو فأسه ، و تصارع الاثنان صراعا مخيفا ، وكانت هداهد الالهة تراقبهما و تنقل اخبار الصراع الى التلول الخضراء .

استمر الصراع لعامين ، هما 2005 و 2006 ق.م ، وكان مشهد الصراع رهيبا جدا ، فالخصمان هما الاعظمين في اوروك ، و الاشدين و الاكثرين بأساً .

و بعد ان خارت قواهما ، وجدا نفسيهما منجدلين و صاحيين لتوهما من غيبوبة لم يعرفان امدها ، فنهض انكيدو متوكأً على فأسه ، و شعره اشعث مغبر . و الدماء تسيل من وجهه ، ونظر الى كلكامش الذي جلس هو الاخر ينظر الى انكيدو ، وقد عراه التعب و الانهاك .

وللمرة الاولى منذ نشوب الصراع ، لجأ كل من انكيدو و كلكامش الى حكمتيهما التي ورثاها من ارض اوروك ، فقال كلكامش :

يا انكيدو ، انك خصم فريد ، فانت الوحيد الذي لم اقهره بحياتي ، انكيدو ، هل قمت حقا باغراق اوروك ؟

قال انكيدو : كان يجول ببالي نفس السؤال يا كلكامش ، لكني لا اشك بانك لم تشرب ماء اوروك وتحول ارضها الى صحارى .
قال كلكامش : من اخبرك بذلك ؟ 
اجاب انكيدو : حية رقطاء ملساء ناعمة .. خرجت من البئر .!
فانتفض كلكامش صارخا : انها نفس الحية التي قالت لي انك سبب الطوفان .. انكيدو ، كم كنا اغبياء عندما تصارعنا لسنتين ! آه يا انكيدو ! لقد كنا لعبة بيد الالهة المقيتة !

صاح انكيدو : كلكامش ، انها ساعة الانتقام ، او تذهب معي لقتالها ؟ 
وافق كلكامش ، فاغتسلا في الفرات ، وشقا طريقهما الى التلول الخضراء .

فغضبت الهة التلول الخضراء خوفا من اقتراب الندّين ، الذين صارا اقوى ما على ظهر اوروك ، فقررت الالهه اللجوء الى خمبابا ، وحش الارز لحمايتة التلول الخضراء من سيف كلكامش ، و فاس انكيدو الغاضبين .

لم يكن خمبابا وحشا اوروكيا ، بل كان مستقدما - بواسطة الالهة - من الشواطئ البعيدة الغريبة خلف قارة اطلنطس ، كان ينفث النار ، و يصدر الدخان ، و يطير لاذرع عديدة فوق الارض ، وكلفته الالهة بحماية اسوار التلول الخضراء من انكيدو و كلكامش ، عدوي الامس ، اصدقاء اليوم ، لقاء شربه الذهب الاسود من ارض اوروك ، ذلك الذهب الذي يدمن عليه .

نهاية الجزء الاول

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46004
Total : 101